19 ديسمبر، 2024 12:15 ص

النظام أساس النصر وهزيمة الفساد

النظام أساس النصر وهزيمة الفساد

خلق الباري سبحانه وتعالى الكون, وفق نظام ينظم ويرتب جميع مرافق الحياة, وفي حالة أي خلل في هذا النظام يكون له تأثير على الطبيعة والحياة, إذا النظام هو أساس الحياة, وكل غير منظم له بداية ونهاية سريعة .
  أنعم علينا الباري بالإسلام, وما أنزل على النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم), لسن دستور الحياة البشرية, وفق القانون الإلهي, كالزواج والعيش والحقوق والواجبات, وما تتطلبه حياة الفرد في المجتمع .
  كان قائد هذه الأمة الإسلامية, النبي المرسل الأمين الصادق, رسول الباري, لتنظيم الحياة على الكرة الأرضية, ومعتمده لنشر ما يوحي إليه, من تعاليم وتوجيهات, لرفع درجة الإسلام, وقيمه الأخلاقية والثقافية؛ لأعلى درجات الرقي .
  جاهد رسولنا الكريم, و إبن عمه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام), أشد جهاد لتنفيذ أمر الباري, بإصلاح البشر وتوحيد الأمة الإسلامية, تحت لواء الإسلام, ولكون الحياة مشتركة, بين المسلمين وبينهم, أراد الباري نشر العدالة, فجعل لكل منهم دينه, وله حقوق وعليه واجبات, يتطلب الإلتزام بها, كالدفاع عن البلد .
    بعد الأحداث التي حصلت في بلدنا العزيز, من الخلافات الطائفية, التي مهدت دخول العصابات التكفيرية (داعش), لإحتلال جزء من البلد, وما تحمله من أخلاق وبدع يرفضها الدين الإسلامي, وخطورتها على الرسالة المحمدية, أطلقت المرجعية الشريفة بيان الجهاد الكفائي, لغرض إصلاح النظام وإنقاذ الدين الإسلامي, من الخرافات والعادات الدخيلة, التي تحملها هذه العصابات التكفيرية.
  أطلق هذا البيان؛ وفق أسس وشرعية, مسندة بكتاب الله والسنة النبوية الشريفة, وفق نظام موحد ينظم الحشد الجماهيري, الذي أصبح اليوم يعاني من تأثير الإعلام المضاد, ومن يرعاه في داخل البلد وخارجه, للنيل منه, بعد الإنتصارات, وإعادة هيبة البلد, وكسر شوكة العدو .
  بما أن معركتنا طويلة الأمد, وعدونا مجهول, ومتعدد الأوجه والخدع, وأعداء الإسلام موجودين بين صفوفنا, لا يمكن سلخهم, إلا بعد الوعي الكامل للجماهير, وتوحيد الهمم والصفوف, بقيادة مركزية واحدة, ونظام واحد, تنطوي وتنضم إليه, كل القطعات والسرايا العسكرية, وتمتثل لأمر موحد .
  حسب ما تم الإطلاع عليه, من الرأي العام, ومن اللذين يعايشون الحدث, أن هناك معاناة لمقاتلي الحشد الشعبي, كقلة العدة التي تؤثر على العدد, وعدم صرف مستحقاتهم من الأموال, سواء كانت لعوائل الشهداء والجرحى, بسبب الخلافات الحكومية, وبعدها الميداني والمعنوي, عن هذا الإنجاز, والسور لحماية الوطن .
  يتطلب نهوض قيادة الحشد الشعبي بمهامها, وفق ما تتطلب المرحلة الحالية, وكسب حاجز الصمت السائد حاليا, أو إيكال المهام إلى وزارتي الدفاع والداخلية, بعد تطهيرهم من ذوي النفوس الضعيفة والفاسدين والفاشلين, لتحقيق وحدة دفاعية واحدة, وإلغاء مسميات الحشد والجيش النظامي, الذي يعاني من نكبات الموصل وغيرها, وتعزيز هيبته وإعادة ثقة الشعب, لكون جميعهم عراقيين, وشجاعتهم عراقية, فلماذا التفرقة بينهم, وفصلهم عن بعض, بمسميات لأهداف سياسية ؟.
 أن ذلك يحقق مغزى نداء المرجعية, لتكون راية العراق هي الراية الوحيدة, التي يحملها الجميع, وتحقيق الوحدة, ومركزية القرار .