23 ديسمبر، 2024 6:08 ص

النظامان العراقي واللبناني!

النظامان العراقي واللبناني!

إختيرا هذان النظامانِ هنا من دونِ انظمة الحكم في الأقطار العربية الأخريات , ولم يكن هذا الإختيار عبثاً او عابثاً , لكنّما من المرجو وبحرارةِ ظهيرةٍ صيفية – تموزية أن لا يفترض أيّ إمرءٍ او إمرأةٍ بأنّ مفردة ” النظامان ” الواردة في العنوان هي للإستخفاف بأية دولة او قُطُر او حكومة عربية , وفق ما تقوم به او تعمل به العديد من حكومات الدول العربية في قنواتها الفضائية ووسائل اعلامها الأخرى تجاه ايّ دولةٍ اخرى على خلافٍ حادٍ معها , وهو ما امسى واضحى كحالة < Addiction – إدمان > لكثيرين من الجمهور العربي تحت ” اعادة وتكرار التعبير كتخديرٍ اعلامي “.

المقصودُ هنا تحديدا هو تماثل وتشابه تركيبة وتشكيلة النظام الرئاسي في لبنان والعراق , حيث رئاسة السلطة التنفيذية تكون لرئيس الوزراء وليس لرئيس الجمهورية او الملك والأمير او السلطان , وهذا ما لاخلاف عليه وليس بجديدٍ ولم نأتِ بأيّ جديد لغاية الآن .!

ما يجتذب او يُلفت الأنظار ” لمن يُركّزون الأنظار تحديداً او اولاً ” , فإنّ الدور الذي يمارسه منصب رئيس الجمهورية في لبنان , وتحديداً الرئيس – الجنرال ميشيل عون هو اقوى واكثر فاعلية من ادوار رؤساء الجمهورية الذين تعاقبوا على حكم العراق بعد الأحتلال , الأموات منهم والأحياء , ومع حفظ المقام للرئيس برهم صالح . إذ محسوسٌ او ملموس للرأي العام العربي ” وليس اللبناني بالضرورة ” عن قُدُرات الرئيس عون في إحداث توازناتٍ ما ! بينَ علاقته بحزب الله وبين ترضيةٍ ” مهما كانت ” للشارع اللبناني او البعض منه , في التأثير على تشكيل تشكيلة الوزارة التي غدت غير قابلةٍ للتشكيل .!

وَبالعودة ” غير الميمونة ” لحالة التشابه بين التركيبة الرئاسية للحكم في العراق ولبنان < والتي يحكمها ويتحكّم بها قاسمٌ مشتركٌ ! لسنا بصدده الآن > , فمن الملاحَظ بما يكادُ يغدو بشكلٍ مجسّم , أنّ دَور ونفوذ وتأثيرات رئيس البرلمان اللبناني المخضرم ” السيد نبيه برّي ” يفوق ويتفوّق على معظم رؤساء البرلمان العراقي الذين جيء بهم بعد الأحتلال ” وبغضّ النظر عن رئاسة ” برّي ” لحركة أمل وعلاقتها الوثقى مع حزب الله , وهذا التمايز والفرق الشاسع والواسع ينطبق عراقياً وبالدرجة الأولى على رئيس مجلس النواب الحالي الشاب ” محمد الحلبوسي ” ودونما انتقاصٍ من سيادته او معاليه .!

بعيداً – قريباً عن كلّ ذلك , فالأهمّ من كلّ ذلك ” سلباً ” فأمورٌ أشدّ تجمع بين بغداد وبيروت < من غير الروابط القومية والوطنية بين الشعبين > , هو الديمومة الحالية لعدم الأستقرار السياسي , وضُعف التأثير العربي والخليجي تجاه التأثير الأيراني في البلدين < جرّاء فقط التابعين ووكلاء ايران وقوة وكثافة تسليحهم > , مع تداخل الرؤى والمواقف بين الأدارة الأمريكية والأوربية ” وفرنسا بشكلٍ خاص وليس مطلق ” . والحالة القائمة هذه ليست مرشحة لتضحى ازليةً ولا حتى في المدى المنظور , وفق مفهوم مبدأ العلاقات الدولية والمصالح ومتغيراتها المستمرة .!