17 نوفمبر، 2024 8:21 م
Search
Close this search box.

النصر امرأة لا تحب الشيوخ..

النصر امرأة لا تحب الشيوخ..

قال رجلٌ حكيم: “يا أيها القائد كن شاباً فالنصر امرأة لا تحب الشيوخ”
الشباب ليس في البعد العمري، أو في البعد الفسيولوجي، بل في بعده الحيوي، وروح النشاط والعمل الدؤوب، هيجان العواطف، قلبه الأخضر وفعله الأكبر، والشباب له سحر غريب يسافر في خلجات النفس، ويأخذنا الى حيث نريد, ويجعلنا مولعين به مثيراً، جذاباً، وسيماً، ومهماً، ولا توقفه سنين العمر.
“كم من شاب في الستين من عمره! إنجذبنا إليه بروحه الخلابة، ونشاطه الملفت، وكم من عجوز في الثلاثين من عمره ! تأسفنا عليه وتألمنا”.
القائد الشاب: هو خليط متجانس من الواقع والخيال، والجنون والعقلانية، والطيش والموضوعية، والجرأة والتأني، والقائد هو مَنْ يصنع البسمة لثكلى الزمان، والفرحة يطلقها في سراديب الحزن، ويتسلح بسلاح الحقيقة، في زمن الخديعة والكذب، وكل مَنْ يريد أن يكون قائداً، عليه أن يمتلك كل هذه المتضادات، حتى يصبح أنموذجا يقود ولا ينقاد.
الدولة أو الوزارة أو المؤسسة، التي تبحث عن النجاح، لابد أن يكون على رأسها قائد، يتمتع بكل الصفات التي تجعله ناجحاً متألقاً ليصل الى القمة، وأن يمتلك الرؤية السليمة والإبداع، ليصبح متجدداً دائماً في أفكاره وأطروحاته،(واثق الخطوة يمشي ملكاً)، ويتسابق جميع مَنْ معه لتقليده، والقائد هو الربان الناجح لسفينة الحياة، وعليه أن لا يهتم بتوافه الأمور، ويشغل وقته فيها، بل عليه البحث عن أفضلها نفعاً لعامة الناس ولفريقه، ليكون قدوة ناجحة، ويملك السمة التي تجعله مميزاً بين أقرانه.
يتميز جميع العظماء بالشجاعة، في التضحية بالنفس من أجل المبدأ، وإيمانهم المطلق في شخصيتهم، التي صاغوها ليكونوا قادة ذوي شأن، بيد أنها ستبقى لصيقة بهم حتى بعد مماتهم، ويحصدون ثمرة الجهد والتفاني والصبر، الذي هو جزء لا يتجزأ من شخصيتهم، سيما أنهم عاشوا حياة العظماء، وأغلبهم نشأوا في الأحياء الفقيرة والمعدمة، لكنهم شقوا طريق الصعاب، وساروا نحو الهدف المنشود، ومن خلال طفولتهم البائسة صنعوا التاريخ، وتتحدث عنهم الأجيال على مدى الدهر، بأنهم قادة وبامتياز.
هناك أمور كثيرة تعيق الإبداع وهي معقدة، فلكل قائدٍ محبٍ ومثابرٍ سائرٍ نحو النجاح, عليه أن يبحث بين مكامن شخصيته عن الشجاعة ويترك الخوف، ويحاول دائماً حتى لو فشلت كل محاولاته، وأن لا ييأس فاليأس يقتل الشجعان، وهو أخطر من العدو الذي يتربص به.
رسالتي أكتبها, الى مَنْ يملك الفرصة, ليكون قائداً ناجحاً، وجب عليه أن لا يفرط بها، وليصنع لنفسه تاريخاً مشرفاً، ويكون القدوة لكل الشباب، الذين ينظرون إليه مديراً إدارياً مملاً، وليصبح قائداً يقود الرعية الى برّ الأمان.
ختاماً: إنظر الى العظماء وكن قائداً عظيماً..

أحدث المقالات