من خلال القتل للمدنيين العزل و الهدم والتخريب الممنهج لمنشئآت غزة الحيوية بضرب البنى التحتية والأحياء السكنية بلا هوادة بغية إحداث أكبر قدر ممكن من الأضرار تجعل إستمرارية الحياة الطبيعية في المستقبل صعبة أو شبه مستحيلة, يعول نتنياهو ورهطه تحقيق عدة أهداف ذات أبعاد زمنية متفاوتة منها ماهو آني إنتقامي غريزي للتخفيف من وطأة صدمة السابع من أكتوبر وأخرى متوسطة بهدف التهجير وتشتيت الحاضنة الشعبية للمقاومة ودفعها للإنقلاب والتمرد عليها وأيضا توجيه رسائل تهديد لقوى المقاومة الأخرى في المنطقة والدول المناصرة لها مفادها أن ما يحصل بغزة ممكن أن يحصل لكم غداً, أما الهدف الأبعد والأخطر من خلال سياسة الأرض المحروقة المستمرة في غزة فهو إحداث إعاقة دائمة للقطاع ليصبح كسيحا لفترة زمنية طويلة لايستطيع خلالها النهوض والوقوف من جديد بوجه إسرائيل حتى لو إنتصرت المقاومة بحربها وإنسحبت إسرائيل مرغمة من غزة ,بل سيبقى هذا القطاع حسب هذا المخطط الخبيث معتمدا مادياً كلياً على إسرائيل أكثر من الأول أي قبل هجوم 7 أكتوبر. من هنا تأتي أهمية المسارعة في كسب معركة إعادة بناء القطاع والتحظير لها ماديا ومعنويا من الآن وإعداد العدة لبدئها مباشرة حال توقف العمليات العسكرية بالتعامل مع المسألة بنفس الطريقة التي تتبع بإعادة بناء المدن المنكوبة جراء الزلازل والكوارث الطبيعية بإن تأخذ على عاتقها دولاً ومؤسسات حكومية وأهلية فاعلة وجادة من الآن رسم الخطط لبناء غزة حديثة بحشد الأموال اللازمة والإمكانات المتوفرة والطاقات السياسية لفرض إرادة إحياء قطاع غزة رغم أنف المعتدي وممانعته وتغريمه إن أمكن ثمن فعلته.من الآن وبنفس الوقت الذي يتم فيه تضميد جروح المصابين والثكلىى لابد من إنتشالهم من الوقوع فريسة الغد المظلم ,بمسح دموع الضحايا بإعادة زرع الأمل في نفوسهم من خلال التأكيد على الوقوف معهم في محنتهم من خلال إعادة بناء مساكنهم ومنشآتهم الحيوية بأسرع وقت ومهما كلف الأمر