23 ديسمبر، 2024 7:42 ص

النشاط الجنسي والصراع في العراق

النشاط الجنسي والصراع في العراق

عرضت بقايا صالات العرض السينمائي في بغداد افلاما في غاية الاباحية بعد ايام من سقوط الصنم وافترش باعة الاقراص افلام الخلاعة وعرضوا في شاشة قربهم ترويجا لبضاعتهم ..ووصلت الحرية في بغداد آنذاك مداها الاخير حين كان ينادي الباعة هؤلاء بالفاظ تعبر عن محتوى ما يبيعون ..وفي دهاليز الحارات القديمة نشطت مواخير اكتظت بها زبائن يدفعون بالورق الاخضر الى عاهرات رخيصات ..وحين قدمت سيارات المنفيست الحديثة واقتنى شباب الحواسم موديلاتها ..ركنت هذه العربات في زوايا متوارية ليمارسوا فيها علاقاتهم الجنسية وهم مسلحون .. وحدث ما حدث من حوادث الاغتصاب والتحرش والتعدي بما ينسجم مع الفوضى المستجدة .. لكن الامر لم يستمر على هذا المنوال فسرعان ما تشكلت الجماعات الدينية كانعكاس للتوجه السياسي الذي ساد وضفىآ صفة التقسيم الطائفي الديني على المجتمع ..ما ادى الى توجه الناس نحو التمظهر بالثوب الديني .

يبدو ان الامر تم التسليم به واصبح المجتمع دينيا ..جماعات مسلحة أخذت على عاتقها مطاردة الدعارة والمنحرفين وقتلهم او تعذيبهم واحيانا ذبحهم او تشويههم كما حدث مع جماعة الشاذين الذين اطلق عليهم تسمية الجراوة اذ استخدموا المواد الصمغية في اغلاق فتحات شروجهم ما ادى الى وفاتهم ..ومنذ ذلك الحين نسمع من هنا وهناك ان نساءا قد ذبحن في المنطقة كذا وكذا ..

فصل الجنسين في المدارس المختلطة والمهنية والمعاهد وبعض الجامعات وحتى في كليات جامعة بغداد والمستنصرية .. ارتدت الفتيات اغلب الفتيات الحجاب والجبب والعبايات والنقاب والكفوف ..الشوارع في بغداد خلت بشكل لافت من النساء ..فهن عادة ما يتنقلن مع ذويهن او في خطوط النقل الجامعية او خطوط النقل الوظيفية والبعض بدأت بقيادة سيارتها الخاصة ..

ولكن من باستطاعته ان يوقف النضج الجنسي لدى الشباب والشابات ..فالمتدينون لا طريق يتيحونه الا الزواج ..والزواج حالة تكاد ان تكون نادرة بين شباب الدراسة سواء في مدارس المراهقين والمراهقات او حتى في الجامعات .. لكن التغيير جاء ومعه تقنيات الاتصال الحديثة الهاتف النقال والانترنيت والفضائيات ..واصبح الاتصال بين الشباب اكثر سهولة ..لا بل ان برامج الهواتف النقالة وتوفر خدمة الشبكة الانترنيت جعل الاتصال رخيصا ..لكنه حمل معه ما لم يحمد عقباه .فالهاتف شخصي وشبكة المعلومات تحوي على مواقع لابد ان يزورها الشاب او

الشابة ..اضافة الى القصص والحكايا التي امتلات بها المسلسلات والتي تتناول امر العلاقة الجنسية بتحرر يجعلها مبررة في حالة توفر عنصر الحب والاخلاص ..

اذن منع مجتمعي من الاختلاط والاتصال ..مقابل اثارة بجرعات كبيرة ومنظمة ..اهات الاغاني والرسائل والمناجاة .. قلة الحيلة من الاتصال ..حرية حركة للذكور ..وتحديد مبالغ للاناث ..لكن الطرفين في الهوى سوا ..حالة من الاثارة الجنسية وصلت حد القهر.. ليس امامهم الا الزواج او الاستمناء او اللواطة او السحاق او التعفف وهذا اضعف الايمان .

ثم جاء الموت المفخخ والاغتيالات وجبهات القتال الذي اقتصرت على الذكور فقط ليخلف لدينا جيشا من الارامل واليتيمات والعوانس اضافة الى ارتفاع معدلات الطلاق نتيجة لخلخلة الوعاء الاخلاقي والعائلي ..

ثم ترتبت طبقة جديدة من اثرياء الحواسم واثرياء الموظفين الفاسدين واثرياء المناصب العليا واثرباء عصابات المافيا واثرياء الطبقة الدينية المشكلة حديثا ناهيك عن طبقة السياسيين لتطفوا على السطح موضوعة زواج القاصرات والتشريع لها وتعدد الزوجات لا بل وصل الامر لدى البعض بالترويج الى الجواري والاماء .

شباب عاطل باغلبه سواء من تعلم او من ترك ..شباب ملتحق بالاجهزة الامنية والميلشيات المسلحة كماشريع موت مؤجل ..وجيوش من النساء والفتيات الاميات ..

مشاريع السكن معطلة تماما ..فرص العمل نادرة وخصوصا للفتيات ..الحرف والمهن خربت بالاستيراد المفرط ..فاين المصير ايها الشابات ايها الشباب .