18 ديسمبر، 2024 7:37 م

النسخة المحدثة من الاحزاب العراقية

النسخة المحدثة من الاحزاب العراقية

الظاهرة تستحق الوقوف عندها، مع قرب أي استحقاق انتخابي، أقنعة مختلفة، ما عرفناها الا لحظة الحدث، تسعى جاهدة للصدارة التي ما تخلفت عنها وما فاتتها.

القناع ليس فكريا بدرجة تجعلنا نشك في تدرج معرفي، ينتقل من طور التقليد الى الابداع، بل مسمى ليس أكثر، فالجوهر كما هو لم يصبه تغيير ولا تبديل، والقشرة أكتست لونا آخر مغاير.

الأحزاب الجديدة (القديمة) تسعى لتغيير اسمائها بل وحتى خطابها وآلية عملها نتيجة رفضها ولفضها شعبياً ومناطقيا.

يسعون بكل ما أوتوا لتغيير الواجهات الظاهرة والباطنة وركب موجة المدنية (اللوك الجديد) ليسوقوا انفسهم من جديد، ويمتصوا لعنة المعارضين.

حيث عادت هذه الأحزاب إلى اللعبة القديمة، عادت بمسميات وخطابات جديدة دون تغيير في السياسات ولا حتى في الأشخاص.. عادت بأسماء جديدة بعد أن مقت الشعب تلك المسميات والتي أصبحت عنواناً للفساد والإرهاب والفشل.

ركبوا بالأمس موجة التكنوقراط، وقبل ذلك ركبوا الموجة المذهبية، واليوم موجة المدنية، وبين موجة وموجة: أنهار من الدماء، ومزيد من الخراب، وطريق أسرع إلى التقسيم.

من يخدع من؟

العملية ليست تبادلية، وانما جزء من الدورة البشرية السياسية، لكسر الروتين، وتحريك الجمود، والبحث عن الاثارة لتخلق جوا من النقاش والدوران حول الفكرة تستهلك الوقت لا أكثر.

الخداع هنا سيكون متوقعا، حيث جيل تغير، وآخر تحدث، وثالث يدافع، ورابع يروج، وخامس يقاد بالدرهم والدينار، والقبلية والمذهبية التي تأكل وتشرب في هذا الطرف أو ذاك.

هنا ستعود حليمة لعادتها القديمة، وآني وابن عمي على ضدنا،حتى لو كان من يشار له بالبنان.

سؤال برئ

هل الاحزاب لديها برامج واضحة ومشاريع عمل مستقبلية، أم تعتمد على خطة الوعود التي تفلح فيها وتبرع، الاحزاب التي تعيش مفاصلة تامة أو جزئية عن احزابها الاصيلة، هل تراجع ولو من باب ذر الرماد في العيون نفسها لتحاسب ذاتها وتبحث عن اخطائها وتنقدها لانها محور الخلل، ليس المحور هي كل الخلل.

إعادة التموضع

حزب قديم سبق أن اتخذ قراره بعدم دخول الانتخابات البرلمانية عازيا ذلك، لتردد قاعدته الشعبية بسبب هزة اصابته نتيجة تراجعه، وهو قرر أن يأخذ استراحة ليعيد ترتيب اوراقه ويعمل أكثر على جانب آخر، خدمي أو غير ذلك ليعيد الثقة إلى صفوف اتباعه بل وحتى قياداته.

الصراع يولد مزيدا من أحزاب

ما نعيشه من تقاطعات لا توافقات بين هذه الكتلة السياسية وتلك سيسهم في نشوء عدد من ما يصطلح عليه الأحزاب الحديثة، التي هي امتداد لأخرى قديمة مع بعض التغيير، هذه الاحزاب ستحاول جاهدة الهرب من سقوطها الشارعي لعجزها عن اداء ادوارها المرسومة، فيما ستشهد الايام القادمة مزيدا من التشظي والانشقاقات والتكوينات الجديدة، وخصوصا نحن على موعد مع الإنتخابات المحلية والنيابية.

أختم
الصراع سيكون تقليديا هذه المرة، فالاوراق مكشوفة، والخطط جامدة، وما تغير الوجوه ليس أكثر، وهو ما سيسهل من مهمة الناخب، الذي سيكتب بماء من ذهب المقولة المشهورة: المجرب لا يجرب.