بعد ان ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي (وهذه تسميتها الغير دقيقة ) اذا اعتبرنا ترجمتها من المنشأ الاصلي هو المعيار وهو حق social media ، فعلى اساس الترجمة الدقيقة يكون لها شطران (وسائل التواصل الاجتماعي ) العائلي وبين الاصدقاء وماشابه وهذا يمثله Whatsapp وViber وامثالهما ..والوسائط الاعلامية الاجتماعية العامة ك Facebook و Youtube وغيرههما..وفي هذا الشطرالاخير لايحق لك وانت تنشر على العام وامام الناس ان تمنعهم من نقدك او التعليق بما لاتحب (داخل حدود الادب طبعا) والا احظر او احذف من لاتحب تعليقه او مشاركته ان كان على صفحتك ، فهذا ممكن ، وان كان على صفحته فلا حق لديك بالاعتراض مطلقا الا على التجاوز الاخلاقي والاعتباري الشخصي فانت نشرت على العام اي انك تصرفت خارج باب بيتك واصبح تصرفك تحت رقابة المجتمع وحتى صار من حق القانون ان يحاسبك، وهو عرف ذلك وقراه علنا وليس تجسسا وبموافقتك فصار من حقه نقده ، وخصوصا من يقدم نفسه على اساس فني او ادبي او علمي او حتى سياسي ..ولذا فانا لااسمع لبكاء الذين يتظلمون من هجوم البعض عليهم او نقدهم على سوء ماينشرون او خطا مايقولون او تصويب مايخطاون ، ولا اسمع لشكواهم ولا اقيم لها وزنا ..ان كنت تريد ان لاتنتقد ، سلبا او ايجابا فلاتنشر..وانا انشر على صفحتي مااريد بشكل مستقل فان لم يعجبك ماانشر فلست مجبرا على البقاء او القراءة او المتابعة ، فقط اذهب بعيدا ، او رد او انتقد بطريقة علمية ان كان مانشرت انا افكارا ، وبطريقة اخلاقية ان كانت نشاطات اجتماعية ، فهذا هو معنى التسمية (وسائط الاعلام الاجتماعية ) اي ان المادة الاعلامية صارت ممكنة لجميع فئات المجتمع وليس فقط بيد الدول والمؤسسات كما كانت القنوات الفضائية وقبلها المحطات الاذاعية الارضية ..
ولذا صارت وسيلة مهمه لنشر الخبر السياسي وللعمل الانساني وماالى ذلك ، صفحتك اصبحت صحيفتك واخبارك ونشاطاتك ، انشر منها ماتشاء وتقبل الرد او اكتمها واسكت ..ولهذا سمح هذا الجوالمتقدم والمفيد بظهورسلبيات منها مثلا هذه الظاهرة التي سننتقدها الان ..
فالنساء وبعد ان صدعن رؤوسنا لسنوات طويلة بتفاهات الازياء والموضات وما الى ذلك ، جاء زمن الغرابة الان ولابد ان يدلين بدلوهن ، فتركن الاهتمام الان بالازياء ومواد التجميل (وهذا يشمل النساء في مجتمعات العالم العربي حصرا بالمناسبة ! ) وتوجهن الى افتتاح (في مواقع التواصل هذه ) مؤسسات ادبية ! وجمعيات فكرية يشاركهن احيانا في الاشراف عليها انصاف متعلمين من الرجال ! اخطاءهم اكثر من صوابهم ، ويغلب عليها النساء طبعا ، وكل يوم تقرأ : الشاعرة الفلانية رئيسة المؤسسة الفلتانيه تمنح الاديبه العلانية (درع شعراء العرب الاقدمين!) . وبعد يومين وبتصميم فوتوشوبي جميل خبر: تمنح الاديبة فلانة الفلانية (وسام الادب العربي الحديث!) للشاعرة فلانة التي كانت قد بادئتها بالمعروف ..! ظنا منهن ان الامر مثل التزاور المنزلي والهدايا ، ثم الصحفي الكبير يمنح شهادة تقديرية للروائية الكبيرة ..وطبعا برواز وديكورجميل وصحيفة مخترعه ! والروائية الكبيرة “مقاما طبعا” وليس عمرا لاسامح الله ،مديرة الجمعية العربية الهندية للفنون والاداب الافريقية .. ترد له (الصوغة) بتكريمه ايضا على مواقع التواصل بميدالية الصحافة الاستقصائية التكنولوجية الديموقراطية الحرة ! ثم تقديم الدرع الاصفر للاديب الاكبر، والوسادة الزرقاء للشاعرة العصماء ..فليت هذه المسخرة ان تتوقف او لتبتعد عن عالم الفكر والفن والادب ، ليظل للكلمة هيبتها وللقصيدة حرمتها ، هون عليكن ايتها السيدات، فوالله ماسمعنا بمرأة شاعرة حقا من ايام الخنساء وولادة بنت المستكفي والى الان ..فعدن الى الازياء وفنون الطبخ يرحمنا ويرحمكم الله.
————————-
ملحوظة: انا بنفسي حاولت التواصل مع كثير من اخواتنا المتوشحات بثوب الشعر والادب وعلى اصعدة شخصية فكن مثالا في التأدب والخلق واشهد، ولكني ماعثرت لهن على نص شعري او ادبي يدعم مايدعين .