اذا اردت توصيف شئ ما فعليك ان تضع الاحرف في مسطرة الكلمة حتى تستطيع من اطلاق المفردة الملائمة والمناسبة لكي تكون مترجم جيد في قراءة الاشياء ,غير أن ذلك القاموس لايخضع في التعاطي والسرد في موضوعة المرأة ,فأن خير مايمكن الجزل في تقديمه لبلوغ فضاء الاعراب والتوصيف ان تقول في المرأة ,أنها أمراة ,وربما ما يقودني لذلك الاستنتاج البسيط ,بيت لأبو الطيب المتنبي وهو يرثي ام سيف الدولة الحمداني وهو يقول “ما لتأنيث اسم الشمس عيبا وما التذكير فخر للهلال” ,فالمرأة هي الوعاء الذي ما امتلئ فاض بما أحتوى ,وهو مايدفع باتحاه وجود فكر واعي يرسم ستراتيجية الاملاء ,بأعتبار ان صلاح المجتمع هو من صلاح المرأة ,وخلاف تلك السياقات فقد وضعنا الاصلاح والرقي في المجتمعات في زاوية التعثر والارتباك,عندما نقول أمراءة صالحة فأننا انتجنا عائلة صالحة تؤسس لمجتمع مقبول فكريا واجتماعيا وهنا لابد من الاشارة ان ان مفهوم الصالح والصالحة مفهوم نسبي ومعيار متباين مابين ثقافة وثقافة ومجتمع ومجتمع ولكن تلتقي في خطوط عامة ,كالدور المحوري للمرأة في عرين البيت وتربية الأولاد ,أو في الجانب التبليغي أو الرسالي لأي أمراءة تحمل قضية سامية ونبيلة ,او في المعترك العملي ومشاركتها مع الرجل .
سلخ المرأة من موضع الغاية وجعلها وقود الوسيلة هو التفاف على حقها وقتل لبيئة منتجة ,وحقيقة ما حصل اليوم في المجتمعات سواء الغربية او الشرقية الاسلامية او الغير اسلامية ,هي مؤأمرة لترحيل نصف المجتمع الى معتقلات المظهر والشكل والرغبة والابتعاد عن الجوهر والمضمون,فأبراز النساء بطريقة التفخيذ وارنبة الشفتين وحيونة الجسد بات مظهرا من مظاهر عولمة النساء التي ترمي الى اخراج النواميس الطبيعية للموضوع التي ولدت من أجله المرأة عن جادة المسار لها .
أنا لست من المناهضين لجمال الملبس والمظهر ولكن عد الايغال بهذا الجانب وترك الواجبات الأخرى,فأنا لا أنطلق من فلسفة فاطمة الزهراء عليه السلام في ادراكها لمفهوم النساء ,حتى لايكون خطابي خطاب أسلامي وبالتالي قد يرمى في مصيدة العلمانية او الليبرالية او المفاهيم القريبة من مزاجها ,وبالتالي اصنف رجعيا متراجع على حد زعم البعض منهم ,بالرغم انني مدرك تمام الادراك العقلي ان الأسلام قد حفظ المرأة من مفخخات الرغبة والافتراس ووضع لها خارطة مرسوم في مساحتها اين ومتى ولمن تظهر الأنوثة والعقل والعاطفة في ميزان لايختل او يصاب بالاختلال .
لن اتعرض الى التأريخ حتى أخرج كنوز وجواهر النساء واقدمهن نموذجا ,ولكن اقول من لم تستطع ان تغترف من نهر مريم العذراء وبلقيس وأسيا وخديجة وزينب الحوراء ,فعليها ان تستسلم للنموذج الحديث من النساء الاخريات في عصرنا الأخر مع الفارق الشاسع بين هذا وذاك, روزرا ,فتاة امريكية سمراء رفضت ان تقوم من مقعدها داخل الحافلة التي تقلها ,لتجلس رجل ابيض مكانها ,وهو قانون وعرف سائد في الولايات المتحدة الامريكية ,الذي كان يفضي استلاب حقوق الزنج وتصنيفهم تحت مسمى مواطن من الدرجة الراكعة,تسبب موقف روزا في شجار وعراك داخل الحافلة بين البيض الغاضبون فعل الفتاة السمراء والزنج الثائرون لأبنتهم روزا,انتهى الأمر بثورة كبيرة للزنج تكللت بالنجاح واستيراد حقوقهم المدنية والانسانية المستلبة ,بعد ان عجزوا عن البوح بها اكثر من مئتي عام.