23 ديسمبر، 2024 3:35 ص

النزوح الطائفي .. بين المخاطر والواجبات !

النزوح الطائفي .. بين المخاطر والواجبات !

النزوح هو ترك الشخص منطقته ليستقر في مكان آخر. وهو ذات  الهجرة ولكن من منظور بلد المنشأ. وتسمى حركة الإنسان قبل إقامة الحدود السياسية أو داخل دولة واحدة بالنزوح ، وهناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي للنزوح، بعضها أسباب سياسية أو اقتصادية أو حربية أو لأسباب شخصية .
كان للنزوح تأثير عميق على العالم في القرون ال18، ال19، وال20، عندما ترك الملايين من الأسر الفقيرة أوروبا وتوجهوا للولايات المتحدة، كندا، البرازيل، الأرجنتين، باقي دول أمريكا اللاتينية، أستراليا، ونيوزيلندا. واليوم ؛ يعاني أخواننا السوريون من ويلات الحروب الداخلية ، وما لهذا من أسباب اضطرت العديد من الأسر السورية إلى مغادرة أرض الوطن ، والهجرة إلى دول الجوار ، لكونها المهرب الأقرب .. بحثاً عن الأمن والأمان ، وأملاً بالعودة بعد زوال الأزمة .
اليوم أيضاً ؛ يعاني أهلنا في مناطق عديدة من العراق من ويلات الحرب الطائفية المقيتة .. المحلية والمستوردة ، مما تسببت هذه الظروف إلى نزوح عائلات كثيرة ، من مدن الأزمة إلى مدن الأمن والأمان لذات الدوافع الأسباب .
ولعل من أهم دوافع الهجرة والنزوح  ما يلي :
• الحرب
• الظروف الاقتصادية
• الظروف السياسية
• الصراعات الدينية والطائفية والعرقية
• تفشي الأوبئة والأمراض
• الكوارث الطبيعية
• هدف نشر الثقافات
والحالة هذه ؛ فالجانب الإنساني يحتم على سكان المعمورة أن يفتحوا قلوبهم ومواطنهم لأجل إيواء بني جنسهم البشر ، الذين تعرضوا إلى ويلات الحروب وظروف القمع السياسي والتطهير العرقي والكبت النفسي والضائقات الاقتصادية والحروب الدينية والطائفية والكوارث الطبيعية ، وأية ظروف قاهرة أخرى، إلا أن هذا لا يعني التسليم المطلق العشوائي بالمهاجرين والنازحين ، وفتح الأبواب على مصراعيها أمام النزوح أو الهجرة ، مالم تكن مؤطرة بضوابط علمية وعملية .. قانونية وصحية وسياسية وأمنية ، ولعل أهمها ما يلي :
أولاً :  الإسراع بتشكيل لجان محلية من مجالس المحافظات للإشراف على النازحين الوافدين والمغادرين ، من خلال تدقيق الوثائق الرسمية وتأييد صحة صدورها من خلال المنظومة الحكومة الإلكترونية السريعة ، لغرض التأكد من هوية النازح ، وفرز النازحين الشرعيين عن غيرهم من المندسين لأغراض إرهابية . حيث يخشى من تسرب عناصر إرهابية تنسق مع عناصر مأجورة في الوطن البديل للقيام بالعمليات الإرهابية ، ولعلي أشك ؛ بأن الكثير من العناصر التي دخلت العراق عبر الحدود السورية بحجة الهروب من ما يجري في سوريا من أحداث مأساوية ـ لعل ـ بعضهم من هذا النوع، الذي ينضوي اليوم مع ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي في محافظة الأنبار.
نتمنى أن لا يكون هكذا إرهاص واقعياً ، بحيث يتكرر اختراق لمدننا الحبيبة الآمنة ، ككربلاء وغيرها ، وهي مدن عراقية تتبنى إيواء أهلنا الكرام من محافظة الأنبار ، يُخشى أن يؤدي ( حسن الظن ) إلى اختراق من ذلك النوع ..لا قدر الله،إلا أنَّ :
 (( سوء الظن من حسن الفطن )) !!!

ثانياً : تأمين الأماكن المناسبة لغرض إيواء النازحين ، وفقاً للشروط الإنسانية والدينية والعرفية الوطنية .

ثالثاً :  معالجة الأسباب السياسية والحربية التي تسببت في نزوح المواطنين ، وتأمين الظروف الموضوعية للعودة الميمونة إلى مناطق السكن الأصلية .

رابعاً : تحديد رواتب شهرية للنازحين ، بما يتلاءم والظرف الاقتصادي الراهن ، بما يحقق العيش الكريم بموطن النزوح .

خامساً : توثيق وتحديد الأضرار التي تعرض لها المواطن النازح في موطنه الأم قبل النزوح ، وتعويضه عن الأضرار التي لحقت به جراء العمليات العسكرية والأزمات الطائفية والظروف القاهرة .

سادساً : القبول العاجل في المقاعد الدراسية لوزارتي التربية والتعليم العالي ، وفقاً للوثائق المتيسرة لدى التلميذ أو الطالب النازح ، توخياً لمواكبة البرامج الدراسية ، ولحين تأكد صحة الإدعاء بعد زوال أسباب النزوح .

سابعاً : إجراء الفحص الطبي العاجل على كافة الأشخاص المهاجرين والنازحين ، وحجر المرضى الوبائيين عن غيرهم من السليمين ، وتعهد العلاج الطبي اللازم .

ولعل هذه التداعيات تأتي على ضوء نزوح عدد كبير من أهلنا في المناطق التي تعاني من العمليات العسكرية بسبب الإرهاب في المدن والمحافظات العراقية .