19 ديسمبر، 2024 10:59 م

النزعة الفردية في قناة العراقية

النزعة الفردية في قناة العراقية

الكارثة التي حلت بالدراما العراقية , سببها النزعة الفردية والاستهانة بالكاتب الملتزم قبل الاستهانة بالذائقة العامة في سبيل تحقيق مصلحة ومطامع الانا بفضل المكارثية التي عادت بقوة على الساحة العراقية ووضعت الدراما العراقية في قالب فولاذي ضيق خدمة لاْهواء وافكار سياسية بحته , وخصوصا بعد عودة الفنانين العراقيين من سورية عام 2012 الى العراق , واغلب الفنانين كانوا يستبشرون خيرا , ظنا منهم انهم  سيجدون الصدر الرحب والمكان الخصب لاحتواء الدراما العراقية ولكن حدث العكس , ان اغلب القنوات العراقية التي كانت تنتج الدراما التلفزيوية قد شلت عن الانتاج ان لم اقل توقفت الا بعض القنوات من بعض الاعمال الخفيفة التي لاتغني ولاتسمن او باعتبارها كمادة تسلية عابرة لفك التخمة .وبعد توقف قنوات البغدادية والشرقية والسومرية عن الانتاج الدرامي , فسحت المجال امام قناة العراقية ,التي بقيت تنفرد بالانتاج الدرامي وهذا التفرد ما جعلتها تطرد بعض الكتاب من جنة انتاجها الدرامي لانهم لم يمتثلوا لرؤيتها الفكرية ( الضيقة ) بعد رفع عصا المكارثية المقيته ضدهم ليتحول الفن الى تسلية وقشور ودعاية ووسيلة ترويج وتخدير والهاء لتغطي مايجب تعريته وادانته , اليس من حق الكاتب ان يكشف المتلاعبين بمقدرات وقوت الشعب , اليس من حق الكاتب ان يدين الارهاب وسراق المال العام ويعري الفاسدين الذين يريدون شرا بالعراق والعراقيين ويعتاشون على وجع المواطنين المحرومين من ابسط حقوقهم , امام الرأي العام ( الجمهور , المتلقي ) اليس حق التعبير مكفول للمواطن في الدستور ,اليس من حق الكاتب ان يشير الى المسكوت عنه  وانا في هذا الصدد اتحدث عن نفسي , عما اصابني من ظلم واجحاف وغبن ممنهج ضد اعمالي الدرامية فلست بصدد التظلم او الشكوى بل كشف بواطن الظلم .. منذ اكثر من اربع سنوات عندما كان الدكتور عبدالكريم السوداني مديرا عاما لشبكة الاعلام العراقية الى مجيئ الاستاذ محمد عبدالجبار الشبوط المدير العام الحالي لشبكة الاعلام العراقية ,قناة العراقية وضعتني تحت مجهرها وبدأت تحاربني وتقطع سبل رزقي . حيث في عام 2011 قدمت  نص ,مسلسل تحت عنوان ( قلوب خارج التغطية ) الى قناة العراقية  كان من المؤمل ان تخرجه الفنانة حمدية عبدالكريم , وبعد سنة ونيف من بقاء نص المسلسل في رفوف لجنة الفحص  ابلغوا المخرجة حمدية عبدالكريم برفض المسلسل رفضا قاطعا , وبعده  قدمت لهم مسلسل اخر تحت عنوان (مذكرات امرأة) كان من المؤمل يخرجه الفنان نزار شهيد ايضا رفض العمل وفيما بعد قدمت لهم مسلسل اخر تحت عنوان

 ( حافات المدن) بيد السيد سمير ذنون وايضا تم رفض النص حتى بدأ لاسمي وجه اخرمعروف في دهاليز قناة العراقية مقرونا بممنوع .. وفي عام 2013 قامت المخرجه حمدية عبدالكريم  مع زوجها المصور المعروف دحام حسن بالذهاب الى ادارة قناة العراقية لمعرفة سبب رفض مسلسل ( قلوب خارج التغطية ) اخبروهما عليكما بتغيير اسم المسلسل وكأن المشكلة في اسم المسلسل ,وقد تم ,تغيير اسم المسلسل من ( قلوب خارج التغطية ) الى ( عندما ينكسر الشعاع ) وايضا تم رفض المسلسل حتى بعدما وافق على النص الاستاذ محمد عبدالجبار شبوط بانتاج المسلسل .. واخر سيل من سيول الرفض الذي يلاحقني , عندما ابلغني المخرج سلام عرب , بأن قناة العراقية تعتزم انتاج عمل تأريخي كبير عن سقوط الخلافة العباسية فقد تم ترشيحك لكتابة المسلسل , وقد تحدثت اليه ووضحت له الامر كي لايتفاجأ  في مقبل الايام عندما قلت له , ان قناة العراقية لاتتعامل معي ولااعرف الاسباب ,ومع ذلك كتبت فكرة المسلسل اضافة الى حلقة وارسلتها الى الفنان سلام عرب وبقي الحال كما هو عليه ..  وبقيت ابحث واتقصى لاعرف سبب منع اعمالي في قناة العراقية ولااخفي سرا عندما تحدثت الى بعض الذين اعرفهم في قناة العراقية والقريبين من قراء النصوص او كما يحلوا لهم ان يسمونهم بفاحصي النصوص عن سبب رفض اعمالي , كانوا يناصرون سلاطين القناة وينفون نفيا قاطعا ويبلغونني, بان القائمين في قناة العراقية  لايفرقون بينك وبين اي كاتب اخر ويحترمون كتاباتك ويعتبرونك من الكتاب الجيدين ( حسب مزاعمهم ) ويضيفون من التوابل لمجاملاتهم لي , بأن قناة العراقية تتمنى ان تكتب لهم مسلسلا وطبعا هذا محض مجاملة ساذجة يراد بها ذر الرماد في العيون . ولو انتقلنا الى جانب المشاهدة والمتابعة للدراما التلفزيونية في قناة العراقية منذ ثلاث سنوات يجد المشاهد الاعمال كلها نمطية ذات اسلوب واحد و قالب واحد مصبوب مسبقا وحسب الطلب , دون ان يفسحوا للمشاهد ان ينظر الى المستقبل او ان يرى مايدور حوله ويوظف الواقع المعاش من منظور درامي , بل وجب على المشاهد الالتفات الى الخلف ولاادري الى متى سيبقى المشاهد المسكين يلتفت الى الخلف وكأن المستقبل مغيب ومعتم ,او لاوجود له بالاساس ,وليسمح لي القارئ ان اعود مجددا الى عالم المظلمة التي اصابتني , حيث بعض الاصدقاء قالوا لي ان سبب محاربة قناة العراقية لك هي بسبب مسلسل (طيور فوق اشرعة الجحيم ) المسلسل الذي ذاع صيته وكشف عن المسكوت عنه بخصوص الاتجار بالاطفال اضافة الى اطفال الشوارع الذين يعيلون ذويهم ويعتاشون على النفايات فاعتقد كشف الطبق عن المستور من واجب الكاتب والفنان وهذا لاضير فيه ولايسبب حرجا لاي سياسي او مسؤول يسير على الصراط المستقيم ولم تتسخ يداه بالقتل او السرقة والاختلاس . اليس من المعيب ان يتحول الكاتب الى اداة لتمجيد الحماقة وتكريس الخنوع والاوهام ويصفق لمن ظله  اطول منه ويتحول مثل ذلك الاعمى الذي يصطدم بالجدار فيظن نفسه وصل الى نهاية العالم , ربما هنالك بعض الكتاب لهم استعداد ان يكونوا وعاظا للسلاطين ( الخردة) وكما هنالك ايضا ,بعض المتنفذين من فريق المكارثية الجدد لهم القوة والارادة بتصدير الارادة الحرة في دولة تنادي بالحرية والعدالةالاجتماعية والديموقراطية , كل شيء وارد ولاغرابة فيها طالما العتمة سيدة الموقف , ربما نحتاج لسنين طوال كي تنجلي العتمة  وتتحطم قيود المكارثية, لتأخذ الدراما مسارها الصحيح . ومثلما قال الامام ابوحامد الغزالي عندما اعتزل العلم والفلسفة قسريا : قال : غزلت لهم غزلا دقيقا وعندما اكملت غزلي لم اجد لغزلي نساجا .

 وفي نهاية حديثي اقتبس قليلا من بحث كتبه الاستاذ علي سليمان جاء فيه :ان اي قوة لاتستطيع ان تمنع الكاتب او الشاعراو الفنان من ان يعبر عن , رموزه وصوره وايحاءاته والوانه عما في الواقع من بشاعة وقبح وطغيان , فالفنان والكاتب الحقيقي لايكون مبدعا مالم يعبر عن همه وهم الناس من حوله عن معاناته ومعاناتهم عن موقفه من محاولات التشويه او الاكراه او السيطرة على الارادات والافكار والمشاعر وعن موقفه ايضا من محاولات تحرير الارادة الانسانية وتعزيز الوعي الانساني .

صحيح ان بالامكان شراء بعض الكتاب او تضليلهم او اخضاعهم او اكراههم على الصمت لكن المحال شراء جميع الكتاب او اسكات جميع الاصوات النابعه من المعاناة والالم والوعي والاخلاص مع الذات ومع الانسان, ومن المحال التحكم حتى بالاصوات الثقافية الموالية وطمس كل مافيها من تلوينات وايحاءات ورموز واشارات .

ومن اعمالي التلفزيونية :

مسلسل جلجامش / اخراج موفق الصلاح

سبع حلقات من ضمن 15 حلقة من مسلسل حكايات حب / اخراج محمد طالب العاني

مسلسل البيوت اسرار/ اخراج محمد طالب العاني

مسلسل طيور فوق اشرعة الجحيم / اخراج فهد ميري

مسلسل علي الوردي اخراج / ابراهيم ابو الخير

وفي المسرح  مسرحية بقايا من حواء  /اخراج محسن العزاوي

مسرحية في بيتنا ثعلب  /اخراج سوزان نجم الدين

مسرحية بقايا انثى / اخراج خولة شاكر وقدمت هذه المسرحية في كندا واميركا وكما شاركت في مهرجان نيوزلندا الدولي للمسرح

ومن افلامي الوثائقية ( فيلم عن تسمية بغداد ) اخراج حمدية عبدالكريم لقناة الحضارة

أحدث المقالات

أحدث المقالات