22 ديسمبر، 2024 11:33 م

النزاهة دليلها رجل …كما الوطنية

النزاهة دليلها رجل …كما الوطنية

تتلاقح الافكار فتنتج افكارا ريعها قوتا لاعمار، وحينما يوضع البلد على راس الهرم من الاوليات، فان القيمة للشيء لاتعني شيئا، لان الهدف قد حدد مسبقا، والنظر والهامات اليه وجهت، وعندما يسرج الهمام ويعد عدته، فلا تأخذه في الله لومة لائم، لانه انطلق من مبدأين لاغيرهما، (الدين والوطن) وهما الحصن الحصين.

بذات الوقت، حينما تستقر الوطنية قولا وفعلا، وتمسي لهجة لسان، تتطلب ان تتحول تلك الكلمة عميقة المعنى، من صورة في المخيلة الى لوحة على ارض الواقع تطبيق، ولايضع في الحسبان مدى الخسارة او الربح فهما عاملان مبهمان امامها، والعمل بها من الواجب الشرعي الذي كلف به المسلم على وجه الخصوص، فما بالك لو كان ذلك المسلم راع ٍ وينحدر من عائلة دينية ووطنية، عملت بهما قبل الحديث حتى.

الوحدة قد تكون كلمة ليست وليدة اليوم، لكنها اليوم هي عملة نادرة، قد ينالها ما ينال العملات من التزوير، بغية الربح، وهي لاتنتقل الا بين الايادي والعقول الساذجة، والا فالعملة الاصلية يتحقق بها الاطمئنان حين النظر وحين اللمس.

ولكل ما ذكرناه يجب ان تتحقق الدلائل على العمل لتثبت حسن النية والصدق في التعامل، وفي حال لم تتعدى تلك الكلمات محور الخطابات، وجذب الانتباه، ستضمحل كالزرع بلا ارواء، وتعود الارض لمعانقة الصحراء، بمصير مجهول اخر لايمكن حده بحدود او قياسه بمقايس، فالنزاهة دليلها رجل؛كما الوطنية.

نلاحظ ان هيئة النزاهة، منذ تأسيسها والى الان، لم يكن هنالك جدوى من عملها، فهي اشبه بالقاروة الجوفاء، يرتعد القلب من اسمها لكن ما سارت عليه وتسير لايدل على اي شي من الصفة التي تحملها، ونحن لسنا في صدد التسقيط، وانما لوضع النقاط على الحروف، فهي لم تقدم احدا للعدالة، ولم نسمع او نرى منها تحريك ساكن رغم كل الدلائل التي تشير الى وجود شبهات فساد في اصغر مفصل من مفاصل الدولة، وكانت جديتها لاتتعدى، مقابلة تلفزيونية للترهيب والوعيد ليس الا في الوقت الذي هي يد الشعب وسلطتة التي تحمي المال العام من السرقة .

ولكن حينما يختزل عمل تلك الهيئة، برجل يحتاج منا هنا ان نقف له موقف اجلال وتقدير، فهذا تصرف نابع من امتزاج الدين والوطن وصدق النوايا، وهو خير مثال على انه يتنفس الدين بروح الوحدة والوطنية، والا نحن مقبلين على مرحلة نحتاج فيها لم الشمل حتى وان كان ذلك الشمل طالح وفالح، وهذا ليس منهاجه واسلوبه اطلاقا، والتأريخ يحمل في طياته الكثير من البراهين والدليل.

في سابقة لانظير لها، وجراءة محملة بالثقة والصدق، لم يتجرأ احدا من الاحزاب، وممن ادعى حب الوطن والمصداقية والشفافية وكل هذه المصطلحات، من تقديم مسؤولين من حزبه او مكونه، الى هيئة النزاهة، ويعطيها الضوء الاخر ، باتخاذ الاجراء القانوني، في حال ان ثبت صحة مايدعون به، كما اقدم على ذلك عمار الحكيم، وهنا نقول: لتكتم كل الافواه، ولتتجه الايادي والابصارالى الجدار الحر فهو فارغ؛ فضعوا بصمات صدقكم ووطنيتكم، اثبتوا ذلك لشعبكم، ان كان ما تنادون به له اساس.
منطقة المرفقات