23 ديسمبر، 2024 5:58 ص

النخب و الكفاءات ودورها في إعادة صياغة المشهد السياسي الانباري

النخب و الكفاءات ودورها في إعادة صياغة المشهد السياسي الانباري

تنبيه .. المقال طويل جدا وهو وثائقي تأريخي موجه للنخب المثقفة ولمن لديه رغبة في الإطلاع والتثقيف .. فلنأخذ الأمر بدون تشنج وبمنطق المثقفين الأكاديميين (( النخب و الكفاءات )) الّذين يعتمدون على الوثائق والأدلة الدامغة .. ونبتعد عن منطق ( الشقاوات ) وقطّاع الطرق , منذ دخول قوات الاحتلال الامريكي العراق عام ( 2003 ) حذر عدد كبير من الشرفاء والحريصون والعلماء والمثقفون والمؤرخون والوطنيون في العراق والدول العربية , و في كافة إنحاء العالم , من حدوثِ جزرٍ خطير ونقصٍ لا يوصف داخل مناطق الشرق الأوسط الجديد , فيما يفترض به أصلاً أن يزداد ويتوسع بعد دخول القوات متعددت العصابات بلاد الرافدين , بعد عام الغزو من المرتزقة ضمت عدد كبير من هؤلاء من مختلف جنسيات العالم المتعولم لن أتكلم عن كيفية عرض مسرحية غير مضحكة للحمران الامريكان شارك في تمثيلها كومبارس من الامريكان والمليشيات الايرانية الوقحة بضرب كذاب على القاعدة الامريكية عين الاسد في ناحية البغدادي ؟ ولن أتكلم عن كيفية صناعة التنظيم الداعشي في المناطق الغربية ؟ ولن أتكلم عن كيفية الاجتماعات الدورية ( الآن ) في جميع دول الخليج والجوار للمسؤولين ؟ ولن أتكلم عن كيفيةوصول البعض الى سدة القرار والحكم من أهل الانبار ؟ ولن أتكلم عن الذي قدمه هؤلاء من منجزات تاريخية طيلة مدة سلطته على رقاب أهل الأنبار , ولن أخوض في تفاصيل الصراع المرير والعشائري والمناطقي والمالي والسلطوي والحزبي بين هؤلاء , لن أذكّر أهل الأنبار بما تفتقت عنه ذهنية هؤلاء من إبداعات حولت محافظتنا ثلث العراق المجيد إلى كانتونات عشائرية ورعب بين المواطنين من مستقبلٍ مجهول كان سببه وما زال البعض من هؤلاء من اهل الانبار بدون إستثناء , لن أتحدث لكم عن هؤلاء الّذين تقاتلوا وقُتلوا وشرّدوا ! لن أتكلم عن آلاف التصريحات الرنانة الباسلة والمواقف التي نقلتنا من حربٍ ضد الفرات إلى معركةٍ ضد النخيل كان سببها المؤتمرات الصحفية من أجل قرار ( اقليم الآنبار ) لن أذكّر أهلي في الأنبار عن انجازات شخصية عشائرية اقطاعية جديدة أكملت إنجازاتها وحققت أهدافها وستسلم الأمانة عن قريبٍ جداً جداً إلى خير سلف , أبطال ونشامى المجلس من فيالق العشائر التي إستبدلت هوية الأنبار من أول عاصمةٍ للدولة العباسية وأول من علّم العرب الكتابة كما يذكر ذلك المؤرخ العربي أبو بكر الرازي إلى محافظة للتخلف والجهل وإعادة الحياة لخراب الإنسان وتهميش عقله ومطاردة العقول الكبيرة وتحويل محافظة الأنبار إلى مرقدٍ للفكر التفوقي الإبداعي الناضج , لن أتحدث عن هؤلاء بالإسم فبينهم أقرباء وزملاء قدماء كانوا يطاردون الراتب ولا يمسكوا به إلا بشِقِّ الأنفس , وأصبحوا الآن من سدنة الأموال وقطع الأراضي والبيوت والمزارع .. وبينهم كذلك علماء دين ووجهاء وشيوخ , لكني سأتحدث بإختصار عن خرابٍ من نوعٍ لم تشهد له الأمم مثيلاً في تاريخها العتيد , وقبل كل شيء أود أن أذكر بعض الأمور كي يعرف القارئ مدى حياديتي بعرض الموضوع ولا يؤثر عليَّ من بعيدٍ أو قريب لكنه يهم أبناء محافظتي أولاً وأخيراً , الأنبار أكثر من ثلث العراق الواحد العزيز , وحاضرة الأرض وباديتها الخالدة وفراتها الأغر ومعاملها ومصانعها ومطاراتها الكبرى وأقضيتها ونواحيها وقصباتها وقراها وحدودها مع ثلاث دول ويمين بغداد وجار كربلاء والموصل وصلاح الدين وبابل , الأنبار وبحيراتها ومزارعها ونخيلها وياسمينها وقداحها , الأنبار الممتدة من القائم غرباً وحتى الفلوجة شرقاً مروراً بالرطبة وعنه وراوه وحديثة وهيت والحبانية ومركزها الخالد مدينتي الكبرى الرُمادي , الأنبار ونواحيها النخيب والوليد وعرعر والحقلانية والرمانة والعبيدي وبروانة والبغدادي والفرات والمحمدي والكرمة والحبانية والعامرية والثرثار والصقلاوية , الأنبار وأهلها من كل بقاع الأرض وعشائر العرب والقوميات الأخرى , لا أحد سيعرف , الميزانية القادمة المقبلة ليست لكم ولا يمكن أن تصرفوا منها فلساً واحداً إلا بموافقة ( أهل الأنبار ) فمن المنطقي أن تستضيفوا أحد المسؤولين الإقتصاديين ومدراء الدوائر وخبراء في مجالات اقتصادية وعمرانية للبحث عن خطة توزيع الميزانية .. فالموضوع يتعدى حدود المجاملة وهذه لي وتلك لك , الأنبار بحاجة الى مشاريع كبرى ومشاريع قيد الإنجاز تتطلب أموالاً طائلة , وبناء مئات المدارس المهدمة وإعادة الحياة لعدد من المصانع وتعبيد طرق وإنشاء جسور وتوزيع أموال على الفقراء والأرامل واليتامى وذوي الإحتياجات الخاصة , وبناء ملاعب وقاعات للرياضة والثقافة والمرأة , ومكافحة التصحر والماء والمجاري والكهرباء , ودعم مشاريع التنمية المستدامة وتشجيع الطاقات الجامعية العلمية والندوات والمؤتمرات الثقافية والأدبية .. والمساهمة في تعزيز العلاقة بين المحافظة وتوأمتها مع محافظات متقدمة أخرى , مشاريع ومشاريع وتحقيق أهداف إسعوا إلى تنفيذ ولو جزء منها كي يكون وداعكم جميلاً لأنكم ستخوضون حرباً للفوز مرةً أخرى مع أقرانكم وأعدائكم واصدقائكم !! الله ينظر إليكم قبلنا والتاريخ يسجل والشعب يحكم , اتقوا الله بنا وبأنفسكم وإن كنتم لا تقرأون ما نكتب فإن غيركم من أبناء الشعب العراقي العظيم ومن أهل الأنبار سيقرأ , ومن الله العون والسداد لكم على مسؤوليتكم ولنا على مصيبتنا .. ولله …. الآمر