23 ديسمبر، 2024 10:42 ص

النجيفي ومبادرة المالكي

النجيفي ومبادرة المالكي

ألقت الأحداث الدامية التي تشهدها سورية ،ظلالا قاتمة على المنطقة ،وخاصة بعد التهديدات الأمريكية والغربية للنظام السوري، بشن هجوم عسكري واسع النطاق ،على المواقع العسكرية والقيادية ومعسكرات الحرس الجمهوري ومخازن الأسلحة المحرمة دوليا(الكيماوي السارين) والتي استخدمها النظام السوري في أكثر من مكان ،وآخرها في غوطة الشام ،والتي راح ضحيتها ألاف الضحايا الأبرياء من أبناء الشعب السوري ،فالمنطقة العربية تنتظر حربا عالمية على وفق المخطط الأمريكي ،ومشروعها الشرق الأوسط الكبير ،وستكون الانطلاقة على ارض سورية ،وما يجري في سورية من حرب مباشرة بين طرفها الأساسي،إيران الحرس الثوري وحزب الله والميليشيات العراقية الموالية لطهران والجيش السوري ،وبين الطرف الأمريكي  والغربي والعربي الداعم للجيش السوري الحر وفصائله المسلحة ، بكل مشتقاتها الإسلامية وكتائبها، التي مضى على مقاتلتها النظام السوري أكثر من سنتين بوصفها ممثلا شرعيا لهذه الثورة الجماهيرية ،هو تمهيد لهذه الحرب ،وان السيناريو العراقي أصبح حاضرا وبصورة واضحة أمام الرأي العام العالمي ،مشخصا في مبادرة (روسيا ) التي تحتم على سوريا نزع وتفكيك أسلحتها الكيماوية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى المحرمة دوليا ،بعد أن سقط النظام السوري وورط نفسه باستخدام الكيماوي على أبناء شعبه في غوطة الشام وأصبح ذريعة لإدارة اوباما والغرب لشن هجوم جوي واسع النطاق على المواقع السورية العسكرية والكيماوية وتدميرها بضربات متتالية خاطفة ،إلا أن المبادرة الروسية قد أجلت الضربة ،لحين تنفيذ نظام الأسد المبادرة الروسية بتسليم هذه الأسلحة للأمم المتحدة وتدميرها ،ووضع النظام تحت الرقابة الدولية بشان الأسلحة المحرمة دوليا ،وهي نفس اللعبة القذرة التي لعبتها ادارة المجرم بوش مع العراق ونفذتها الأمم المتحدة بمفتشيها الدوليين (المجرمين رالف ايكيوس والبرادعي وباتلر وسكوت ريتر وآخرهم الرجل الشريف هانز بليكس الذي فضحهم وعراهم كلهم  ادارة بوش وكوفي عنان وبان كيمون وغيرهم تابعي ادارة الشر الأمريكية )،وهكذا أرادت روسيا حفظ ماء الوجه والحفاظ على آخر معاقلها ومصالحها وقواعدها في الشرق الأوسط ،فأعلنت المبادرة ،ظنا منها إنها ستؤخر الضربة العسكرية أو تلغيها عن سوريا ،وهو اعتقاد  خاطئ ستثبت صحة خطأه الأيام القليلة القادمة ،وأراد النظام السوري من خلال المبادرة كسب الوقت لتفويت الفرصة على ادارة اوباما للعدول عن الهجوم العسكري المرتقب ،ولم ينتبه هذا النظام أن اوباما وإدارته قد أعطيا الأوامر العسكرية لتنفيذ الضربة بأي وقت،وهم على أهبة الاستعداد وينتظرون فقط الإشارة ولحظة الصفر من اوباما نفسه ،معتمدا على تهديدات حكام طهران وحزب الله وميليشيات عراقية لضرب المصالح الأمريكية في المنطقة ( هروب شركة اكسوموبيل  من العراق وغلق السفارة في أكثر من دولة مثالا)،نحن لا نتمنى والله شاهد أن تضرب سوريا الحبيبة وشعبها العظيم، ولا نتمنى أن يمسها السوء ،ولكن نظامها أمعن في قتل أبناء سوريا، بأبشع الطرق، قتلا بالكيماوي والإعدامات الميدانية  والذبح على الطريقة الشبيحية وغيرها، لذلك نتمنى زوال هذا النظام الدموي المجرم بأية طريقة كانت حتى لو كانت بالضربة القاصمة له  ،وكان لكل هذه التهديدات، انعكاسا مباشرا على العراق ،فأخذت القوات العراقية مواضع دفاعية وهجومية على طول الحدود السورية العراقية ،وقدم رئيس الوزراء (مبادرة ) لإنهاء الأزمة السورية، في وقت يشهد العراق انهيارا امنيا كارثيا وحربا طائفية مقلقة جدا في عموم العراق، مع تفجيرات إجرامية واغتيالات منظمة، واعتقالات عشوائية وحملات عسكرية تستهدف (فئة بعينها في حزام بغداد ومحافظات بعينها ) تعتبرها الحكومة محافظات (إرهابية ) قام بتوصيفها أكثر من عضو في  الحكومة ودولة القانون ،ومع هذا يطلق الأخ رئيس الوزراء (مبادرة لإنهاء الأزمة السورية ومبادرة للمصالحة الوطنية هذه الاسطوانة المشروخة منذ عشرة أعوام)، انه الزمن المضحك المبكي ،وينطبق على أهل المبادرة هذه،وعلى النجيفي رئيس البرلمان، الذي اخذ يروج لها إقليميا وعربيا، المثل العراقي (إذا عدكم طب خلوا على رأسكم خب )،نعم إذا انتم قادة حقيقيون للعراق أوقفوا نزيف الدم العراقي وافرضوا الأمان والاستقرار لا عن طريق غلق الشوارع والأحياء والاعتقالات والاغتيالات والتفجيرات (التي ينفذها كما يقول رئيس الوزراء مجرمون بزي وسيارات وأسلحة الحكومة )،واجلسوا على طاولة حوار عراقي لا أمريكي ولا إيراني واحسموا أمركم بأيديكم وتصالحوا مع الشعب مصالحة حقيقية لا على مصالحة على طريقة عامر الخزاعي وجماعته ،لتنقذوا العراق من محنته ومن انعكاسات الحرب القادمة على سوريا ،فان إيران وأمريكا  يصفيان حساباهما على أرضكم والخاسر الوحيد هو الشعب العربي في العراق وسوريا فقط ،أما مبادرتكم فإنها هواء في شبك ،ويؤسفنا القول أن السيد رئيس البرلمان، هو من يروج لها ويقول الشارع العراقي هل أصبح النجيفي مبعوثا خاصا للمالكي الى دول الجوار أم رئيس البرلمان …؟؟سؤال خبيث أليس كذلك لكنه مشروع ومنطقي ،إذا ما عرفنا أن النجيفي هو آخر من يعلم …ودليلنا ما حصل في المؤتمر الصحفي له ولرئيس الوزراء عندما حذف خالد العطية فقرات تخص المتظاهرين من مسودة البيان، واعترض على حذفها النجيفي …وا عجبي ؟