أثناء حديثه لجريدة الشرق الأوسط السعودية، يتحدث القيادي في كتلة متحدون عن التهميش الذي يتعرض له السُنة من قبل الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003، وعن وجود خطة متكاملة لإجتثاثهم بشكل كامل من العراق، وعن عدم وجود ثقة بين الأطراف السياسية العراقية، وكذلك عن إستغرابه حول الحملة التي أثيرت ضد دخول القوات التركية للأراضي العراقية، بالإضافة الى كلام طويل عن تحرير الأراضي التي يحتلها تنظيم داعش، وضرورة أن يتم تحرير هذه الأراضي بأيدي أبناؤها!
كلام منمق وجميل ساقه السيد النجيفي، أثناء حديثه مع الصحفي العراقي المقيم في لندن معد فياض، ولست هنا في وارد الثناء أو التقليل منه، بالقدر الذي أطرح فيه تساؤلات للشارع السُني الذي يَدعي السيد النجيفي أنه يمثله، وأنه يخاف أن يتم إجتثاثه من أرض أباءه وأجداده، وباقي الكلام الذي جاء في الحديث.
حديث السيد النجيفي عن الظلم، الذي لا نعلم له طعم ولا لون ولا رائحة، فها هم متواجدين في كافة مفاصل الدولة، مدراء عامين، وزراء، وكلاء وزراء، مستشارين، فأين الظلم والإقصاء الذين يتحدث عنهما النجيفي؟ إلا إذا كان يعتقد أن الحكم يجب أن يكون بأيدي الأقلية التي كانت تحكم لعشرات السنين العراق، في وقت أن الأغلبية هي المغلوب على أمرها في جميع نواحي الحياة، حيث ترى مدنهم بالية لا تستحق أن تطلق عليها مدن، مع أن اغلب هذه المحافظات ذات الأغلبية الشيعية، يأكل العراق من خيراتها، ومع ذلك لم تكن هذه المحافظات تطالب بما يطالب به السيد النجيفي.
يتحدث عن إستهداف الجمهور السني، من نافلة القول أن الجمهور السني الذي يدعي السيد النجيفي أنه يمثله، ساخط عن ممثليه، وهو ما يقر به في حديثه لشرق الأوسط، لكنه لم يقل الحقيقة حول السبب الحقيقي لهذه النقمة، وهنا فقط أشير للسيد النجيفي بأن الموصل سقطت عندما كان شقيقك محافظا لها، وترك المحافظة وهرب الى أربيل ليرتع هناك بأموال المحافظة التي أخذها معه من خزينة المحافظة، أما بقية القيادات السُنية التي تتحدثون في اللجنة التنسيقية عن تشكيلها للمحافظات الست، فلا أحد يرغب بكم من ناخبيكم، لأسباب منها، أنتم متهمون بالفساد المالي؛ حيث فيكم من سرق أموال النازحين، ولم يلتفت الى حالهم، وفيكم من باع واشترى بأزمة أهل المناطق الغربية، لدى الدول التي تزورونها، ومنها طبعا الدولة التي تصدر فيها جريدة الشرق الأوسط.
بالعودة الى اللجنة التنسيقية، وحديثكم عن المحافظات الست، هل يمكن لأحدكم أن يقول لنا ماذا يقصد بالست، فالمعلوم أن عدد المحافظات السُنية هي خمس، إلا إذا كنتم تعتقدون أن بغداد محافظة سُنية! ولا أدري من صَور لكم هذا التصور، فبغداد بنفوسها البالغ ثمانية ملايين نسمة، أكثر من ثلثي هذا الرقم هم من المذهب الشيعي، هذا إذا ما أضفنا له بقية الأديان، عندها سيكون تمثيلكم في بغداد لا يتجاوز ال20% فمن أين أصبحت سُنية؟
تتحدث عن التقسيم وأنتم ولجنتك أول من طالب بالتقسيم، بقولك المحافظات الست، أليس كذلك، هل سمعت أن قياديا في التحالف الشيعي طالب بتقسيم العراق، إلا أنتم دائما تطالبون بالتقسيم، لأنكم تعتقدون أنكم الأحق بقيادة العراق، وهنا أسألك سؤال طرأ في بالي، من سلم العراق الى المحتل الأجنبي؟ أنا أجيبك القيادات السنية هي التي سلمت العراق، وعد بذاكرتك الى ما تقوله الصحف العالمية عن هروب قيادات بعثية سنية عن مواجهة المحتل، في وقت صمدت ناحية ام قصر لسبعة عشر يوم بوجه المحتل، مع أنهم لا يملكون إلا أسلحة خفيفة.
تتحدث عن الثقة بين الأطراف السياسية، وفيكم من يصافح تنظيم داعش الإرهابي، ولم تفعلوا شيئا له، فأنتم تفرحون في داخلكم لأن الوضع لا يستقر، ولا تريدون له أن يستقر، أتعلم لماذا؟ لأنه بإستقرار الوضع الأمني سيلفظ الشارع السني كثير من القيادات التي باعت واشترت به من دون طائل، فأنتم مرة تبيعونه الى الولايات المتحدة، ومرة أخرى الى دول الخليج العربية، ومرة تبيعونه لتركيا.
وتستغرب عن الحملة التي نشنها ضد تركيا، ألست تقول أنكم تريدون تحرير أرضكم؟ هل تحررونها من داعش لتعطونها الى أردوغان، لتكون قاعدة إنطلاقته لإعادة الهيبة للدولة العثمانية من جديد، وهل أن ابن الجنوب عندما يساعدكم لتحرير أرضكم تحسبونه كالمحتل التركي او الأفغاني.
أنا أترك الكلام لأبناء المناطق الغربية الكريمة، الذي رأوا بأُم أعينهم كيف روى ابن الجنوب بدماءه الزكية مناطق عزيزة في صلاح الدين وديالى والرمادي، ويطهرها من دنس داعش، فيما أنت تحاول التأسيس لدولتك السُنية على أنقاض الدولة العراقية العظيمة من شمالها الى جنوبها، بعربها وكوردها وكافة ألوانها.