28 سبتمبر، 2024 1:29 ص
Search
Close this search box.

النجيفي والبارزاني..هل يعيدان التوازن الى المعادلة العراقية المختلة؟

النجيفي والبارزاني..هل يعيدان التوازن الى المعادلة العراقية المختلة؟

زيارة رئيس مجلس النواب رئيس ائتلاف متحدون الى أربيل ولقاءته القادة الكرد وعلى رأسهم رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني تحمل أكثر من دلالة في أصعب ظرف يعيشه العراق، يكاد يعصف بالبلاد الى الحالة التي لايتمناها العراقيون أن يصل حال بلدهم الى هذا المستوى من التناحر والاصطدام ، واختلاق الأزمات، بعد ان فقد الكثيرون ألامل بإصلاح أحوال البلد، بسبب مايعدونه ممارسات توصف بالدكتاتورية تضع مستقبل العراق على كف عفريت، كما يقال في المثل السياسي.
وزيارة النجيفي الى أربيل ولقاءه البارزاني جاءت بعد ان وجه رئيس اقليم كردستان العراق دعوة الى القيادات العراقية للتشاور لانقاذ الوضع العراقي من أزمات مستفحلة قال عنها البارزاني انها تهدد مستقبل العراق، ملمحا الى اتخاذ قرارات قد لايتمناها الكرد، والتهديد دائما يسير بإتجاه انفصال الكرد عن العراق، بعدما وصفوه بأن ( لقمة الكرد) أصبحت هي المهددة ويقصدون بها رواتب البيشمركة وحتى المدنيين الكرد الذين قد تتأخر رواتبهم بسبب عدم طرح الموازنة في جدول اعمال مجلس النواب لغياب التوافق الكردي مع بغداد، ما أبقى المشكلة داخل أروقة مجلس النواب،بعد ان اتهمت حكومة بغداد بانها ، قد تخلصت من ورطة الموازنة والقاء تبعاتها على مجلس النواب لكي لايقال ان الحكومة أخرتها، وبقي الخلاف بشأنها كبيرا، وأصبح موضوع الخلاف بين بغداد وأربيل بشأن الموازنة وتصدير نفط كردستان العراق أزمة تواجه الكثير من العراقيل التي لم يتم التوافق بشأنها بين بغداد وأربيل حتى الان ، رغم مضي فصول من المباحثات الشاقة والطويلة توصل خلالها الكرد كما يبدو الى قناعة أن بغداد غير راغبة بحل عقدة خلافها معهم، وقد اوصدت جميع الأبواب ما يتطلب تدخل كبار السياسيين العراقيين قبل ان يقدم القادة الكرد على قرار يرونه انه ربما خارج إرادتهم بعد ان أرغمتهم بغداد على سلوك الطريق الصعب والخيار المر، رغم اهميته القصوى للاكراد كونهم يعدون انفصالهم عن بغداد هو الخطوة الوحيدة التي تحقق لهم استقلالا كاملا يتخلصون به من ثقل المركز عليهم، وهو يواجهون مصاعب اقتصادية ومالية وتسديد نفقات ليس بمقدورهم التخلص من تبعاتها الا بقرار من بغداد لرصد مبالغ مالية تكفي لتمشية متطلبات الرواتب في كردستان العراق.
وبإمكان النجيفي الذي تربطه علاقات طيبة مع القادة الكرد ، وهو محل ثقة لديهم ان يضع الكرد امام طريق واحد لايمكن ان يكون هناك خيار بديل عنه انهم يتحالفون سوية (الكرد ومتحدون واطراف من التحالف الوطني وقوى ديمقراطية) إن أرادوا حرمان المالكي من الفوز بولاية ثالثة، تناغما مع توجهات أطراف داخل التحالف الوطني ترغب السير بهذا الأتجاه ، بعد ان وجدوا ان لا امل لمستقبلهم هم ايضا مع بقاء المالكي على رأس السلطة لولاية ثالثة، وان بإمكان الكرد اذا ما اتخذوا قرار التحرك مع بقية اطراف التحالف الوطني لإبعاد المالكي عن الولاية الثالثة ان يتحقق لهم مثل هذا الطموح الذي يراود الكرد منذ فترة طويلة، للتجارب المريرة التي خاضوها مع المالكي على أكثر من صعيد وعدم وجود ثقة لديهم بالمالكي وتعهداته معهم، إذ اتهموه أكثر من مرة ،بأنه نقض مثل هذه العهود، وكانت اتفاقية أربيل المعروفة احدى الشواهد القريبة التي يرى فيها الكرد مصداقية ما يطرحونه بشأن عدم ثقتهم بالمالكي، كما ان المفاوضات الاخيرة رغم جولاتها العديدة الا انها لم تحقق لهم أي أمل في أن يتم تجنب أزمة مع بغداد ، يرى فيها الكرد انها قد تسير بهم نحو الخيار المر، كما قلنا وهو الانفصال عن المركز كخيار أخير.
علاقة النجيفي الطيبة مع القادة الكرد بامكانها ان تحقق الكثير، رغم ان الكرد قلقون من ان يسعى المالكي بأية طريقة لتأجيل الانتخابات بذرائع شتى ، أو أن الظروف الامنية غير المستقرة هي من تؤدي بالنتيجة الى تأجيل الانتخابات، ما يمكن المالكي من الاستمرار في السلطة وبقاء مشكلات الكرد معلقة مع بغداد، لكن مع كل هذا فأن لدى النجيفي،أوراق قد يلعبها مع الكرد واطراف في التحالف الوطني، يقود الى توافق وطني عراقي ، بالتشاور مع الدول الاقليمية والولايات المتحدة والإتحاد الأوربي ، يكون المالكي خارج اطار لعبتها ، ويكون عندها قد يتحقق بوادر أمل في انفراج الوضع، وبدون تحقيق هذا الأمر فأنه ليس بمقدور الكرد ولا أطراف التحالف الوطني حل ازمة العراق، ان لم يسارعوا الى ايجاد تفاهمات تنتقل بالعراق الى حالة وطنية شاملة تضع مصلحة العراق وأزمة الانبار  في أولى اهتماماتها لانهاء تبعات هذه الأزمة وحل القضايا محل الخلاف مع الكرد والمضي بالمشروع الوطني العراقي بلا عراقيل.

أحدث المقالات