تشتبك الاحداث وتتزاحم المواقف في بلاد الرافدين بمشهد أقرب إلى أيام 2003 وما رافقها من هجمات ومعارك وقصف جوي ومدفعي ونزوح كبير لعوائل آمنة تركت بيوتها هرباً من آلة عسكرية ظالمة تقودها حكومة طائفية غاشمة.
وغالب هذه الأحداث موجه ضد مكون واحد من مكونات الشعب العراقي وهم العرب السنة، بينما زعاماتهم السياسية تلهو بعيداً عن همومهم تارةً في حضن الولي الفقيه وتارةً في حضن البيت الأبيض.
والغريب في الزيارتين أن الأولى تضمنت زيارة رئيس برلمان عراقي منتخب لجنرال عسكري مسؤول عن ملف إثارة الفوضى ومسلسلات الدم في العراق!! بينما تضمنت الثانية زيارة عائلية قام بها رئيس مجلس النواب وأشقائه إلى واشنطن.
وإن بررت الأولى بأنها (واجب عزاء)، فكيف يمكن تبرير الثانية؟
وكيف يمكن لزعيم سياسي يمثل العرب السنة أن لا يصطحب شيخ عشيرة أو قيادة دينية تمثل أهله وتبين مظلمتهم ومآسيهم للعالم؟!
وبدل ذلك رافق النجيفي في اللقاء بأوباما أنس التكريتي !! سياسي عراقي مثير للجدل، خاصة بعد دوره في أكثر من بلد عربي ويعمل بمؤسسة بريطانية لا تعرف طبيعة نشاطاتها ! والأغرب أنه كان الأول على يمين النجيفي!
كما تجاهل النجيفي كل أطراف كتلة متحدون في وفده إلى واشنطن باستثناء سلمان الجميلي الذي فاجأ الأمريكان بلغته الانكليزية العالية، خصوصاً عندما حدثهم عن إنجازات وزارة الكهرباء ، وأمور هامشية أخرى وسط ابتسامات الأمريكان من لغه جديدة لم يسمعوا عنها!
زيارة فاشلة بكل المقاييس، خلت من الحديث عن أوضاع العراق ومآسيه الحقيقية، جاملت حكومة المالكي ولم تجرؤ على شرح حقيقة أحداث الأنبار، ولم تتطرق أبداً إلى موضوع اختطاف النائب أحمد العلواني وما رافقها! بل حدثني أحد المقربين من النجيفي أنه طلب التسريع في تنفيذ صفقات الاسلحة مع العراق ودعم حكومة المالكي عسكريا .