23 ديسمبر، 2024 5:33 ص

النجف مدينة الثقافة والاعتدال

النجف مدينة الثقافة والاعتدال

لا يشك احد ان مدينة النجف الاشرف سامية عن كل الظواهر الطارئة ومترفعة عن اية شبهة، وان اهلها اناس اكبر من الضغينة واسمى من الاحقاد والطائفية، وهي مدينة ثقافية دينية جامعة لكل الطوائف والافكار والرؤى ومكاتبها المنتشرة في كل شارع وزقاق خير شاهد على بذلك.

كل من يزور النجف يعرف ان المدينة لها فضاء فكري وثقافي اوسع من مساحتها الجغرافية، وعمق ابعد من ان ينسب لعصر واحد او حقبة معينة، وهذا ما يلمسه اي زائر في نفوس وصدور اهلها.
ولكي نبرهن على ان هذه المدينة واهلها مؤثرون ايجابيا في توحيد كلمة العراق، وانها لا يمكن ان تقبل بدعاة النعرات وتجار الحروب والطائفية، وان فيها مكانا رحبا لكل من ينادي بالاعتدال ويسعى لتحقيق وحدة العراقيين، استقبلت النجف سليم الجبوري القيادي العراقي العربي السني، حيث تجول في المدينة وزار عتباتها وصلى وسط جموع الزائرين الهائلة.
وقد حضرت الحوار اللافت جدا بين مثقفي النجف والجبوري في مركز الرافدين للحوار، فقد استعرض الجبوري على مدى ساعة كاملة واقع العراق بكل مفاصله وهمومه واشكالاته، واجاب عن كل الاسئلة التي كانت تجول في صدورنا وعرّج على اجابات مهمة حول مستقبل العراق السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
لكن يبقى الامر الاكثر لفتا لي في هذا كله، هو الطريقة التي تحاور فيها الجبوري مع مثقفي النجف والذين طرحوا اسئلة جوهرية وكانت الاجابات ايضا جوهرية، حتى اني وددت لو ان كل العراقيين يتحاورون بهذه الطريقة الحضارية المجدية، وبصدور وقلوب رحبة كالتي جرى عليها الحوار في مركز الرافدين.
الجبوري لديه معرفة واسعة باهل النجف وثقافتهم وسعة صدورهم ووطنيتهم ودورهم التاريخي الذي لا يختلف عليه احد، وهذا ما جعله يتناول في حواره مشاكل جوهرية تخص مستقبل العراق، ويطرح امام مثقفيها معضلات غاية في الدقة لا يمكن ان تجاوزها او الخلاص من تداعياتها دون حوار مجدي مفعم بالاخلاص والثقة.
ان النجف ترحب بكل العراقيين، واهلها مؤهلون ليمثلوا المساحة المشتركة التي تجمع الجميع، وتحل المشاكل وفق منهج عراقي بحت لا يميل الى اية جهة او مكون او قومية او طائفة.