23 ديسمبر، 2024 3:16 ص

النبي يوسف أول من وضع (ستراتيجية علم الإدارة) وكيفية (إدارة الأزمات)..!!

النبي يوسف أول من وضع (ستراتيجية علم الإدارة) وكيفية (إدارة الأزمات)..!!

كان العرب في قديم الأزمنة يهتمون بقصص غرامهم وعشقهم وحبهم وهيامهم بحبيباتهم ، وبخاصة فرسانهم الأشاوس ورجالاتهم الميامين ، أكثر من إهتمامهم بوضع لمسات لكيفية إدارة شؤونهم، وتجاوز محنة قساوة الحياة لدينهم ، وهم الذين كانوا يقطنون في الصحارى والبوادي، وقد امتهنوا (رعي الإبل والأغنام) ، أكثر من إهتمامهم بوضع (خريطة طريق) لتجاوز تلك المحن التي واجهوها ، وقد قضوا معظم سنوات عمرهم أنذاك في اللهاث وراء (عمليات الغزو) و (استعباد الآخر) حتى لو كان هذا (الآخر) قريبا لهم أو من أبناء عمومتهم، ومع كل أخلاقهم وطباعهم العروبية الأصيلة، التي هي محل إشادة الكثيرين ، لكن (سبي النساء) يعد بالنسبة لهم من (الأولويات) في حالات قيامهم بشن الغزوات ، التي يعدها سلاطين زماننا هذا بحسب أنظمتهم السياسية ، أنها تدخل في نطاق (عمليات الارهاب) التي يحاكم عليها القانون، بالرغم من ان (الجماعات الارهابية) تسرح وتمرح على ارض العراق وتعشعش بين ظهرانينا وبـ (تسميات مختلفة) ما أنزل الله بها من سلطان!!

لم يهتم العرب ، للأسف الشديد ، لا في زمان الأقدمين ،ولا في زماننا الذي يسمونه بـ (عصر الديمقراطيات) بـ (الخبرات الستراتيجية) و(مهارات الادارة) التي إمتلكها النبي يوسف (ع) وكيفية إسهامه بوضع (موازانات الدول)، وبقي الجدل يحتدم في جلسات العرب الأقدمين والمحدثين حول كيفية (شق قميص يوسف) ، وهل شق قميصه من قبل أو من دبر ، وإستمر الجدل بشأن التحقيقات حول تلك الحادثة لفترة طويلة ومن قبلها قصة (البئر) الذي وضعه إخواته فيه والقصة المعروفة عن (غيابت الجب) وكيف أنقذه (السيارة) في تلك القصة المعروفة ، وبقي الاهتمام ينشد بإتجاه هيام (زليخة) بالنبي يوسف الى أن اضطرت (المسكينة) والتي وجه اليها (الإتهام) الى تتقدم الى (هيئات النزاهة) و(تعترف) أمام (الأشهاد) أنها هي من (شقت قميصه) ، وأن (يوسف) كما أكدت أمام الملأ ، أنه (بريء) من كل إتهام ، وأقرت أنها هي من (تحرشت) به ، ولم يتحرش بها يوسف، وما يزال النقاش (يحتدم) في كل جلسات النقاش وعلى مستويات الارشاد الديني والعشائري حول تلك الحادثة (واقعة التحرش) بالتخصيص دون التمعن في مدلولات سورة يوسف، وما قدمه من خدمة جليلة للبشرية بان وضع لها (خريطة) طريق لـ (علم الإدارة) ووضع لبنات (علم المخازن)، الذي يدرس اليوم وعلى أعلى المستويات في جامعات عريقة.

وما أن نغوص في أعماق تأريخ العرب الأقدمين حتى نجد ان القصص والحكايات التي يرددها الكثيرون عن النبي يوسف ، ومنها قصص القرآن الكريم كانت تدور في الأغلب حول هيام (زليخة) بالنبي يوسف (ع) وكيف راودته وشقت قميصه ، وكيف رفض الرجل (الإنصياع) لرغبات (زوجة الملك) التي هامت به وهم بها، لولا أن أسرها يوسف بجماله وفتونه ، وشخصيته الكارزمية، التي جعلت بنات الحي (يقطعن أيدهين من خلاف) ، ما إن مر يوسف من أمامهن في الدعوة التي وجهتها زليخة لنساء وبنات الحي ، وما أشارت اليه الآية القرانية (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) سورة يوسف.

نقول بعد تلك المقدمة القصيرة التي سقناها عن عدم اهتمام العرب الأقدمين بكيفية وضع لبنات أو أسس عمل لكيفية خلاصهم من عيشهم القائم على الغزوات و(اغتصاب) حق الآخر و ممارسة (سبي النساء) قبل أن تتعرض نساء داعش في العراق لعمليات (إغتصاب) بعشرات الآلاف من السنين، حتى نجد أنفسنا ونحن من أحد المبدعين في علم الادارة وهو النبي يوسف (ع) وقد أسس لنا ( خارطة طريق) تدلنا على كيفية بناء ممالك او دول، تتجاوز بها الأزمات الاقتصادية والمالية التي نمر بها، وهو من اول من وضع ( خطط الموازنات) وسبق مجلس النواب في اعداد تلك الخطط بعشرات الآلاف من السنين ،وهم الذين لم يتقنوا حتى الآن ادارة بلدهم وكيف يقودونه الى شاطيء الأمانبرغم كل الثروات التي حباهم بها الله وأنعم بها على هذا البلد ومنها النفط وثروات لاتعد ولا تحصىى، ومع هذا بقي الفساد الذي إستشرى في كل مفصل يأكل معظم هياكل الدولة العراقية، ويظهر ذلك قصور القائمين على ادارة السلطة في كيفية تجاوز الأزمات ووضع الحلول العملية التي تسير بشعبهم الى بر الأمان!

أجل ..يعد النبي سوف عليه السلام أول من وضع اللبنات الاولى لـ (ستراتيجية علم الادارة وادارة المخازن) على وجه الكرة الارضية ، ويعد هو أول (أمين على خزائن الأرض) ، ما يعد بحق مؤسس على الإدارة منذ مئات القرون، كما ورد في سورة يوسف (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (55)!!

ونقل عن النبي يوسف في القران الكريم قوله للملك الذي يتولى زمام الحكم في مصر انذاك (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) سورة يوسف 55 ، أي أنه دعا الملك بعد ان تحققت براءة يوسف (ع) أن يجعله من خاصته ، أي المكتب الخاص في زمننا هذا مع فارق التشبيه!!

لقد وضع النبي يوسف الاساس لعلم ادارة المخازن في القصة القرانية المعروفة عنه (سورة يوسف) ، اذ لم تعرف الدنيا وعهود من سبقوه من أسس مخازن للغلات والحبوب بالطريقة التي تمكن من خلالها النبي يوسف من حفظ حقوق البشر وأموالهم ، فكان أمينا لبيت المال، بل هو أول أمين يمكن تسميته في تلك العهود المشرقة من الحضارة قبل مئات القرون من السنين، عرف كيف يدير شؤون مملكته، حتى اوفى الامانة حقها ، بعد سبع سنين من الجفاف في مصر سبقتها سبع سنين ممطرة، افاضت بالخير على مملكة مصر، واستطاع بحنكته ان يضع الخطط الستراتيجية لكيفية ارساء علم جديد للادارة يحفظ اموال البشر.

رسم السياسات الاقتصادية

ويقال في الادبيات المصرية إن النبي يوسف ( ع ) طلب من الملك أن يجعله على خزائن الأرض، لوضع سياسة اقتصادية يواجهون بها سبع سنين من الجَدْب، وتلك مسألة تتطلب حكمة وحِفْظاً وعِلْماً.

وكان النبي يوسف عليه السلام يأخذ من كل راغبٍ في المَيْرة الأثمان من ذهب وفضة، ومَنْ لا يملك ذهباً وفضة كان يُحضر الجواهر من الأحجار الكريمة؛ أو يأتي بالدواب ليأخذ مقابلها طعاماً.ومَنْ لا يملك كان يُحضر بعضاً من أبنائه للاسترقاق، أي: يقول رَبُّ الأسرة الفقيرة: خُذْ هذا الولد ليكون عبداً لقاء أن آخذ طعاماً لبقية أفراد الأسرة.

وكان يوسف عليه السلام يُحسِن إدارة الأمر في سنوات الجَدْب ليشُد كل إنسان الحزام على البطن، فلا يأكل الواحد في سبعة أمعاء بل يأكل في مِعىً واحد، كما يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ” المؤمن يأكلَ في مِعيٍّ واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء “.وكان التموين في سنوات الجَدْب يقتضي دِقَّة التخطيط، ولا يحتمل أيَّ إسراف.

وما دام لكل شيء ثمن يجب أن يُدفع، فكل إنسان سيأخذ على قَدْر ما معه، وبعد أن انتهت سنوات الجَدْب، وجاءت سنوات الرخاء؛ أعاد يوسف لكل إنسان ما أخذه منه.

وحين سُئِل: ولماذا أخذتَ منهم ما دُمْتَ قد قررت أن تردَّ لهم ما أخذته؟ أجاب: كي يأخذ كل إنسان في أقلَّ الحدود التي تكفيه في سنوات الجدب.

النقود ظهرت في عهد النبي يوسف!!

وفي اكتشاف أثري هو الأول من نوعه لآلاف القطع الأثرية الصغيرة الموجودة في مخازن المتحف المصري تم التوصل الى أن هذه القطع هي عملات نقدية مدون عليها تاريخ سكها وقيمتها او الحكام الفراعنة الذين صدرت في عهودهم, وبعضها يرجع إلي الفترة التي عاش خلالها سيدنا يوسف (ع) في مصر وبعضها يحمل صورته واسمه!

وكان الإعتقاد الخاطئ لدى المصريين انذاك أنه كانت تتم مقايضة القمح المصري بسلع أخرى, لكن المفاجأة هي أن آيات القرآن الكريم تشير بوضوح إلي أنه في عهد النبي يوسف ( ع ) كانت مصر تتعامل بالنقود.

حكاية هذا الكشف يرويها رئيس المجموعة البحثية المصرية قبل سنوات الدكتور سعيد محمد ثابت رائد جمعية محبي الآثار والذي قال إنه في أثناء بحثه حول آثار النبي يوسف عليه السلام .. لقد عثر علي تمائم كثيرة في مخازن هيئة الآثار بالمتحف المصري ودلت علي أزمان مختلفة قبل وبعد الوزير يوسف ومنها عملة تحمل صورته باعتباره وزير الملك وهو القائم وقتها علي الخزائن المصرية أو في وظيفة وزير المالية في زمننا, فكان الشائع بين الباحثين وعلماء الآثار أنه لم يتم تداول عملات في تلك الحقبة ولم تكن فكرتها موجودة من الأساس وحتي الحقب المتأخرة من التاريخ المصري القديم, وكان المعتقد أن المعاملات التجارية كانت تتم بطريقة المبادلة أو المقايضة, تكون مثلا بكمية من القمح في مقابل كمية مساوية من التمر أو الفاكهة أو غيرها.

ويقول الباحث سعيد محمد ثابت أن ما يؤيد هذا التوجه بالاعتماد علي المبادلة هو عدم اكتشاف عملات أثرية في مقابر المصريين القدماء أو ضمن الأثاث الجنائزي الذي يحتفظون به في المقتنيات الخاصة بمقبرة المدفون لما بعد عودة الحياة له.

ودعا الدكتور سعيد ثابت مجموعة بحثية للعودة إلي نصوص القرآن الكريم, لتأكيد هذا المعني بوجود آيات تنص علي وجود عملات مصرية قديمة تداولها المصري القديم وكانت تعرف بالدينار كما في الآية (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين) وكما ورد في دعاء موسي عليه السلام (ربنا اطمس علي أموالهم وأشدد علي قلوبهم), وهذا ما يؤكد وجود العملة والأموال الدالة عليها في هذه العصور, وكذلك في سورة القصص حينما قال قارون عن ماله: (إنما أوتيته علي علم عندي) إضافة إلي احتواء الآية علي كلمة خزائن مما يفيد بوجود العملات التي كانت تخزن بها.

وتعرف الباحث علي أزمنة كثير من هذه العملات النقدية, خاصة تلك التي تحمل رموزا خاصة بزمن نبي الله يوسف عليه السلام, ومنها قطعة نقدية وحيدة تحمل مدونات كتابية وصورة رمزية لبقرة ترمز إلي منام الملك الذي حلم بسبع بقرات سمان وسبع عجاف. وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات, وكشف عن أن المدونات الكتابية في تلك الفترة المبكرة تميزت بالبساطة, وذلك لأن التدوين كان في بداياته, مما جعل هناك صعوبة في ترجمة المدون علي تلك العملات, ولكن مجموعة البحث توصلت إلي تلك الترجمة بمقارنتها بالنصوص الهيروغليفية الحديثة والمعروفة والأكثر قدما منها, فقد تم التدوين باستعمال مجموعة رمزية للملك, وهي عبارة عن الكأس الملكية المعروفة بالسقاية أو الصواع الذي كان يرمز دوما للملك.

هذه هي الحقيقة عن الدور الكبير والاكتشاف العظيم لواضع اول ستراتيجية لعلم الادارة في العصور القديمة ، والان ضيع العرب طريقهم بعد ان اضاعوا تاريخهم وشخصيتهم ومكانتهم ، وسلموا انفسهم بيد قوى كبرى تتحكم فيهم بعد ان كانوا لقرون هم الامة الكبرى التي حكمت العالم لقرون طويلة، والان راحوا يتعكزون على هامش التاريخ ليبحثوا لهم عن مكانة، لكنهم أضلوا أنفسهم بعد ان أضلوا مكانتهم ودورهم وسلموا مقدراتهم لمن لايستحق المكانة، وصارت الأغراب تتحكم فيهم,,فأين أنت يامصر الكنانة مصر التاريخ والعروبة مصر الفراعنة والنبي يوسف، ايعقل أن تخبو الأقدار دورك وأنت صانعة التاريخ والأمجاد في العصور الغابرة؟؟!! واين انت يابغداد يا بلد الأمجاد وبلد الحضارات الشامخة وهارون الرشيد واذا بالاقدار تلقي بك خارج التاريخ، فهل يجوز هكذا يا أهل العراق؟؟