17 نوفمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

النبي محمد(ص) أول من حررالعبيد بل وعلمهم وكرمهم(2)

النبي محمد(ص) أول من حررالعبيد بل وعلمهم وكرمهم(2)

فتح مكة العظيم والعفوا العظيم بعد المقدرة العظيمة عن زعماء الشرك مؤججوا الحروب وناكثوا العهود :اذهبوا فانتم الطلقاء
فقد كان فتح مكة معقل الشرك وعاصمة التأمر وقلعة العدوان بداية فتح عظيم للمسلمين، وكانت القبائل تنتظر ما يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع زعماء الشجرة الملعونة وطغام قومه وعشيرته، فإن نصره الله عليهم، دخلوا في دينه، وإن انتصرت قريش، يكونوا بذلك قد كفوهم أمره، فقد روى البخاري عن عمرو بن سلمة، قال: كنَّا بماء مـمر الناس وكان يمر بنا الركبان فنسألهم: ما للناس، ما للناس؟ ما هذا الرجل؟ وعن حال العرب معه.فتح الباري (7/ 617).
، فيقولون: (يزعم أنَّ الله أرسله، أوحى إليه أو أوحى الله بكذا ، فكنت أحفظ ذلك فكأنَّما يقر في صدري وكانت العرب تَلَوَّم . بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه فإنَّه إن ظهر عليهم فهو نبِي صادق، فلمَّا كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قومٍ بإسلامهم…) رواه البخاري  كتاب المغازي, حديث رقم(3963).
وإذا تأملنا أحداث هذا الفتح الأكبر نستطيع أن ندرك تماماً قيمة الجهود والجهاد والاستشهاد والمحن التي وقعت من قبله. إن شيئاً من هذا العناء والتعب والجهاد والمحن لم يذهب بدداً، ولم ترق نقطة دم لمسلم هدراً، ولم يتحمَّل المسلمون كلَّ ما لاقوه مما قد علمنا في هجرتهم وغزواتهم وأسفارهم، لأنَّ رياح المصادفة فاجأتهم بها، ولكن كل ذلك كان وفق قانونٍ سماوي، وبحسب سنة الله في خلقه فكل التضحيات المتقدمة كانت تؤدي أقساطاً من ثمن الفتح والنَّصروتلك هي سنة الله في عباده كان الفتح طافحا بالدروس والعبرمنها:
1- ان صبرالمؤمن على المحن في مواصلة البلاغ ومقارعة أعداء الله لابد من كشف السوء وان طال السرى وبعدة الشقة
2بيان وخيم عاقبة  محاربة الله ورسولة ونكث العهود الهزيمة، ونصر الله والفتح .
3- تجلِّي النبوة المحمدية والوحي الرباني في الإخبار بالمرأة حاملة خطاب من خان الله ورسوله الصحابي (حاطب بن أبي بلتعة)؛ إذ أخبر عنها وعن المكان الذي انتهت إليه في سيرها وهو (رَوْضة خاخ).
4- فضيلة إقالة عثرة وخطيئة  البشر، وقد تجلَّى ذلك واضحاً في العفو عن حاطب بعد عتابه، واعتذاره عن ذلك، بالتوبة منه.
5- مشروعية السفر في رمضان، وفضيلة الجهاد فيه ففتح مكة في رمضان .
6- حنكة الرسول (ص) بالتعمية على العدو حتى يُباغت، قبل أن يكون قد جمع قواه، فتسرع إليه الهزيمة وتقل الضحايا والأموات من الجانبين حقناً للدِّماء البشرية.
7- مشروعية إرهاب العدو بإظهار القوة له، وفي القرآن الكريم لاجل القاء الخوف في صفوفه وانهياروقواه حقننا للدماء البشرية قال -تعالى-: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} الأنفال60.
8- النبي ياخذ راية الجيش من زعيم الخزرج سعد بن عبادة لانه كان يقول :(اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة )واعطاها للامام علي قائلا:(اليوم يوم المرحمة اليوم تصان الحرمة )
9- اشد مالقيه النبي من مشركي قريش ماكان يصنعه الأزرق بمكة و الذي كان يؤذي رسول الله ص في نفسه و أهله و أخباره في ذلك مشهورة  انظر المعتزلي في نهج البلاغة ويقول الأصفهاني  “سألت عبد الله بن عمرو فقلت أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله فقال :بينا رسول الله (ص)يصلي في حجر الكعبة إذا أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنق رسول الله فخنقه به خنقا شديد..!!!
10- الرحمة الإلهية (ص):(من دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل داره وأغلق بابه فهو آمن)وأخيراالعفوا عن راس الشرك  :(من دخل دار أبي سفيان فهو آمن).
11- شدة تواضع الرسول (ص) لربه شكراً له على آلائه وإنعامه عليه إذ دخل مكة سلاما وبدون قتال وهو مطأطئ الرأس، حتى إنَّ لحيته لتمس رحلَ ناقته تواضعاً لله وخشوعاً. فلم يدخل -وهو الظافر المنتصر- دخولَ الظلمة الجبارين سفاكي الدماء البطَّاشين.
12- بيان العفو المحمدي الكبير إذْ عفا عن قُريشٍ العدو الألد، ولم يقتل منهم سوى أربعة رجال وامرأتين.
13- بيان عدالة النبي (ص)ووفائه، تجلَّى ذلك في رد مفتاح الكعبة لعثمان بن أبي طلحة.
14- كسرالأصنام، والصور، والتماثيل، وإبعادها من المساجد بيوت الله -تعالى-.
15- تقرير مبدأ الجواروتكريم المرأة  في الإسلام لقوله(ص) : (قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ). أخرجه البخاري كتاب الجزية برقم(2935).
16- وجوب البيعة على الإسلام، وهي الطاعة لله ورسوله وأولي الأمرفي المعروف .
17- النبي محمد (ص)جسد الخلق الرباني العظيم ..قال البيهقي في “الكبرى” (9/118) : وفيما حكى الشافعي عن أبي يوسف في هذه القصة أنه قال (ص)لهم حيث اجتمعوا في المسجد: (ما ترون أني صانع بكم؟) قالوا خيراً، أخ كريم, وابن أخ كريم. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)وذكرها الطّبريّ في”تاريخه” 3 / 60 – 61 رواها ابن إسحاق في “السّيرة“ 4/31 -32
النبي محمد أول من حرر العبيد وقمع العبودية في التاريخ في فتح الطائف
كان زعماء ثقيف وباقي اقطاعيي القبائل في الطائف يشتروا العبيد وتجلب اليهم اعداد منهم لاجل استصلاح الأراضي واستثمارها زراعيا وتذكر مصادر التاريخ ان في حصار النبي(ص) للطائف في السنة الثامنة للهجرة فقد نادى منادي رسول الله(ص) :(أيما عبد خرج من الحصن إلينا فهو(حر) فخرج بضعة عشر عبدا منهم :إبراهيم بن جابر عبد خراشة الثقفي والازرق بن عقبة عبد كلدة الثقفي والمضجع عبد عثمان بن معتب وغير النبي اسم المضطجع الى المنبعث ونافع عبد غيلان سلمة ونفيع بن مسروح عبد الحارث بن كلدة  وهذا نزل من الحصن بحبل في بكرة فكنيه ابى بكرة ووردان عبد عبد عبد الله بن ربيعة الثقفي ويحنس النبال عبد يسار بن مالك ويسار عبد عثمان بن عبد الله ومرزوق عبد عثمان …وشق ذلك على اهل الطائف مشقة شديدة .
ودفع النبي (ص)كل واحدا منهم إلى رجل من المسلمين يحمله ويتكفل مؤونته فمثلا دفع :إبراهيم بن جابر إلى الصحابي سيد بن حضير والازرق إلى الصحابي خالد بن سعيد بن العاص ……الخ
وأمرهم ان يقرئونهم القران ويعلمونهم السنن …انظر مغازي الواقدي ج2ص931-932 وسيرة ابن إسحاق ج4ص127-128 وابن هشام  واعلام الورى ج1ص233-234
 
عدد من حررهم النبي(ص)
أولا:فقد حرر النبي (ص)شخصياً 63 عبداً وزوجته عائشة اطلقت سراح 67 عبد أيضا. كتاب ‘حقوق الإنسان في الإسلام’. نشرمن قبل المؤسسة الإسلامية (1976) – لايستر, المملكة االمتحدة
مجموع العبيد الذين أطلقهم النبي (ص)وأصدقاء 39,237 عبداً. . انظرنادفي (2000), صفحة. 453  ومن أبرز من حررهم النبي (ص) : صفية بن حي بن اخطب(التي أفرج عنها ثم تزوجهاو(مارية القبطية ) التي أرسلها له حاكم مصرو(سيرين (أخت ماريا التي حررها النبي ثم زوجها للصحابي حسان بن ثابت . انظر  Aydin, p.17 (citing Ibn Abdilberr, İstîâb, IV, p. 1868; Nawavî, Tahzib al Asma, I, p. 162; Ibn al Asîr, Usd al Ghâbe, VI, p. 160)
    و(زيد بن حارثة  (الذي أطلقه محمد ثم تبناه.انظر هيوز (1996), ص370
 ثانيا: تؤكد كافة المصادرعلى تشجع النبي محمد (ص)أتباعه على عتق العبيد حتى لو إضطروا لشرائهم
ثالثا:أمرالنبي محمد (ص)أصحابه في مناسبات عديدة أن يحرروا عبيدهم .
رابعا: امتثال نساء النبي (ص) لعتق عبيدهن  
 فقد أعتقت السيدة خديجة بنت خويلد زوج النبي (ص) عشرات من العبيد والجواري قبل وبعد الإسلام .
وأعتقت السيدة أم سلمة عشرات العبيد  .
وأعتقت السيدة عائشة  سبعة وستين عبدا وجارية  .
 
أسماء عتقاء النبي (ص)
يذكر ابن القيم أن الرسول (ص) أعتق ريحانة بنت زيد وتزوجها ثم طلقها تطليقة . والمهم هنا ما رواه الواقدي وشرف الدين الدمياطي من أن الرسول (ص) قد أعتقها بدورها . ثم يضيف ابن القيم أنه عليه السلام أعتق أبا رافع ، وأسلم ، وثوبان ، وأبو كبشة سليم ، وشقران واسمه صالح ، ورباح، ويسار، ومدعم، وكركرة وهم من النوبيين . كما أعتق سفينة بن فروخ واسمه مهران، وأنجشة الحادي ، وأعتق أنيسة وكنيته أبو مشروح ، وأفلح ، وعبيدة ، وطهمان قيل إن اسمه كيسان ، وذكوان ، ومهران ، ومروان ، وكذلك حنين، وسندر، وفضالة، ومأبور، وأبو واقد، وواقد، وقسام، وأبو عسيب، وأبو مويهبة رضي الله عن الجميع . وكذلك أعتق النبي سلمى أم رافع، وميمونة بنت سعد، وخضيرة، ورضوى، وريشة، وأم ضمير، وميمونة بنت عسيب رضي الله عنهن . وذكر الصنعاني في ” سبل السلام “- كتاب العتق- نقلا عن صاحب كتاب ” النجم الوهاج ” أن الرسول (ص) أعتق ثلاثة وستين نفسا بعدد النبي الاسوة عند وفاته لم يترك أي شيء .
والثابت من حديث البخاري عن جويرية أنه (ص):( لم يترك عند وفاته درهمًا ولا دينًارا ولا عبدًا ولا جارية). وهذا وحده كاف للرد على أولئك الحاقدين الذين لا يفهمون – أو يتجاهلون عمدا – كل تلك المواقف التحريرية الخالدة في السيرة العطرة .
طواعية او تطوع المسلمين بالتشرف في خدمة النبي (ص)
ربما يقول قائل او يثير جاهل لماذا النبي كان له خادما او اهل بيته
في البداية تطلق لفظة “خادم” و”خادمة” على من يقوم بالخدمة؛ خدمة البيت، أو السفر، وكل خدمة أخرى يطلبها المالك,
من المعلوم إن استخدام الخدم ، حالة مترفة ينبغي أن يتنزه عنها المؤمن ، خصوصا إن ( الخادم ) متساو تماما مع المخدوم ، و قيامه بأعمال الخدمة يجعله في منزلة أدنى و أدون من نظيره . و ما ورد من وجود خادم لدى أهل البيت فإنما يفسر بأنهم كانوا يريدون أن يحرروا أولئك الموالي الذين يشترون من الأسواق ، فكانوا يبقون مدة في اجوائهم لتربيتهم تمهيدا لتحريرهم .
كما نجد أن عددا من ( خدمهم ) لم يكونوا من العبيد ، بل كانوا أحرارا ، وبعضهم موالي والبعض الآخر عربا .
و بالتالي فإن ذلك الاستخدام إنما كان حالة استثنائية لا تكتسب صفة القاعدة و لا يمكن التأسيس عليها .
وفي حديث فاطمة وعلي: “اسألي أباك خادمًا تقيك حر ما أنت فيه”. ويخدم الخدم في البيوت، يقومون بتنظيفها وبالطبخ والخبز وما شاكل ذلك من أعمال. وكان “أنس بن مالك بن النضر” الأنصاري خادمًا لرسول الله, وكان يخرج معه يخدمه، وهبته أمه للنبي ولم يكن عبدا بل كان حرا من الأنصار، نذرت أمه أن تجعله خادما لرسول الله، ووفت بنذرها، وكان كثير المال.*.بتصرف من كتاب (المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام / المؤرخ الأستاذ الدكتور جواد علي )(14/148-149)

[email protected]

أحدث المقالات