22 ديسمبر، 2024 1:53 م

النبي(ص) يبكي عمّهِ الحمزة

النبي(ص) يبكي عمّهِ الحمزة

البكاء هو أحد التعبيرات التي تظهر على الإنسان تصحبها تغييرات في ملامح الوجه نتيجة التأثر الشديد سواء بالفرح أو الحزن أو عوامل طبيعية أخرى، وهو يصاحبه دائما سيلان الدموع من العين عن طريق إفرازها من الغدة الدمعية .

كذلك يعد البكاء من جزءا من الطبيعة البشرية, و سلوكا يستخدمه الناس للتعبير عن عواطفهم ,ويتميز الإنسان بخاصية البكاء دون غيره من الكائنات الأخرى، وتختلف سرعة البكاء من شخص إلى آخر، ويعتبر البكاء سلوكا طبيعيا عند عموم البشر, وأكثر ما يكون البكاء عند الأطفال كردة فعل من موقف محزن أو التعرض لحادث سقوط أو عدم الرضا .

وقد ورد في القرآن والسنة النبوية المطهرة ما يشهد لذلك من القران الكريم وهو حزن وبكاء يعقوب على يوسف (عليهما السلام) وهما نبيان حيث يقول سبحانه(وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم).

فالنبي آدم عليه السلام بكى وحزن على هابيل، والنبي يعقوب بكى على يوسف حتى ذهب بصره، والنبي يوسف بكي على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن، فقالوا له : أما أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار، وأما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليـل فـصالحهم عليـه .فقد ذكر احد المحققين المعاصرين في بحثه “الثورة ‏الحسينية مستدلًا خلاله على مشروعية الحزن والبكاء وعقد المجالس وبمصادر سنية وشيعية.

‎لقد بكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علـى عمـه أبي طالب (عليه السلام) وعلى عمه الحمزة وجعفر الطيار وزيد بن الحارث وعبد الله بن رواحة وعلى ولده إبراهيم وعلى ‏أمه آمنة وعلى سعد بن عبادة . وقد أقر(صلى الله عليـه وآله وسلم) بكاء البكائين ، وكذلك نراه (صلى الله ‏عليـه وآله وسلم) حثّ على البكاء كما حثّ وأمر بالبكاء ‏على جعفر وحمزة (عليهما السلام) وقد تصدى ‏‏(صلى الله عليـه وآله وسلم) لمنع وزجر من يمنع البكاء…‏‎ أ- …ب- في سيرة الحلبي والدحلاني …. عن ابن مسعود : (مارأينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باكيًا أشدّ مـن بكائه على حمزة ، وضعه في القبلة ، ثم وقف على جنازتـه وانتحب أي شهق حتى بلغ به الغشي يقول : يا عمّ رسول الله يا حمزة ، يا أسد الله وأسد رسوله يا حمزة ، يـا فاعـل الخيرات يا حمزة ، يا كاشف الكربات يا حمزة . يا ذابّ عن وجه رسول الله)

فالنفس التي لا تتألم لا تستحق أن تسموا بسماء الإنسانية ومن صور هذا الألم البكاء فمن لا يبكي لا يمكن أن يكون ضمن دائرة الإنسانية. .