23 ديسمبر، 2024 2:44 ص

الناطق الجديد بأسم رئيس الوزراء !

الناطق الجديد بأسم رئيس الوزراء !

فاجأنا السيد الكاظمي يوم امس , او فاجأَ الكثيرين في الوسط الإعلامي والعديد من الشرائح المهتمة وذات العلاقة في المجتمع العراقي , عبر تعيين السيد احمد ملاّ طلال كناطقٍ رسمي بأسم رئيس الوزراء .! , وبغضّ النظر الذي لايمكن فعلاً غضّ النظر عليه , بأنّ هنالك العديد من الأساتيذ والأكاديميين المختصين والمتميزين والخبراء في علم الإعلام في بغداد والمحافظات , والعديد منهم عملوا وما برحوا يعملون كمستشارين اعلاميين لبعض القنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية والصحف العربية , ولا ندري ماهية الأسباب التي ارتكزَ او تعكّزَ عليها الكاظمي في اختيار السيد ملاّ طلال دونَ سواه .!

لمْ نلحظ على الناطق الجديد بأسم رئاسة الوزراء ” ومن خلال تنقلاته بين الفضائية العراقية الرسمية الى قنواتٍ اخرى وبعضها تتقاطع بالتضاد مع هذه القناة الرسمية ” بأنه على ايّ دراية ممسبقة وإلمام بالشروط والمواصفات والمؤهلات التي ينبغي توفرها لدى رجال الإعلام والناطقين بأسم الحكومة ومؤسساتها , فمهمة الناطق الرسمي لا تقتصر على القاء البيانات الرسمية والخطب على ممثلي الصحافة والجمهور , بل تتطلب مؤهلات اخرى تبدأ من الموهبة الفطرية والمهارة  وفن القاء الكلمات ومتطلباته .

السيد ملاّ طلال ” ومن خلال المتابعة المتعددة والمتنوعة ” لم يبدُ انه على دراية بالمعادلة الإعلامية الأساسية في علم الإعلام والتي تبدأ من ” المصدر او المرسل ” , وثمّ ” الرسالة ” التي يراد ايصالها , ولا حتى ” الوسيلة ” الإعلامية ومدى موقعها وتنافسها مع الوسائل الأعلامية الأخرى , ثمّ أنّ عمله السابق في اكثر من فضائية بدا أنه ليس على استيعابٍ كامل او شبه كامل بالجزء الآخر من هذه المعادلة والمتمثل ب ” المتلقي ” وما يشكّله من الشرائح المتنوعة فكرياً وعلمياً ووعياً من فئات وشرائح الجمهور , كما على الإطلاق لم يتضح على مقدّم البرامج السابق والمتحدث الجديد لإمتلاكه ايّ فكرةٍ عن < التغذية المرتدة – Feed back > لردود الأفعال الفورية ومديات الأستجابة او عدمها ” للرسائل الإعلامية التي أنيطت به ايصالها كيفما كان ! ” من عموم الجمهور المتلقي .!

  الى ذلك , فمن المتطلبات الأساسية لمن يشغل موقع الناطق الرسمي بأسم الحكومة هي اجادته للغة اجنبيةٍ اساسية سيما الأنكليزية , وأن يتمتع بعلاقاتٍ حسنة ومتوازنة مع المراسلين والصحفيين المحلين والأجانب من مختلف الأتجاهات , كما عليه امتلاك القدرات الذاتية للإجابة عن اية اسئلةٍ غير متوقعة من الصحفيين , ودون استخدام العبارات والكلمات التضليلية , وعدم التسرّع والإرتجال في الإجابات وهو يمثل الحكومة والدولة بكاملها في لحظات التحدث .

  انها تجربةٌ جديدة لمقدّم البرامج واللقاءات المعروف السيد ملاّ طلال ” وليتَ ولعلّ وعسى ” أن ينجح فيها , انما الأهم من كلّ ذلك هو حسابات السيد الكاظمي في اختيار هذا الشاب لقيادة هذه المهمة الصعبة .!!