23 ديسمبر، 2024 1:22 ص

الناس على دين … ملوكها

الناس على دين … ملوكها

التاريخ القديم والحديث مملوء بالحكايات والقصص والعبر عن اقوام واناس تركوا دياناتهم ومعتقداتهم وطقوسهم واتبعوا دين ومعتقدات ملوكهم .

فعزيز مصر في زمن نبي الله يوسف الصديق الذي حول ديانة اخناتون ملك مصر من عبادة الاصنام الى توحيد الله واهل مصر تحولوا جميعا واتبعوا ملكهم الى توحيد الواحد الاحد .

وحكام مصر حولوا عقيدة ومعتقد المصريين وقضوا على الدولة الفاطمية (الاثنا عشرية ) ولازال الجامع الازهر شاهد وشامخ على عصرهم وايران التي تحولت مع تحول حكامها الى الصفوية بعد ان كانت سلفية وتحول شعبها الى معتقد وديانه ملوكها وامراؤها .

وكثيرة هي الامثلة والحكايات التي لايتسع الحديث عنها والتوسع فيها ولكن العبرة في خواتم الامور والاستفادة من اقوال وافعال السلف الصالح لتنظيم حياة الناس واخذ العبرة منها .

وعند الرجوع والخوض في تاريخ العراق فانه مملؤء بالحوادث والافعال الدموية منذ سقوط الملكية وقتل العائلة الحاكمة وسحل نوري سعيد في الشارع ثم تامر عبد السلام عارف والاطاحة بحكم عبد الكريم قاسم ثم مجيىء البعث بعد الاطاحة بحكومة عبد الرحمن عارف .

وتوالت الاحداث بعد الحرب مع الجارة ايران استمرت ثمانية سنوات استنزف فيها اقتصاد البلدين وجر المنطقة الى نفق مظلم استفاق فيه على حرب الخليج التي ادت الى سقوط حكم البعث .

ودخول العراق في نفق اشد ظلمة وقسوه واستعمار جديد تقوده امريكا يعرف اوله ولا يعرف اخره تنفذه اجندة عراقية ( علمانية ولبرالية ودينية وقومية وطائفية وسلفية ورجعية وخونه ) وكلا حسب دورة والمهمة التي توكل اليه .

وشعب العراق يتكوى بنيران وافعال هذه الطبقة السياسية التي تحكم منذ 17 عام والعراقيين يتحسرون على فترة الستينيات والسبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضية وهي الفترة الذهبية التي عاشها العراق .

ومع دخول الحرب مع ايران وحتى يومنا هذا لم يتعافى العراق ولم يذق شعبه طعم الراحة وتكالبت علينا ذئاب الشرق والغرب كلها تنهش بهذا الجسد الطاهر وهذه الارض المباركة التي يرقد فيها جثامين الانبياء والائمة والاولياء والصالحون .

ويابى الله الا ان يتحقق فيه قوله الكريم (وتلك الارض يرثها عبادي الصالحون ) فمهما تمادت وتغطرست امريكا وحلفاؤها ومارست الظلم ضد شعب العراق فان وعد الله لابد ان يتحقق ويرث الارض عبادي الصالحون .

وان جميع الناس سيتبعون دين ملوكهم وامراؤهم من الصالحين وتتحقق البشرى على يد المصلح المنقذ وتنتكس كل الرايات الا رايته المباركة ويتحقق العدل اللالاهي وما ذلك على الله ببعيد .