18 ديسمبر، 2024 7:19 م

الناس بذمة المرجعية .. فهل باعت المرجعية ذمتها

الناس بذمة المرجعية .. فهل باعت المرجعية ذمتها

لماذا الناس بذمة المرجعية وليس بذمة السياسيين ؟ ولماذا الناس بذمة المرجعية وليس بذمة أنفسهم باعتبارهم أحراراً ؟ ولماذا الناس بذمة المرجعية وليس بذمة دول الجوار أو الدول الكبرى ؟ ولنسأل سؤالاً قد يبدو عقائدياً ولكننا سنجيب عنه بعيداً عن العقيدة وهو لماذا الناس بذمة المرجعية وليس بذمة الشيطان ؟ الآن لنجيب عن هذه الأسئلة وهنا أحاول أن أفتح لكم الموضوع ولا ألزمكم بإجاباتي ولكنها أسئلة لإثارة التفكير وتحرير العقل من الجمود , أما لماذا الناس بذمة المرجعية وليس بذمة السياسيين رغم إن السياسيين هم من يسيء التصرف بأرواح الناس وثروات البلد وأوصلوه شفا حفرة الهاوية ؟ فلأن السياسيين لم يتمكنوا من إعطاء أنفسهم الشرعية ولم يتمكنوا من التسلط على الشعب بحيث أصبحوا طغاة لا يمكن إزاحتهم لولا المرجعية التي شرعنت شخصياتهم ومواقفهم وأفعالهم وعوائلهم وشرعنت بقائهم والدفاع عنهم ، وبالتالي فإن المرجعية هي من تتحمل وزر كل ذلك وعليها أن تعالج الأمر وإن لم تفعل فالناس بذمتها وبرقبتها .

ولماذا الناس بذمة المرجعية وليس بذمة أنفسهم رغم امتلاكهم الحرية في التصرف ولهم الخيار بقبول أو رفض هذه الطبقة السياسية ؟ والإجابة أن الإنسان المقيد بفتاوى المرجعية التي وصلت للتحكم به إلى حد تطليق زوجته باعتبارها محرمة عليه إذا لم ينتخب قائمة بذاتها لا يملك أي حرية فهو مسير وليس مخير في حقيقة أمره ، ولهذا فالمرجعية هي من تتحمل تبعات اتخاذ القرار بدلاً منه حيث كان كحجر الشطرنج يحركه اللاعب كيف يشاء . والسؤال الثالث لماذا الناس بذمة المرجعية وليس بذمة دول الجوار أو الدول الكبرى التي نراها تتدخل بصورة مباشرة أوغير مباشرة في شؤون العراق ؟ والإجابة لأن المرجعية قد وفرت دواعي وأسباب تدخل هذه الدول في شؤون العراق رغم ما يبدو من اختلافها وصراعها بداية من فتاواها بشأن عدم مقاومة الاحتلال وتسليم السلاح له إلى تشجيعها وتأجيجها للطائفية التي سنحت لدول أخرى للتدخل لدعم هذا الطرف أو ذاك وبالتالي فهي التي تتحمل المسؤولية لكونها سهلت وأعطت المبررات لهذه الدول للتدخل والتحكم بالعراق وتمزيقه .

وأخيراً لماذا الناس بذمة المرجعية وليس الشيطان الذي يسعى لإيقاع الإنسان بكل شر ؟ وذلك لأن المرجعية هي من سخرت الأموال والإعلام والأتباع لخدمة أهدافها بتجهيل الناس وتعبيدهم للصنمية وتحجير عقولهم حتى إن الشيطان تفرغ لأمور أخرى لكون المرجعية قامت بأداء دوره بصورة أفضل مما لو قام به هو وأتباعه من الأبالسة وسيكون غير ملاماً مقارنة بالمرجعية . والآن نكون أمام سؤال يطرح نفسه هل باعت المرجعية ذمتها ؟ والإجابة يجب أن تكون موضوعية بعيداً عن العواطف وليس من قبيل المثل الذي يقول ( حب وتكلم واكره وتكلم ) ، والموضوعية تجعلنا نجيب أن المرجعية بعد أن دعت الناس وأفتت بوجوب انتخاب هذه الأحزاب المتسلطة على رقاب الشعب حالياً ، وبعد أن دعمتهم ولم تسمح للإطاحة بهم ووفرت لهم الحماية ، وبعد أن أوصل هؤلاء الساسة البلاد إلى حافة الهاوية وبعد أن تم تأجيج الحقد الطائفي وتقسيم البلد ، انسحبت المرجعية لتترك الشعب وحده في غيابة الجب يواجه مصيره الذي أوصلته له نتيجة مواقفها الخاطئة ويلاقي الحِمام في رسالة واضحة منها للسياسيين وللإرهابيين ولكل قوى الشر مفادها إني قد سلمتكم الشعب العراقي وهو كثير الجراحات فأجهزوا عليه وهذا الموقف يمثل قمة الخيانة في مقابل تفاني المرجعية بالدفاع عن أهل البحرين والقطيف والإحساء .