“ستواجه صنفاً لا يفكر إلا بنفسه ، وآخر يخذلك في منتصف الطريق, وآخر ينكر معروفاً لَك, وكأنه لم يعرفك يوما” شكسبير كاتب مسرحي وشاعر بريطاني.
تبدأ السرقة لدى بعض الساسة, منذ الساعات الأولى للترشيح, ليصبحوا نواباً في البرلمان العراقي, وكما في الحديث الشريف” الكذب مفتاح كل فسدة” نَجد أولئك الساسة يعدون المواطنين وعوداً, ليست من اختصاص أعضاء البرلمان, وقد يرى بعضهم أحد المواطنين, فينكر معرفته, ولو كان من المقربين, أو من كان من ضمن, المروجين لحملته الانتخابية. قرأت يوما ما, مثلاً يابانياً يقول قائله” من سرق ذهباً أودع سجناً, ومن سرق بلداً بويع مَلكاً” إلا أن السجن في العراق, مَقَرٌ للمواطن فقط, فالسياسي هنا محصن, بالقوانين التي سنها, مهما تكن سرقته صغيرة أو بحجم البلد, وإن كان من المتنفذين, فإن قرار الحكم سيدخل, تحت عنوان العفو, ليزاول السرقة فمن أكل الحرام لا يشبع.
وعد الساسة وعداً وألحوا, تحت ضغوط ظروف الاحتجاجات فقرروا, أن تكون ألانتخابات مبكرة وحُدِّدَ الموعد, ليفيقوا مؤخراً ويعلنوا, تأجيل الموعد أربعة أشهر! فما هو السبب؟ هل لتبييض وجوه الفاسدين والفاشلين منهم؟ أم أنهم كما أعلنوا, لأسباب فنية طرحتها المفوضية؟ حيث يرى بعض المواطنين, أنها عملية ترتيب أوراق, لمن شَعَر بخسارته, وقد ينقذه التأجيل فعمل عليه, و ما أكثر الشماعات في بلدي, تارة نقص التمويل وأخرى المفوضية, وقد تكون تدخلات خارجية.
هَبَّ عدد من الساسة النواب, النائمين أكثر من عامين, بتبليط شوارع وغيرهم بالتبرع بالرحلات المدرسية, فيما وعد قسمٌ منهم, أنه سينفذ ما وعد به سابقاً, وأعزى سبب التأخير, ظروف البلد ما بين التظاهرات, والوباء والأزمة المالية, عسى أن يقتنع من فقد الثقة, أو للحصول على مقتنعين جدد, متناسين أن واجبهم في البرلمان, هو الرقابة والتشريع, وليس تبليط الطرق, أو التبرعات بكل أشكالها, فتلك أعمال الحكومة ولكل وزارة تخصيصاتها. تحديث السجلات للناخبين, تحتاج لوقت حيث لا تظهر البطاقة, إلا بعد شهر تقريباً, وهناك وقت إضافي, لتسجيل أكبر عدد من الكيانات, فالعراق دولة عظمى, تحتاج لأكثر من 300 كيان سياسي, ثروة العراق هائلة, تستوعب القديم والجديد, فهل سيقتنع الشعب, صاحب التأريخ العتيد؟ أم أنه سيعتبرها لعبة جديدة, وتسويف لمطالب المحتجين, مع أن بعضهم كون كيانات, استعداداً لدخول معترك الانتخابات؟
فرصةٌ للشعب العراقي الصابر, ليكتشف حقيقة التأخير, فوضع الضباب كما هو بعض أيام الشتاء, وقد يكون الطقس, قد أثر طردياً, على الوضع السياسي, وفي حزيران يكون طقسنا حاراً, وقد لا يشارك كثيرون تأثراً بذلك, والجو معتدل في تشرين, متزامن مع ذكرى ألاحتجاجات.
هل ستكون انتخاباتنا, كما يقول المثل الفارسي “يركض السارق في اتجاه, والمسروق في ألف إتجاه”