23 ديسمبر، 2024 5:05 ص

النازعون نزعا والمظهرون عورة 

النازعون نزعا والمظهرون عورة 

لا شك إن للحروب أدبيتها، وأخلاقها، وقوانينها، ومفاهيما، ولا يمكن تجاوزها وإخلال بكل هذه الأمور؛ لكن يبدو إن هناك أساليب قد لا نفهمها نحن في أدبيات الحروب، ولا يمكن أن نتعامل بها، كونها تنافي العقل، والمنطق، وتدل دلاله وأضحه على هزيمة، وإنكسار الفئة التي تتعامل بها، وهذا أسلوب الفاشلين، والمنكسرين..
ثلاثة مرتكزات لخوض الحروب، والتضحية بالنفس من أجلها، وهي العرض، والأرض، والمال؛ وهذه الأمور الثلاثة تدفع الإنسان للتضحية، ولا يمكن التفريط بواحدة منهن، ولا سيما وأن مجتمعنا ذا تركيبة قبلية، وأصول عربية، وهذه المرتكزات الثلاثة جعلت الإنسان القبلي يرتبط بها إرتباط وثيق، حتى لا تكون وصمت عار تلاحقه مدى الحياة..
يمكننا ترك إحدى المرتكزات، إذا ألجأتنا الظروف الى ذلك، لكن لا يمكن ترك الأمر الأول، وهو العرض، وشرف الإنسان؛ حتى لو كلفنا هذا الأمر حياتنا، وندفع كل شيء من أجل الحفاض عليه، وشرفنا كياننا، والدفاع عنه وأجباً شرعي، وأخلاقي، وإنساني؛ هكذا علمتنا مدرسة أهل البيت( عليهم السلام)..
يبدو إن هناك من لا يدرك، ولا يفهم معنى الشرف، والإنسانية، والغيرة القبلية؛ كونه تربى خارج إطار مدرسة أهل البيت( عليهم السلام)، وهم الذين إذا اشتد وطيس الحرب يلوذون خلف نسائهم، ويرتدون ملابسهن، أو يظهرون عورتهم، كالذي أظهر عورته في حرب صفين عندما أجهز عليه بن أبي طالب( عليه السلام)..
هذه المدرسة التي منذ ولادتها مشوهه، وتحمل في طياتها كثير من المتناقضات، التي سرت في معظم جسد المنظومة الإسلامية، وجعلتها عرضه للأمراض الخبيثة، ومكمن للأوبئة، ومستنقع لجمع فضلات الدول، والشواذ؛ حتى أصبح العالم بأجمعه يشمئز من هذه الرائحة الكريه، التي تحمل في جعبتها صور الموت، والتفجير، والذبح، والحرق، ومناظر الدم..
إن الذي نزع ملابسة وظهر عورته في عام 37هـ قد كان واحد، لكن على ما يبدو في عام 2015 أصبح النزع، ولبس ملابس النساء عند هؤلاء من المسلمات، بعد الفتوى من المرجعية الدينية في النجف الاشرف بالجهاد الكفائي والإستجابة الكبيرة لها” فان كان عفينا في الأولى، لا نعفي في الثانية”…