عند متابعتنا لأي من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة المحلية ، نلحظ الكثير من المصطلحات الكبيرة في المعنى والمضمون والتي تتحدث عن الإدارة الحديثة للمؤسسات ،وكيفية مواكبة التطورات التكنولوجية والحكومة الالكترونية والحوكمة الالكترونية فضلا عن الحكومة الذكية ، وما الى ذلك مما يشير الى رغبة الدولة للنهوض بالواقع المأساوي للخدمات وفي جميع الأصعدة ؛ غـيـر انك بمجرد مراجعة أي من الدوائر الخدمية أو حدوث أي طارئ (أزمة) ،تصطدم بواقع مــريــر يكشف ان كل تلك المصطلحات والبرامج التي تتحدث عن الإدارة الحديثة وما الى ذلك هي ضرب من الخيال، كما حصل في المحافظات الساخنة شمال وغرب العراق ، فلا توجد أي قاعدة بيانات للمواطنين ولا حتى الموظفين كي يتسنى للحكومة معالجة مثل هكذا أمــر بشيء من الدقـة .
ولعل الأمر الذي ينبغي تسليط الضوء هو رواتب موظفي المناطق الساخنة والتي لغاية الآن تصلهم بطريقة بدائية ومتعثرة ولا تخلو من الصعوبات، فلو ان الوزارات اعتمدت الفيزا كارت أو الماستر كارت ، لما تعرض الكثير من النازحين الى ظروف معيشية قاسية قد تصل الى حالات الاذلال والاستغلال، فضلا عن أنها أي (الفيزا كارت) تؤمن للحكومة قاعدة بيانات جيد جداً ؛ لحصر موظفيها واماكن نزوحهم ، كما تسهّل تقديم المساعدات للنازحين من قبل الحكومة ،دون فساد اداري أو مالي ، وممكن الاستفادة من هذه القاعدة في أمور جمة ، ولعل سائل يسأل عن ميزات اقتناء الفيزا كارت ، أو فوائدها بالنسبة للنازحين والمواطنين عموما.
بإمكان مقتني الفيزا الكارت أو الماستر كارت من استلام مستحقاته المالية من أي محطة من محطات تزويد الفيزا كارت أو الكي كارت والمنتشرة في اغلب الأسواق المحلية ، وفي أي وقت كان ، فضلا عن أيام العطل، ومن دون الوقوف والانتظار طويلاً.
· في حالة ان الحكومة تنوي منح النازحين أي مساعدات مالية فبالإمكان إيداع تلك المبالغ مباشرة في حسابات النازحين المسجلين، ويتسلمها النازحين من أي مكان قد نزحوا اليه ومن دون أي عناء أو حاجة الحكومة الى تشكيل لجان وما الى ذلك.
· اما فيما يخص فوائدها الأخرى فأنها توفر قاعدة بيانات دقيقة لعملائها مما يسهل حصرهم والتعامل معهم بشأن أي خدمة تنوي الحكومة تقديمها.
· هنالك الملايين ممن يستخدم بطاقات الفيزا كارت ؛ كونها تسهل عليهم عمليات الشراء بدءاً من البقالة ومطاعم الأكلات السريعة مروراً بحجوزات تذاكر السفر والفنادق ، واستئجار السيارات وحتى شراء الهدايا عبر الانترنت ، فعندما تنوي السفر فلا حاجة لحمل الأموال كون ان هناك أكثر من 24 مليون مركز في 162 بلداً يقبلون التعامل مع الفيزا كارت، وفي حالة حاجتك الى المال نقداً فيمكنك الحصول عليه من المحطات المنتشرة بشكل واسع وبالعملة المحلية للبلد الذي سافرت اليه.
ومن هنا أدعو كل المسؤولين الذين يتحدثون عن الإدارة الحديثة ومصطلحات الحكومة الالكترونية والحوكمة الالكترونية؛ الــــى السعـــي للعمل مع الجهات التي تزود خدمات الفيزا كارت او الكي كارت؛ للحصول على هذه الخدمة وبشكل جاد، وتسهيل كل الإجراءات التي من شانها ان تمكن النازحين من الحصول عليها ودعوة النازحين عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ؛ من اجل اقتنائها، فضلا عن ان هذه المشاريع من شأنها ان تهيئ للبدء بمشروع الحوكمة الالكترونية ، ولنعمل وندع عملنا يتكلم.