على الأقل والأقل جداً أن يتم تجهيز ( النازحين ) بخيام جيدة لا أن تسقط مع أول ( غُبرة ) عاصفة ترابية ستتكرر طيلة موسم الصيف الحار الجاف الترابي الطويل الفائت في العراق .. أو برد الشتاء القارص الممطر ( الآن ) .. ومن الغريب أن أكثر هذه المخيمات نُصبت في أراضي صحراوية رغم وجود مناطق خضراء أو مسقفه قريبة منها .. وعلى النازحين أن يطرقوا أبواب الحكومة التي وصفها وزير الخارجية
( إبراهيم الجعفري ) بأنها حكومة ملائكية !
وعلى ذمة وزير خارجية حكومة الملائكة الجعفري ، فلا يحقُّ لأحد إذاً أن يتكلم عن الملائكة بسوء فهذا محرم شرعاً وهو من أساسيات الإيمان كما حدثنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) وفي هذا الجزء من الحديث الصحيح ، الملائكة بعد الله وقبل الكتب السماوية والرسل .. والحق يُقال أنَّ الملائكة عملوا ما بوسعهم ليلَ نهار كي يؤمّنوا للنازحين ما يُسعفهم من جحيم هذه الحرب العجيبة الغريبة الطويلة الخاسرة للجميع .. وأمَّنَ لهم حياةً سعيدة وكريمة ومتابعة مستمرة وخدمات ومساعدات للمساكين الّذين تركوا ديارهم متوجهين نحو أرض المجهول !
وهذه الخيام صُنعت بتوصيات خاصة من حكومة الملائكة لاستقبال موجات النزوح المتوقعة وغير المتوقعة .. لكنَّ هذه الخيام سقطت مع أول عاصفة ترابية لم تستمر سوى دقائق .. خيام الأمم المتحدة .. خيام منظمات المجتمع المدني .. خيام الملائكة ! ومن المنطقي أن تكون خيام الحكومة هي الأفضل وأن تكون قد أعدت العدة مسبقاً لتوقع حدوث موجات من النزوح في المناطق المحترقة وليست الساخنة .. لا أن تستجدي خياماً من منظمات يقودها فنانون ومطربون ومذيعون ( مع إحترامي الشديد لهؤلاء كمهنة ) .. فالأمر لا تسعه بضعة سيتات من الخيم التي خُتمت بختم الأمم المتحدة أو توزعها منظمة شبابية أو مرشحون مستقبليون يهيئون أمورهم الانتخابية منذ الآن .. أو تنتظر حكومة الملائكة باسطةً يدها كي تستجدي الأموال من هذه الدولة أو تلك !
التبرعات وليتعلم هذا وغيره من حكومة الملائكة أصبحت علماً يُدرس ويمنح شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في كثير من دول العالم وهي تبتعد كثيراً في محصلاتها ونتائجها عن آلية العمل الفاشلة لحكومة العبادي .. فالنازحون هم من أبناء الشعب ولهم حقوق كثيرة مثلما كانت عليهم واجبات وأغلبهم ترك أمواله وبيوته وجامعته وكليته ومدرسته ومستقبله ومستقبل أبنائه وصولاً إلى أرض آمنة على الأقل ، والدولة هي المعنية أولاً وأخيراً بهذا الموضوع لأنها المسبب الرئيس فيما حدث في العراق وما حدث لأبنائه وما سيحدث مستقبلاً وتحديداً لأبناء العراق وأن تكون قد أعدت العدة مسبقاً لمعالجة هذا الأمر لا أن تتحول المخيمات إلى معارض للوزراء والمسؤولين والنواب ومسؤولي المحافظة وما يسمى بمنظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني فهؤلاء لديهم هدف لتحقيقه وهو الظهور بالمظهر الإيجابي أمام عينة من الناس أو تحقيق أهداف سياسية وتنظيمية وتنفيذ مخطط استراتيجي مخفي ، وإنهاء فصول ومسلسلات وتمثيليات توزيع المواد الغذائية وسلات الغذاء التي لا تكفي شخصين لوجبة واحدة ، أما أهلنا المتبضعين من حرارة الخيام والمتوشحين بغبارِ الصحراء وغزارة المطر .. فلم يستفيدوا من هذا الأمر ولن يستفيدوا منه مادامت الأمور لا تعالج بشكلها الصحيح .. التبرعات ليست استجداء من دولة أو شركة أو أحد .. التبرعات يا حكومة الملائكة حق اقتصادي للمواطن يتوافق مع المنطق التشريعي للدولة .. قرارات باستحصال نسبة من رواتب شريحة تكون رواتبها متقدمة أو نقل تخصيصات مالية لأمور لا حاجة لها الآن أو من الممكن تأجيلها لاحقاً وهو ما يسمى بالمناقلات المالية وأمور كثيرة تساعد النازحين وتحفظ لهم كرامتهم .. النازحون أبناء العراق ليسوا بحاجة إلى كذابين ومستعرضين كي ينتظروا منهم خياماً أو مساعدات أو أمور تُعينهم وتقي أطفالهم وشيوخهم وعجائزهم ومرضاهم حرَّ هذا الصيف ومطر الشتاء .. وأمراضه ( التبرعات ) لها قانون ومنطق تشريعي يا حكومة الملائكة وليست دعوات للتبرع من دول تتفنن في إظهار صور التشمت بأبناء العراق أو انتظار عودة المطلك أو موافقة زيباري أو تصريح لأحد الملائكة !