بصيغةٍ او بشكلٍ آخرٍ نجدنا ” اضطراراً ” أن نشير للبعض الكثير على مستوى الرأي العام العربي ” وبعضه من الجمهور اللبناني ” البعيد جغرافياً وليس في الجيوبوليتيك عن ساحة العمليات في الأراضي والأجواء اللبنانية المفتوحة كلّيّاً أمام المقاتلات الأسرائيلية وما تلقيه من حِمَم النار والقتابل , فإنّ ما تعرضه القنوات الفضائية العربية والمحلية عن طوابير وافواج وربما فيالق المركبات والسيارات التي تنقل جموع النازحين اللبنانيين من الجنوب ومن مناطقٍ اخرى مختلفة , الى أمكنةٍ ابعد , وبعضها الى الحدود السورية , فليس سوى ” النزر اليسير” من اعداد الذين اُرغموا على النزوح < وهذا خطأ اعلامي لا يُغتفر في عدم التغطية المفصلة عن حركة النزوح وآلياتها واتجاهاتها ومعاناتها .! , ومرّةً اخرى فهذا ليس موضوعنا .!
صحيحٌ أنّ الدولة اللبنانية وبإمكاناتها المحدودة وضائقتها الأقتصادية الحادّة قد عملت ما بوسعها في فتح مدارس ٍ وامكنةٍ اخرى لإيواء ما يمكن ايوائه من اولئك الهاربين من الفصف الأسرائيلي , وهذا ما يشكّل الحدّ الأدنى من الأدنى لإستيعاب هذه المتطلبات الأنسانية العجلى , لكنه على المستوى العربي ” المفترض ” وبتداخلاته القومية والأنسانية والدينية المختلفة الديانات والمذاهب , فعلامَ < صُمُّ بُكمٌ عميٌ > صاروا الملوك والأمراء والرؤساء العرب في استكثارهم وتجاهلهم المبادرة في ارسال أبسط المتطلبات الحياتية الضرورية والقصوى من ارسال : ( الخيم وقناني المياه واغذية المعلبات , وحتى اكياس الطحين والأفرشة ومقتضياتٌ اخرى مُلِحّة للغاية .! ) , حيثُ على الأقل لترجمة نصف حرفيةٍ ” او اقل ” لتصريحاتهم الرنّانة في استنكار وشجب تصرّفات حكومة نتنياهو , والتي لا تقدّم ولا تؤخّر وبعلمٍ مسبق من القيادة الأسرائيلية وشعبها ايضاً .!
قد يقفز الى الأذهان ايضان عدم قيام السادة – القادة العرب حتى بإنتاج واعادة انتاج واخراجٍ مُمَسرح لعملية إلقاء معلّبات على جمهورالنازحين اللبنانيين المشتّتين عبر المظلاّت .! كما جرى وانقضى في غزّة ولأيامٍ معدودةٍ وتلاشت .!
النقطة الأخرى في جانبها الستراتيجي المُوَجّه الى القادة والزعماء العرب , أنّ قوافل وارتال الذين ينزحون ويغادرون بيوتاتهم ومناطق سكناهم , فلا علاقة لهم بحزب الله , وهم أناسٌ مسالمين , مستقلين ومحايدين , لكنهم اختيروا كأهدافٍ ملحقة لحزب الله من قبل نتنياهو وقادة الأمة العربية المفترضة .!