18 ديسمبر، 2024 8:24 م

خلال الايام الاخيرة، وفي خضم الاحداث والتطورات الجارية على صعيد العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة الامريکية والنظام الايراني والاحداث والمستجدات الاخيرة في العراق والتي شهدت توترا واضحا وملموسا، بحيث وصل الامر بالمراقبين السياسيين أن يتوقعوا نشوب الحرب من خلال مواجهة أمريکية ـ إيرانية في العراق، ومن دون شك، فإن هذا التصعيد والذي رافقته توترا غير عادي، قد جاء بعد أدوار لعبتها الميليشيات العميلة التابعة للنظام الايراني حيث إن الاخير ومن خلال لعبة خبيثة يقوم خلالها بتحريك هذه الميليشيات ثم يوحي بأنها تتصرف من تلقاء نفسها وإنه يقوم بضبطها وعدم إنفلاتها حرصا على أمن واستقرار العراق!
الزيارة السرية الاخيرة لخليفة الارهابي قاسم سليماني للعراق، والذي حرص النظام الايراني على إظهارها وکأنها من أجل ضبط الاوضاع المنفلتة في العراق، في وقت إنها لم تکن من أجل ذلك وإنما من أجل التخطيط لإستعدادات لأية طوارئ قد تحدث أو تقع في المنطقة ويبدو واضحا بأن النظام الايراني يريد جعلها کعادته دائما جعل الحرب حربا غير مباشرة من خلال جعلها حربا بالوکالة بين أذرعه العميلة في العراق وبين أمريکا، ذلك إن النظام الايراني يحرص دائما وبصورة أکثر من واضحة على جعل الحرب إذا ماإندلعت ضده أن تکون خارج أراضيه.
سعي النظام الايراني من أجل جعل الحرب خارج أراضيه لأنه يعرف بأن أوضاعه الداخلية لن تتحمل أية حرب خارجية إذ إنها وبسبب الرفض والکراهية الشعبية الشديدة لها وبسبب الدور والحضور والتأثير القوي للمقاومة الايرانية على الداخل الايراني، فإنه يعلم جيدا بأن زمام الامور ستنفلت من يديه حتما ولن يتمکن من إستعادتها أبدا، خصوصا وإن أوضاعه الداخلية والخارجية تسيران معا بإتجاه وسياق يوحي بالرتحيب بالتغيير السياسي في إيران.
الزعم بأن قاآني قد قام بتهدئة الاوضاع في العراق والحرص على عدم المزيد من تصعيدها، يتناقض تماما مع التقارير المختلفة التي تناقلتها وسائل الاعلام عن مصادر موثوقة بخصوص قيام الحرس الثوري الإيراني بنقل عتاد عسكري إلى العراق. وبحسب هذه المصادر فقد قام الحرس الثوري بنقل صواريخ “آرش” قصيرة المدى الدقيقة، إضافة إلى طائرات مسيرة مصنعة إيرانيا إلى العراق. مضيفة أن الصواريخ تمتلكها بالأصل القوات البحرية بالحرس الثوري، أما الطائرات المسيرة فيتم تخزينها في مواقع شديدة الحراسة في المحافظات الجنوبية العراقية. وهذا مايدل على إن نوايا النظام الايراني تجاه العراق غير سليمة ولاسيما وإن أوضاعه کلها تسير من سئ الى الاسوأ ولايوجد هناك مايبعث على الامل بالنسبة له، غير إن الذي يجب أن نشير له هنا ونأخذه بعين الاعتبار والاهمية هو إنه لو إستعلت النيران في العراق بسبب من النظام الايراني، فإنها هذه المرة لن تکون کالمرات السابقة أبدا، إذ وبحسب العديد من المصادر فإنه إضافة الى ضرب أذرع النظام فإن الاخير نفسه أيضا لن يسلم من ذلك أبدا.