ورد في الحديث ( كيف ما تكونوا يولى عليكم ) أي أن الوالي عليكم يمثلكم أو يشبهكم فهو أفراز المجتمع وليس جسماً غريباً عليه والا لكان المجتمع أنتج غيره ليولى عليه ، في هذه الايام لا يوجد حديث يضاهي حديث الانتخابات والمرشحين والسياسة والعراقيون يعيشون اليوم فورة الدعاية الانتخابية والاخوة المرشحين (شادين حزام) في التجول و( الفرة ) على الناخبين بعضهم يوزع مواد لمساعدة الفقراء والبعض يمد الطرق بالسبيس والبعض يوزع بنادق برنو هدية لشيوخ العشائر والوجهاء والبعض يوزع وعود بالتعيينات وانه سينقذ العراق مما ألم فيه وهو جزء من المشكلة ، ولجأ البعض من المدنيين الى عمل زيارات مجانية الى مرقد شريفة بنت الحسن خلافاً لشعاراتهم في محاربة (الخرافات) كما يدعون واليوم الجميع سعداء سواء المرشحين أو الناخبين والجميع يعلم أن الفرحة لن تدوم طويلاً ، طبعاً الكثير من المرشحين يعرفهم الجمهور بكذبهم ونفاقهم ودجلهم حتى إن أحدهم خرج بتصريح طويل عريض يدعوا الناس الى عدم بيع الاصوات والكل يعلم أنه لم يحصل حزبه وقائمته ما حصل عليه الا بشراء الاصوات واليوم خصص المليارات لشراء تلك الاصوات وكل هذا لا يعبر على العراقيين (الي فتحوا باللبن وغمضوا بالسبيس) ، ولكن يجب أن لا نلوم السياسيين وحدهم فأن لم يكن هناك عروض للبيع لن يتقدم أحد للشراء ، فهناك الكثير من الناخبين ينصبون على المرشحين ويوعدوهم بأنتخابهم ولكنهم لا يوفون بوعودهم رغم أستلامهم للاموال أو غيرها من قبل المرشح ويبرر هؤلاء عملهم بأنه السرقة من الحرامي حلال أو يوقعون السياسيين بالفخ الذي نصبوه للناس وغيرها من التبريرات ولكن كل هذا لا يعتبر مسوغ لهذا الغش والكذب فهذا الناخب لا يختلف كثيراً عن السياسي المنافق الذي يضحك على الناس بوعوده الكاذبة فالخلل موجود عند الطرفين ولو أن الناس واجهوا السياسي بالحقيقة لما تمادى بغيه إن موضوع الانتخابات وبفضل الاحزاب الحاكمة حولته الى تجارة بيع وشراء وعرض وطلب لن يستطيع المرشح النزيه الواعي لدوره التشريعي والرقابي من التنافس او الصعود لقبة البرلمان فالناس لا علاقة لها بنزاهة المرشح ولا لبرامجه الانتخابية ولا لأمكانية وقوفه بوجه القرارات الجائرة أو المجحفة أو المخالفة لعقيدة الناس او مصالحهم او قيمهم كل هذا لا علاقة لهم به المهم (شسوينا ) وماذا تقدم لنا وكم نجني من أموال ومكاسب أنية ولا يعلمون أن من يخسر الاموال من أجل الصعود لابد أن يسترجع هذه الاموال وفوقها الارباح ولن يهمه محاسبة وزير فاسد أو مدير عام مقصر أو مخالفة التوجيهات بالتصويت على القرارات مهما كانت ظالمة ولن يقف بوجه قرارات تزيد من أمتيازات النواب وسيسلب البلاد والعباد بيمينه ما أعطاه بشماله وهكذا لن يكون هناك أي أصلاح للعملية السياسية ما دام الكثير من الشعب العراقي يفضل قليل من التراب حتى وإن تحول العراق الى تراب ، ودمتم سالمين .