الأعراف والتقاليد والعادات السلوكية داخل المجتمع و التي تتعامل بها الشعوب المتحضرة والمتخلفة على حد سواء توجد فيها مشتركات لا يكاد يخلو مجتمع منها بإعتبارها من الثوابت الأساسية في السلوك الحسن للإنسان أو السلوك السيء بعيداً عن الأيديولوجيات الفكرية والمعتقدات الدينية والتقدم الحضاري والتوجه السياسي بل هي متجذرة منذ بدأت الخليقة على وجه الأرض بإعتبارها من صفات التعامل البشري . الإحسان يعتبر من الصفات الحميدة المندوبة في عقل الإنسان السليم ومن الثوابت المتوارثة لديه وأكدت عليه الأديان السماوية برمتها وحرصت على ضرورة التعامل به مع الخالق ومع المخلوق وعلى المستويات كافة الفردية منها والأسرية والمجتمعية و كذا الأمر نفسه في المعتقدات الوضعية على إختلاف تصانيفها بإعتباره جزءاً من أجزاء التعاملات اليومية المحمودة كما هو الحال بالنسبة إلى صفة الإساءة المنبوذة من الجميع والتي تصنف بالضد من الإحسان .
اليوم إذا بادرت بتقديم العون لشخص ما سيكن لك التقدير والإحترام وإذا تمخض إحسانك اليه بتغيير مجمل حياته وتحسين أوضاعه المالية والإجتماعية نحو الأفضل يستوجب عليه أن يقابل إحسانك بالمثل هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى إذا كنت سبباً وجيهاً لديمومة إحسانك عليه طيلة سنين عديدة وليس أياماً محدودة هنا لابد أنك على أقل تقدير في تصورك ستمتلك ذاك الشخص ويصبح في خدمتك في قبال إحسانك الكبير عليه .
إن لم يقابلك هذا الشخص بالإحسان كما بادرت أنت هل يعقل أن تحسن إليه مراراً وتكراراً مع جفاءه لك وإحتقاره لشخصك ونكرانه لما قدمته له وفوق كل هذا سعيه الدؤوب لإلحاق الضرر بك وبعائلتك وبمن هم حولك ويتخطاكم ليلحق الضرر بشعبك وينهب ثروة وطنك ويدمر بلدك ، فمثل هؤلاء المسيؤن عند كافة الأمم تنبذهم وتلعنهم في حياتهم وبعد مماتهم وتؤرخهم في مزابل التأريخ .
هذا الخطاب لك أيها الناخب فلا تغرنك الوعود ولا توهمك الأقاويل فصوتك أمانة في عنقك إمنحه لمن يستحق ولا تجرب المجرب الذي أثرى من المال السحت الحرام وألحق بك وببلدك الدمار والخراب مهما كان شكله أو إسمه أو هندامه أو ماضيه .
والى كل من يرغب بالترشح لخوض الإنتخابات المحلية أو الوطنية ممن لم يعتلي مسبقاً أياً من المناصب وساهم من خلالها بما أوصل البلاد إلى هذا الحال من الدمار ولم يسير في ركب الفاسدين والمفسدين والغافلين عن المسؤولية والمتهاونين في أداء الأمانة ، نصيحة للعقلاء وبمنطق الوطنية وبلسان النوايا الصادقة أنتم مقبلون على ترشيح أنفسكم كنواب عن محافظاتكم ومدنكم وأهاليكم وسوف تتوددون و تترجون القريب والبعيد لتنالوا رضاهم وتكسبوا أصواتهم وتعلمون جيداً بصوتهم تفوزون وبخلافهم لن تفوزوا مطلقاً ولو إنطبقت السماء على الأرض فصوت الناخب هو بيضة القبان وإنتخابه لكم إحسان مابعده إحسان فبصوته تعتلون المناصب وتتقلدون المسؤولية وتجلسون على كراسي الحكم وتتنعمون بـــ ( الرواتب والإمتيازات ووو.. وتحيط بكم الحمايات وتتنقلون بالمصفحات) .
هذا الإحسان الذي يقدمه الناخبون لكم يستوجب منكم مقابلة الإحسان بالإحسان ولا تتنكرونه وتجافوه بل قدموا للناخبين مايستحقونه منكم إن كان بكم نفعاً فخير الناس من نفع الناس وإن كنتم مسلمين فرسولكم الكريم (ص) يقول في الحديث الشريف :-
(( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهراً ))
وإن لم تكونوا تؤمنون بالرسالات السماوية ولستم مسلمين ….. فيقول باحثون كثيرون ( إن جني مبالغ طائلة من الأموال لا يجلب السعادة لإنسان ، بل مايعزز شعوره بالسعادة هو إنفاق المال على الآخرين ) فسعادتكم مقرونه بتقديم الخدمات إلى مناطق ناخبيكم وترفعوا عن كاهلهم المعاناة ليتنعموا بالخير الوفير معكم وتساهموا بشكل جاد في سعادة العباد وإنقاذ البلاد.