23 ديسمبر، 2024 2:46 م

الناخب العراقي وجهل المتثيقفين!

الناخب العراقي وجهل المتثيقفين!

يقول أحد الأساتذة الجامعيين، إبداءً لرأيه في الانتخابات البرلمانية: (المرجع الفلاني حرم انتخاب المالكي! ذلك المرجع عندما طل علينا من شاشة التلفاز لم يكن يجيد التحدث باللغة العربية! فكيف أبدى رأيه في قضية وطنية تخص العراقيين، كما أن ثمة أناس آخرين يسألون رجلاً من جنسية أخرى- سماحة السيد السيستاني- ولا يملك أي وثيقة عراقية، يسألونه عن ألإنتخابات العراقية؛ من ينتخبون؟! ما أولئك الا جهلة جهلة جهلة)
لا أعلم حقاً، ما علاقة المرجعية الدينية بالقومية واللغة؟! الأسلام دين لعامة بني البشر، والأكرم عند الله تعالى هم أهل التقوى.
أما أن ذلك الأستاذ الجامعي يتحدث عن سايكس بيكو وتقسيماته الإدارية، فلا بأس سنناقشه بقضية سايكس بيكو وكذلك بالقطرية وبالديمقراطية:
في أكبر بلدان العالم وأعرقها ديمقراطية، فإن الأجنبي إذا سكن لديهم (5) سنوات يحوز جنسيتهم، وتكون له جميع الحقوق، وعليه جميع الواجبات المتعينة لأقرانه من المواطنين. وعلى ذلك فإن سماحة الشيخ بشير النجفي يسكن العراق منذ (45) عاماً وهو حاصل على الجنسية العراقية، وقام بتأدية حقه في الإنتخابات، كبقية المواطنين العراقيين، وكذلك سماحة السيد السيستاني والذي يسكن العراق منذ (55) عاماً، بيد أنه رفض ان يحوز الجنسية العراقية لكي يُخرس بعض الألسن الطويلة. ولا نغفل عن أكبر دول العالم وهي الولايات المتحدة، يحكمها اليوم مجنس أفريقي وبإرادة شعبية ديمقراطية.
للدكتور رأي سلبي آخر على الديمقراطية يقول فيه: (الديمقراطية لم تنتصر وإنما أنتصرت ديمقراطية الجهل والطائفية، فتلك العملية الانتخابية ساوت بين صوت الأستاذ الجامعي المتنور، وبين صوت قروي لا يجيد القراءة والكتابة، ولما كان أغلبية العراقيين من أمثال ذلك القروي، وغالبيتهم شاركوا في الانتخابات، مع عزوف بعض المثقفين عن المشاركة، فالحكومة القادمة ستحكم بإرادة الجهلة لا المثقفين!، جهلة ينتخبون وجهلة يحكمون، فالجهلة ينتخبون أبن العشيرة وأبن الطائفة وأبن …)
مغالطة أخرى لذلك الأستاذ الجامعي، فإن كان الأكاديميون والمثقفون على شاكلة تفكير ذلك الأستاذ، فلا فرق بين الجهل البسيط والجهل المركب، وعندها تتساوى قيمة الأصوات الإنتخابية.
جهل الشعوب علته مثقفيهم وأكاديمييهم، فهم المعنيون بتنوير شعوبهم، فإذا كان المثقف ينأى بنفسه وبثقافته عن المجتمع، فما قيمة ثقافته حينئذ؟!
أما الحوزة الشريفة، فكانت خير عون للعراقيين في مسيرتهم الديمقراطية، فهي التي تصدت لإيقاف الحكم المدني الأمريكي وطالبت بحكومة انتقالية منتخبة، وكتابة دستور بأيدي عراقية وإقامة انتخابات تشريعية تسفر عن حكومة منتخبة.
قدمت المرجعية كل ما تملك من إمكانات من أجل تنوير وتثقيف الشعب، وتركت للمتعلمين والمتنورين إيصال العلم والمعرفة والثقافة الى النائي من البشر.
نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا.