قبل ثلاثة أيام كتبت مقال تحت عنوان (فساد مدح السياسيين والمسوؤلين هل هي جريمة فساد )وتم نشرها على موقع كتابات تناولنا فيها دور الإعلام الفاسد في تلميع صورة المسؤولين او السياسيين الفاسدين وطلبنا الكف عن مدح المسوؤلين والسياسيين الذين أصبحت فضائحهم لا تطاق …واليوم واثناء تصفحناالمعتاد لصفحات الface book شاهدت صوره حديثه للدكتور صابر العيساوي أثناء زيارته لمرقد الإمام موسى الكاظم (ع) منشوره على صفحته ..وقرات التعليقات المكتوبة من قبل البغداديين وكانت بالعشرات او الاصح بالمئات تعليقا على الصوره المنشوره والقارئ لتلك ستتولد لديه القناعه الراسخه ان المسوؤل او السياسي الناجح لايحتاج الى دعم إعلامي او إعلاميين وكتّاب يُسخرون أقلامهم ومواهبهم بالطرق المشروعة اوغير المشروعة من اجل التعريف بإنجازاتهم او تلميع صورهم …..واذا اردت معرفة الحقيقه كما هي ستجدها عند العامه من الناس لانهم هم وليس غيرهم يمثلون الحقيقه لانهم الرائ العام الذي لايقبل القسمه على اثنين…ان القارئ لتلك التعليقات سيرى مقدار الحب والاحترام والامتنان لهذا الرجل فرغم مرور أكثر من سنه على تركه المسوؤليه وعدم ظهوره في وسائل الإعلام فان مشاعر وآراء الناس عموم الناس من مثقفين وصحفيين ومهندسين وكسبه وغيرهم عبّرت عن حجم الاعتزاز ورد الجميل لمن عمل من أجل بغداد ومن أجلهم .وبصراحه اقول ان من يمتلك هذا الحب والعرفان والتأييد هو رجل ناجح بكل المقاييس .لان شهادة الجماهير العفويه والتي عبرت عن نفسها بتلقائية مطلقه ودون تخطيط مُسبق او غايات مُعلنه هي أسمى وأقوي من كل المتربصين والخبثاء ونواياهم العرجاء .واتمنى على كل منصف ان يتابع ويقراء آراء هؤلاء الناس الطيبين الصادقين بمشاعرهم وكلامهم ونياتهم الشريفه ..وهم يتكلمون ويعبرون عن مافي داخلهم بكل نقاء وبكل ماتعني كلمة الوفاء من معنى لمن تحمّل كل شيئ واصّر على خدمتهم ولهذا قلت سابقا ان صابر العيساوي نموذج وظاهره من النادر تكرارها .صابر عندما تصدى وجاهد وعمل لم يكن الطريق مُعبدا أمامه ولكنه لم ولن يتخاذل وعمل بكل إصرار من أجل النجاح ..هم أرادوا منه ان يتخاذل ولكنه وقف شامخا أمام كل النوايا الخبيثه وقالها بأعلى صوته (الامانه ليست للبيع ..) وصدق فيما قال …ولكن مع الأسف قومه خذلوه وطفح الكيل وقدم استقالته …في لحظه من لحظات الغضب والألم الذي اعتصره في تلك الفتره ..والمؤسف أكثر هو قبول استقالته ..فهل هذا هو قدر الناجحين والمخلصين .انا شخصيا اقول نعم ..لاني لدي ما يبرر ويثبت ذلك ولامجال لذكر ذلك لخصوصيته …ولكن اقول ان الناجحين والمخلصين اصبحوا هدفا لكل لئيم وفاشل في هذا الزمان الأغبر ..وأخيرا اقول ان مدح الرأي العام للمسوؤل (لايعتبر فساد )لانه عفوي وصادق ودون غايات او ثمن يُدفع .عكس المدح البلاستيكي الملفوف بالورق الأمريكي الأخضر فانه فساد بل قمة الفساد !