الطريقة العراقية بمحاربة الفساد المالي والسياسي والمتهمين به وفيه وعليه ، بحسب معايير عالمية ، هي الاكثر نجاعة والاقرب الى الشفافية معتمدة على مبدأ ثوري عالمي يسمى ” اعتقل واطلق بكفالة حتى يتبين الخيط الاسود من الابيض” ..علي غلام انموذجاً !!!
اقول للفاسدين الكبار: ناموا على مخدّات من ريش وحرير ، كما كان المتنبي ، مع فرق التشبيه ، يكتب قصائده ويقول عنها :
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جرّاها ويختصم
قلت قبل اسبوعين انه من عدم الانصاف الحكم على جدّية السيد السوداني في محاربة الفساد المالي ، واليوم اقترب من القناعة شبه التامة ، من ان الطريقة التي يجري فيها علاج هذا السرطان لاتقوم على اسس منهجية ، فالقرارات مشتتة رغم اهميتها ، كما تغيب عنها بل وغابت قضايا الفساد الكبرى ، ونسأل : اين ملف الترليونات الثلاثة في فضيحة الامانات ؟ هل اسدل الستار عليها ؟ هل تمت طمطمتها كحال غيرها ؟ ماذا بشأن مزاد العملة ؟ واين اختفى ملف عقارات الدولة ؟ وماذا نقول عن فساد ملف الفاو ؟ ..والقائمة طويلة وعريضة ايضا ، عرض وطول محنتنا بجوقة اللصوص التي استولت على البلاد ، بعد ان قتلوا فرحتنا بسقوط الدكتاتورية !!
فضائح يشيب لها الرضعان يعرفها كل عراقي ، شاهد واستمع الى بعضها من شاشات التلفاز ، وهي فضائح بجلاجل كما يقول المصريون ، فضائح افرغت الخزينة من اموال الشعب ، ولولا الزيادة في اسعار النفط لكنا اليوم على قائمة الدول المفلسة ، يركض خلفنا الدائنون في محاكم الامم المتحدة !!
حضرة السيد السوداني الملفات الكبيرة ليس في مخصصات الرئاسات وان كانت منها وفيها ايضا والتي لاتتعدى تفاليساً نسبة الى ملفات تهريب النفط مثلاً ، والتي صمت الجميع عنها ، ورحنا بديلا عن ذلك نتتبع اخبار الهاربين والقاء اقبض عليهم ثم اطلاق السراح بكفالات مضحكة !
أقول يحتاج السوداني الى منهجية مختلفة ، منهجية ثورية شجاعة لاتخشى في الحق لومة لائم تقتحم كهوف الاحزاب الفاسدة وقياداتها ولجانها الاقتصادية ، هناك سيجد السوداني الفساد بحيتانه الحقيقية المغلفة بالورع الكاذب الذي لم يعد يخدع احداً !!
لاتفوّت الفرصة عليكك بكل هذا الدعم ، رحمه لوالديك ، وان كان التمني رأس مال المفلس ..
لاتضرب بيد خشبية واضرب الحديد بالحديد وهو ساخن عندها سيكون الشعب العراقي سياجك ومصدك وجدارك الواثق والموثوق ..
الله لايوفقنه على هاي الطريقة !!