27 مايو، 2024 8:41 م
Search
Close this search box.

النائب ومسالة الثبات على الموقف

Facebook
Twitter
LinkedIn

الاصل  ان النائب رغم كونه  من اتباع هذه الكتلة او ذاك الحزب  فانه وفق مسلملت علم السياسة هو  ممثل الشعب ، وان انتخابه تم من قبل هذا الشعب ، اما كتلته او حزبه ، فهو بحكم الانتماء  يعبر عن اهدافهما ويسير وفق برنامجها ، ولكن وفق نفس المنطق على ان لا تتعارض هذه الاهداف في النهاية مع اهداف الناخب والشعب ،  والنائب رغم كل ما تقدم عندما يتخذ موقفا يراه هو الاصوب تجاه مصلحة  عموم الناس عليه التمسك به رغم كون هذا الراي جاء مخالفا لراي حزبه او كتلته ، ما دام يمثل الشعب، 
ان ما يحصل حاليا في البرلمان العراقي هو ان هذا النائب يتخذ موقفا من قضية ما ويعلن عنه تراه في اليوم التالي يتخذ موقفا مناهضا للموقف الاول وغالبا ما يكون هذا الموقف مطابقا لموقف حزبه او كتلته اي التخلي لصالح جهة الانتساب ، رغم شعور النائب ان موقفه الجديد لا يمثله هو ، 
ولقد اخذ البرلمان نتيجة لذلك العمل بصييغ مختلفة للتصويت على قضية او مشروع قانون كثر فيه الاختلاف والجدل ، ومنها التصويت السري، وخاصة فيما يخص التصويت على طرح الثقة بهذا الوزير او ذاك المسؤول وقد انسحبت هذه الظاهرة حتى على الكتل البرلمانية ، فالكتلة الفلانية اليوم تراها تعلن عن موقف ما تجاه قضية ما الا انها في اليوم التالي تتخذ موقفا او قرارا مغايير تماما لموقفها الاول ، وبغض النظر عن خطا هذا الموقف او صوابه ، ان الثوابت البرلمانية لا تجيز هذه المواقف في العادة ، ذلك ان الاحزاب والكتل تعمل وفق برامج واليات محددة تجد ان النائب يتحرك في ضؤها وهي عادة برامج عملية وبمواقيت محددة بالازمان، وان من حق النائب الخروج عليها اذا راها مخالفة لبرنامج الحزب او انها متعارضة مع مصلحة العموم وقد كان لنا في نواب العمال والمحافظين في بريطانيا خير دليل على ذلك فيما يخص الاستفتاء على مسالة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي ، وكيف انقسم نواب الحزبيين من مسالة الخروج هذه ، وان رئيس الوزراء البريطاني نتيجة لذلك قدم استقالته من الحزب ورئاسة الوزارة ، لعدم ايمانه بجدوى الخروج من هذا الاتحاد ، وانه بصفته المسؤول الاول عن تنفيذ هذا الخروج.، عليه وما تقدم على النائب اي نائب في البرلمان العراقي منذ اللحظة ان يشكل سابقة بالخروج عن راي حزبه او كتلته اذا راى انهما لا يقدمان الراي الحقيقي المعبرعن امال واهداف الشعب ، وان يشكلوا كتلة حقيقية نيابية عابرة لكتلهم واحزابهم العنصرية والطائفية ، وقد كادت كتلة الاصلاح ان تكون كذلك ولكنها اخفقت بسب تذبذب النواب من جهة وتهديد كتلهم لهم بالويل والثبور من الجهة الثانية .ان النائب الحقيقي في كل برلمانات العالم المتحضر هو نائب عن الشعب ومن الشعب وللشعب وهو التعريف الحقيقي للديقراطية عليه الثبات على الموقف ما دام هذا الموقف جاء لصالح الناخب، اما انتهاز الفرص واقتناص المواقف فهي ابعد ما تكون عن مواصفات النائب الحقيقي……     

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب