ما هي العوامل الأساسية والفاعلة في شخصيته ومسيرته السياسية، تلك التي يعول عليها النائب طلال خضير الزوبعي ليكون رقما صعبا في معادلة الانتخابات المقبلة : الحزب الجديد الذي أعلن عن تأسيسه مؤخرا ، وهو // حزب المجد العراقي// أم // التاريخ العشائري العريق // للرجل ؟؟ وأي منهما سيكون له الغلبة في مستقبله السياسي؟؟!!
الجواب، بكل تأكيد لابد وإن يقال أن النائب طلال خضير الزوبعي، الذي يتولى مهمة رئاسة لجنة النزاهة البرلمانية ، يبقى يعول على ماضيه العشائري في قاطع منطقته ضمن أبو غريب في أن يكون رصيده الأوفر في حصد أصوات تؤهله للفوز اللامع في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهي من ستمنحه الأفضلية، كون الولاء العشائري وطبيعة المنطقة التي يقطنها في قضاء أبو غريب، تعتمد على الولاءات القبلية والعشائرية في المقام الأول!!
ومن المعروف ان للرجل نصيبا كبيرا بين اهله وجمهوره والمشايخ الكثيرين والوجوه المؤثرة وحتى أكاديميين ومن الطبقة الوسطى في مجتمعه الذين يرتبط بهم بعلاقات مودة واحترام ، وهم الاكثر من يسهل كسب أصواتهم ، بل هم القادرون على ان يجلبوا مناصريهم ومن ينتمون الى عشائرهم ليكونوا عونا له، يكون بمقدوره الاعتماد على كسب أصواتهم ، بما يملكه من رصيد بين شيوخهم ووجوههم وبين اوساطهم الاجتماعية والتربوية ،وبإمكانهم ان يجلبوا له عشرات الالاف من الأصوات ، بالرغم من تسابق كثيرين من شخصيات رفيعة من أهل الانبار على منطقته ، لكسب ولاءات المشايخ والوجهاء في عموم رقعة أبو غريب الجغرافية ولهم نشاط محموم هذه الايام وهو نشاط (خطير) لايمكن تجاهل ابعاده ومراميه المؤثرة ، لان لديهم (تحركات محسوبة) على عشائر وقوى في تلك المنطقة ، لكن ما يقلل من تلك المخاطر الى حد كبير ، أن كثيرين من أهالي منطقة أبو غريب لهم صلات وطيدة مع النائب طلال خضير الزوبعي ويعدونه الممثل لمنطقتهم وهو ابنهم الذي تربطهم به صلات كثيرة ، وهو من وجهة نظرهم كما يتمنون يريدونه ان يبقى رجل المرحلة المهيء لقيادة مناصب رفيعة مرة اخرى وبخاصة انه صاحب تجربة برلمانية لدورتين متتاليتين تقلد فيها أرفع المناصب، وحقق للكثيرين منهم (مكاسب وظيفية) او معالم خدمات لمناطقهم ، وأقام علاقات مع الكثيرين تشفع له بأن يكونوا انصاره الحاضرين في كل منازلة!!
بل ان مناصريه ومريديه من نفس منطقته وجلهم فلاحون وكسبة ووجوه بارزة وطبائعهم عشائرية ، لن يقبلوا بتوافد الكثير من السياسيين الطارئين على ساحة عمله ضمن قطاع منطقة أبو غريب أو ممن قفزوا فوق مناطقهم وهم يحاولون استدراج الاخرين بأية طريقة في محاولات شراء ذمم بدفع اموال او بمغريات مختلفة وراحت لهم نشاطات تبدو براقة ، لكن لها بعد انتخابي واضح المعالم بعد ان فقدوا ساحات نشاطهم غربي الانبار، بسبب ظروف المواجهة مع داعش وبقاء مناطقهم تعيش حالة اربك وفوضى يصعب العمل فيها، ما افقدهم الكثير من جمهورهم المشتت الاوصال والمهجر في مختلف مناطق الشتات في العراق او في سوريا، وبعضهم مايزال يرزح تحت سطوة داعش وغطرستها وتلاعبها بمقدراتهم!!
لكن النائب طلال خضير الزوبعي مطمئن بأن من يساندونه من الشيوخ والوجهاء وأهالي أبو غريب الكرام هم ليسوا من هذا الصنف الذي يحول آخرون استمالته الى جانبهم ، لكنه مع هذا يحتاج الى تحرك ( فاعل) عليهم من جديد ، فالبعض يتأثر بوعود ومكاسب آنية ، وان لم يتم تطويق تحركهم هذا فقد يكون ذلك على حساب رصيده الانتخابي ، وقد (يخسر) لاسمح الله جزءا من جمهوره هناك ويؤثر هذا على مستقبله الانتخابي، إذ عندما تقترب الانتخابات سيكون الحصول على الصوت الانتخابي (كمن يقبض على جمرة من نار) كما يقال، لكن محاولات تلك الاطراف سوف لن تجد النجاح الأكيد ،وسيكون رهانهم خاسرا في كل الاحوال، إن أحسن التحرك بدون مواجهات مباشرة ومن خلال اعادة تجديد معالم تلك العلاقات وفق برنامج لقاءات مباشرة وبتحرك مؤثر ومتسارع مع شخصياتها الفاعلة ضمن منطقته وإشعارهم ان مناطقهم ينبغي ان تكون ( شبه مقفلة ) أمام اية تحركات من خارجها، دون التطرق الى تحركات هؤلاء ، لكي لايفهم منها انها تريد تقليص ساحة تأثيره وليظهر أمامهم انه الباقي الاكثر تأثيرا وبلا منازع!!
أما ان يؤسس النائب طلال خضير الزوبعي حزبا سياسيا مع شخصيات سياسية فهو أمر يضيف له رصيدا معنويا في المقام الأول ، وهو يحاول تأطير هذا التأييد عبر حركة او حزب سياسي يكون أكثر تنظيما، ولكي يكون بمقدوره التحرك على قطاعات أكاديمية وشبابية وطلابية مختلفة لضمها الى صفوفه ، حتى بضمنهم ان استطاع ضم وجوه بارزة من وجوه ومشايخ منطقته ليكونوا ساعده الايمن ، بالاضافة الى سمعتهم وحظوتهم العشائرية، وهو مطالب امام مفوضية الانتخابات بأن يكون له تنظيم سياسي يعبر عن اهدافه وتوجهاته إن اراد الفوز مرة أخرى في الإنتخابات المقبلة، وبخاصة انه ضمن شخصيات كفوءة ضمن حزبه ، تستطيع ان تجمع له انصارا ومؤيدين في وقت قريب، لكن الولاء العشائري مع كل هذا يبقى هو العامل الحاسم الأساس وليس الولاء الحزبي، لحداثة تجربته مع العمل السياسي ، ولان كثيرا من الناس وبخاصة في المناطق الشعبية سئمت الاحزاب، ولم تعد تثق بها في ان يكون بمقدورها ان تحقق لها مبتغاها في رد كرامتها او تحقيق مطالبها المشروعة وهي كثيرة، وبقيت بلا معين، حتى ان السياسيين أنفسهم راحوا يديرون لجماهيرهم ظهرهم، وفقدت عوامل الثقة بين القادة السياسيين وعموم الجمهور العراقي، ولم يتبق سوى ولاءات عشائرية ومناطقية وبقية عوامل (مصلحية) تفعل فعلها في المعارك والصراعات التي تحتدم خلال فترات الإنتخابات!!
وفي كل الاحوال ينبغي عدم تجاهل اهمية التحرك على قطاع الشباب والطلبة، والاكاديميين في المدارس والمعاهد والجامعات، فهم الشريحة الأوفر حظا في رصيد أي سياسي ، وكلما احسن التحرك عليهم وكسب ولائهم، وضمن التحاقهم بحزبه السياسي ، فانه سيكون قد دخل سباق الانتخابات وهو واثق الخطوة يمشي ملكا!!
وكان النائب طلال خضير الزوبعي قد أعلن يوم الخميس المصادف 18 ايار 2017 عن تأسيس حزب “المجد العراقي” برئاسته يضم “أبرز” شخصيات العراق.
وقال الزوبعي في تصريح صحفي إن “مفوضية الانتخابات منحت حزب المجد العراقي اجاز ة تأسيس حملت الرقم 52 بعد ايفاء الحزب بمتطلبات التأسيس المنصوص عليها في قانون الاحزاب السياسية رقم 36 لعام 2015”.، واضاف أن “الحزب سيكون برئاسته، بينما يكون حمزة الكرطاني الامين العام له، كما سيكون خالد الدليمي نائب الامين العام”، مبينا ان “الحزب يضم ابرز شخصيات بغداد والمحافظات”.
أمنياتنا.. أن يتحقق للنائب طلال خضير الزوبعي ما يصبو اليه من مجد ورفعة بين أهله وربعه وجمهوره الوفي ، ولنا أمل من خلال تحليل معالم شخصيته وبعدها السياسي والاجتماعي والقيمي ، بأنه سيبقى الصوت الفاعل والمؤثر ضمن رقعته الجغرافية ، وربما ستساعده الشخصيات التي انضوت الى حزبه مثل النائب السابق والسياسي المخضرم الدكتور حمزة الكرطاني ، والسيد خالد الدليمي السياسي المحنك هو الآخر ، ليكونوا داعمين له ، وليبقى النائب طلال خضير الزوبعي وحزبه الجديد // حزب المجد العراقي // الرقم الصعب في معادلة الانتخابات المقبلة ، بعون الله.. ومن الله التوفيق!!