25 ديسمبر، 2024 6:05 ص

المِيل والمِكحَلة!!

المِيل والمِكحَلة!!

المِكحلة: قنينة صغيرة يوضع فيها الكحل
المِيل: قضيب رفيع يدخل في المِكحلة وينغمس بالكحل , ويستعمل لتجميل رموش العيون.
الرائج والمتداول في المنابر الإعلامية بأنواعها , خلاصته السعي لوضع الميل في المِكحلة , لتأمين رغبات النفوس الأمّارة بالسوء.
لا يهم نوع المِكحلة وحجمها , المهم أن يدخل فيها الميل , فيستطيع صاحبها تكحيل عيون نوازعه الحيوانية المطمورة.
ولكي يكون السلوك مقبولا , لا بد من غلاف ديني جذاب يدفع الشخص للقيام بما لا يخطر على بال من السلوكيات المناهضة للقيم والأعراف.
لا بد للميل أن يكون في المِكحلة يا سادة يا كرام , لينال الذكر من الأنثى أروع المرام.
فالمِكحلة كائن صعير أو كبير ليس مهما , المهم أن الميل سيكون فيها , وسيأنس بما سيناله من الكحل اللازم لتكحيل عيون أعماقه السقيمة.
كانت عندنا مِكحلة ذهبية جميلة تتباهى فوق أحد الرفوف , وميلها متوّج بزخرفة فنية , وهي كالتحفة الجميلة , فبقيت صامتة زاهية حتى إندثرت في أروقة الحياة المتداعية.
حضرت تلك المِكحلة وميلها المتوّج الجذّاب , الغاطس فيها وكأنه لا يشبع من البقاء في جوفها , بعد أن صار أدعياء الدين يوسوسون بضرورات تفاعل الميل مع المِكحلة , كما جاء في عرفهم الوخيم.
إنها حكاية مِكحلة صار ميلها مشرعن بفتاوى الضلال والبهتان الرجيم.
فلا بد من مِكحلة تستوعب الميل , فالدنيا تمضي على إيقاع الميل والمِكحلة .
فكيف سيكون الحال إذا نضب كحل المِكحلة؟!!
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات

أحدث المقالات