22 ديسمبر، 2024 9:17 م

المُطالبة والمُغالبة!!

المُطالبة والمُغالبة!!

نطالب بتبليط الشوارع وبناء المدارس والمستشفيات وتنظيف مدننا من النفايات , ونطالب ونطالب , وما تساءلنا نطالب مَن؟!
سيقول قائل : نطالب الحكومة؟
ومَن هي الحكومة: ضمير مستتر تقديره هو!!
وما هو دورنا: أن نطالب!!
وهل تحقق مطلب واحد من مطالبكم: كلا!!
إذن لماذا تطالبون:ولا تجد جوابا لهذا السؤال العسير المرير!!
لماذا لا تطلبون من أنفسكم:أنفسنا!!
نعم أنفسكم!!
هل طلبتم منها شيئا؟!!
الجواب: كلا!!
فنحن علينا أن نطالب وحسب , ونريد كل شيئ جاهز!!

أيها الناس المجتمعات لا تبني مدنها بالمطالبات وإنما بالجد والإجتهاد والشعور بالمسؤولية والمشاركة الحقيقية بإرضاء الحاجات , فالذي يحتاج لشيئ عليه أن يبتكر الوسائل الكفيلة بإيحاده.

ومجالس المدن بدرجاتها الإدارية المتنوعة عليها أن تفكر بمسؤولية وإخلاص وتبتكر الآليات اللازمة لتطويرها وتخليصها من النفايات , فالمجتمع هو المسؤول وليست الحكومات وحسب , المجتمع في أية مدينة وحارة وشارع هو المسؤول , وعليه أن يعمل بروح تفاعلية إيجابية للوصول إلى ما يريد.

فالمدينة تعاني من كذا وكذا , والواجب الملقى على عاتق مواطنيها أن يفكروا ويدرسوا ويبحثوا ويقدموا المشاريع والحلول الكفيلة بالمعالجات الصائبة المعاصرة , فأهل المدن أدرى وأعرف بحاجاتها , أما القول بالمطالبة وغيرها من آليات التفاعل البائدة فأنها لن تقدم شيئا.

لا بد للمواطن أن يقوم بتنظيف مدينته إبتداءٍ من البيت إلى الشارع , وعلى المواطنين أن يساهموا بإبتكار آليات معاصرة للتخلص من النفايات , وإعادة تصنيعها وتصريفها بما يضمن سلامة المواطن وبيئته.

فكيف بربك مجتمعات تعجز عن التخلص من نفاياتها وتريد أن تتقدم وتعاصر وتكون.

أيها الناس المطالبة عجز وتنصل عن السؤولية , فالحل بالعمل والتعاون والشعور بالمسؤولية والمصلحة المشتركة , فالمدينة الجميلة من مصلحة جميع مواطنيها , وكذلك الطرق المعبدة والأرصفة النظيفة المكللة بما يبعث الحياة والأمل.

أيها الناس مجتمعات الدنيا حريصة على الشارع والمحلة والمدينة التي تسكنها , كحرصها على بيتها وحديقتها وما يتصل بها من أسباب الحياة.
فلماذا نطالب ونطالب ولا نقوم بالواجب؟!!

الجواب عند أذرعنا وعقولنا والرأي الثاقب!!

فهل من مُغالبٍ ومُحارب؟!!