22 نوفمبر، 2024 3:12 م
Search
Close this search box.

المُسَطّحون!!

الأواني تنضح بما فيها , ويا ليتها تكون فارغة فلا تنضح شيئا , لكنها مترعة بالأقياح المندلقة من دماملها المتنوعة.
وهذه الأواني تمثل العديد من الراقدين في كراسي الجور والسوء والعدوان على البلاد والعباد.
وتجد المجتمعات التي سمحت لأوعية الأقياح أن تتوطن الكراسي , وتدوس على رؤوسها في محنة مروعة ومدمرة لوجودها الذاتي والموضوعي , لأنها تنفث سمومها في بدن الوطن , وتغرز أنيابها الفتاكة في أجسام المواطنين , ولا تتعب من لسع ولدغ.
وتكون مؤهلة للسرط المروع , لِما هب ودب , فقابليتها على السرط لا مثيل لها , ولديها القدرة الفتاكة على تذويب فرائسها في أحواض تيزاب الفساد , فتتفتت وتغيب ملامحها وعلاماتها الفارقة , فتتحول إلى مُلك مشاع للمفترسين والحافين من حول الكراسي الآثمة.
فمصير الأمة يمكن الإستدلال عليه من أي إجتماع لسلاطينها المدمرين لوجودها , فحالما ينطقون , يبرهنون على ضحالة ما فيهم وعجزهم القيادي والإداري , وفقدانهم لقدرات الإلهام والإنتظام في مشاريع حضارية نافعة للناس وللأجيال.
فأين القائد الذكي المثقف؟
الأمة إعتادت أن يكون قادتها من المتنورين العارفين الحاثين على العلم والنشاطات الفكرية العالية , ولهذا كان لعقولها دورها الكبير في صناعة معالم مسيرتها الحضارية.
فالمسطحون من ألد أعداء الوجود المعاصر , وعلى المجتمعات أن تصطفي الأذكياء والمثقفين المستوعبين للقيم الإنسانية , والمعارف الوطنية القادرة على صناعة الوجود الأفضل للناس أجمعين.
فكيف التحقق والكراسي يتوطنها المغفلون؟!!

أحدث المقالات