اذا ما كان تصريح ” البيت الأبيض ” دقيقاً او أقلّ او اكثر.! حول توجّه ايران لتزويد القوات الروسية بمئاتٍ من الطائرات المُسيّرة المسلّحة , وبقدر أنّ ذلك ليس مستبعداً , لكنّ تلك الدرونز او المسيّرات لن تُغيّر شيئاً في المعركة بين الأوكرانيين والروس , فهي لا تجعل اوكرانيا أمام هزيمةٍ عسكريةٍ ساحقة , ولا تقود الى انتصارٍ حاسم لموسكو , وإنّ دَورها لا يتعدّى أن يغدو ثانوياً ونسبياً , ومع أخذٍ بنظرِ اعتبارٍ مضاعف بأنّ الولايات المتحدة وإثرَ معلوماتها المخابراتية عن مسار هذه المسيّرات الأيرانية , فقد سارعت على نصب بالوناتٍ حديثة ومعقّدة داخل الأراضي الأوكرانية القريبة من منطقة العمليات للمراقبة والتجسس وكشف مسارات الصواريخ والطائرات الروسية وإحداثياتها المتجهة الى الجبهة الأوكرانية المقابلة , ممّا سيسارع الى مواجهتها بالأسلحة والصواريخ المضادة وربما لإسقاطها .
كلّ تلك التفاصيل الفنية – العسكرية او السياسية لاتدخل ضمن الإطار الستراتيجي لهذه الحرب المشتعلة . لكنّ عنصر الستراتيج القائم , فإنّ ادارة وقيادة هذه الحرب بين الأمريكان ! والروس فلا تزال تُدار بمهارةٍ متوازنةٍ ما .! , فقيادة الأركان الروسية لا تستهدف العمق والعاصمة والمدن الأوكرانية الرئيسية , وتتركها تعايش اوضاعاً طبيعية , بينما تركز على قضم واحتلال مدنٍ ومناطقٍ حدوديةٍ تقريباً ” ممّا هي غنية بالثروات الطبيعية ” لضمّها الى روسيا والى الأبد , بينما أنّ الجنرالات الأمريكان الذين يشرفون او يديرون العمليات الحربية للقوات الأوكرانية , فإنهم يتحاشون توجيه ضرباتٍ صاروخية او جوية الى المناطق والأراضي الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية , وهذه التوازنات ما برحت قائمة الى غاية الآن .! , ويترآى أنّ ذلك كبداياتٍ اوليةٍ لتفادي توسيع رقعة الحرب الى ما هو ابعد وأخطر .!