إنَّ القرآنَ الكريمَ كتابُ اللهِ الأشهرُ, وهو يحتوي من الدقائقِ واللَّطائفِ والنكاتِ ما لن تجدهُ في أيِّ كتابٍ سماويٍّ آخرَ, والسبب هو أنَّ هذا الكتابَ نَزَلَ في زمنٍ دبَّ الفسادُ في الأرضِ, وارتفعت من الأرضِ رايةُ التوحيدِ, وتمكَّنت منها رايةُ الوثنيةُ والإشراكُ, فكانَ لابدَّ للأرضِ من منقذٍ سماويٍّ يعودُ بالإيمانِ إلى سيرتهِ الأولى, فهي سُنَّةُ الحياةِ عندما يدبُّ الفسادُ في الأرضِ ويتمكَّنُ منها, يأتي الوحيُ ليصحِّحَ الأمرَ ومسارَ اللإنسانيةِ, ولم تشهد الدنيا قبلَ إرسالِ النبيِّ محمدٍ من قِبَلِ الإلهِ إلى الناسِ كافَّةً فساداً كالفسادِ الذي شهدتهُ قبلَ البعثةِ, فكان لابُدَّ من خطبٍ عظيمٍ, ووحيٍ عظيمٍ, يُصَحِّحُ الأمورَ ويجتثُّ الفساد ويعلي رايةَ التوحيدِ, فكان لابُدَّ من نزولِ كتابٍ سماويٍّ عظيمٍ يكونُ كتاباً لكلِّ الناسِ, ويكونُ حجةً عليهم إلى أنْ يرثَ الله الأرضَ وما عليها, وما دامَ هذا الكتابُ كتابٌ لا تنقضي عجائبهُ وغرائبهُ, كان لابُدَّ أنْ يلجأَ إلى الرمزيَّةِ في خطابهِ, فالرمزيَّةُ كما يقولُ عبدالرحمن عفيفي: (هي العلامةُ على دوامِ الأديانِ, فلو جاء الدينُ وفضَّ ما عندهُ من أولِ وهلةٍ لكان ديناً ميتاً, وبالتالي فإنَّ الرمزيةَ القرآنيَّةَ كانت ولا زالت وإلى يومِ الدينِ هي العلَّةُ التي يحاولُ المفسرونَ فكَّ شفراتها والتعرفَ على مكنوناتها وأسرارها, وأذكُرُ أنَّ صاحبَ كتابِ البراهينِ الأحمديَّةِ الإمامُ ميرزا غلام أحمد عليه السلام في الكتابِ الذي خصصهُ للردِّ على منكري القرآنِ ومنكري الإسلامِ بكلِّ مِلَلِهِمْ وطوائفهم ونِحَلِهِمْ, تكلم عن دقائقِ القرآنِ الكريمِ ولطائِفِهِ فقال ما مُلَخَّصُهُ بأنَّ هناك علومٌ في القرآنِ من الممكنِ اكتسابها من أوَّلِ وهلةٍ, ولكن الغوصَ في أسرارِ القرآنِ الكريمِ يحتاجُ إلى تَدَبُّرٍ وتَمَعُّنٍ وتقريبٍ, وضربَ مَثَلاً بأنّنا يمكنُ أنْ نستدلَّ على وجودِ عينٍ في الرأسِ, ولكن ما هو كنهُ العينِ وما هي الأسرارُ المُودَعَةُ بها, وما هي الآليَّةُ التي تعملُ بها؟ كلُّ هذِهِ الأمورُ لا يمكنُ أنْ تُعرَفَ إلّا من خلالِ دراسةِ فسلجة العينِ وتشريحها والتخصُّصِ في دراستها, كذلك هو القرآنُ الكريمُ.
إنَّ القرآنَ الكريمَ ليس كتاباً يمكنُ أنْ تَقرأَهُ وأنتَ مستلقٍ على ظهرك كما لو أنَّكَ تُطالعُ كتاباً تاريخياًّ أو قصةً معينةً, إنَّهُ كتابٌ يحتاجُ إلى تدبُّرٍ وتمعنٍ ودراسةٍ, فاللهُ تعالى لم يدعُ المؤمنينَ إلى قراءةِ القرآنِ فقط, بل دعاهم إلى تَدَبُّرِهِ والتَفَكُّرِ فيهِ, فقال عز وجل: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82 وقال أيضا {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24 .
إنَّ الرمزيَّةَ في القرآنِ الكريمِ حاضرةٌ في أكثر الأمثلةِ التي يضربها للناسِ تكرارا أمام أعينهم, وهي أحوالُ الطقسِ ونزولُ المطرِ وإحياءُ الأرضِ, فالقارئُ السطحيُّ يظنُّ أنَّ القرآنَ الكريمَ يصفُ هذهِ الحالةُ الطبيعيةُ فقطْ, ولكنَّ القارئُ المتمعِّنُ يكتشفُ أنَّ الأمرَ هو في نطاقِ الرمزيِّةُ وضربِ الأمثالِ للتشبيهِ, فاللهُ تعالى مثلاً يقولُ في كتابهِ الكريمِ في سورةِ النحلِ : وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ{65} , يظنُّ القارئُ البسيطُ بأنَّهُ هنا يتحدثُ عنْ نزولِ المطرِ من السماءِ وإحياءِ الأرضِ, ولكنْ.. هل الله تعالى قصدَ هذا المقصدِ فقط؟ وهل هذا المثالُ ضربهُ اللهُ في كتابهِ المعجزِ وأيُّ شخصٍ يعرفُ تلكَ الحقيقةِ الطبيعيةِ, ولكن المتبحِّرَ يرى أنَّ الآيةَ جاءتْ في سياقٍ يجبُ أنْ يُرَاعَى, وما يدلُّ على أنها ضمنَ سياقٍ معينٍ أنَّ الآيةَ انتهتْ بـ (لقومٍ يسمعونَ), وكانَ من الأجدى أنْ يقولَ اللهُ تعالى: (لقومٍ يبصرونَ), لأنَّ هذهِ الظاهرةُ الطبيعيةُ تُرَى ولا يُسْمَعُ عنها, ولكنْ لو طالعتَ الآيةَ ضمنَ السياقِ القرآنيِّ في سورةِ النحلِ لوجدتَ الآتي : وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{64} وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ{65}, هذهِ الآيةُ شبَّهت الوحيَ أو كتابَ اللهِ بالمطرِ الذي ينزلُ على أمَّةٍ ميتةٍ (الأرضَ) فيُحْيِيها ويجعلها أمَّةً حيةً, وهذهِ بالفعلِ منْ نبوءاتِ القرآنِ الكريمِ التي تحقَّقَت, فأمَّةُ العربِ أمَّةٌ أمِّيَّةٌ بدويةٌ ليسَ فيها حضارةٌ أو عمرانٌ أو أيُّ شكلٍ من أشكالِ التقدِّمِ وفوق هذا كلهِ كانت غارقةً بالوثنيةِ, فجاءَ الوحيُ كالمطرِ فأنبتَ الأرضَ وأحياها وجعلها تُزْهِرُ, فلذلك قال الله تعالى في نهاية الآيةِ: (لقومٍ يسمعونَ), أي يسمعونَ الوحيَ .
ومن هنا لابُدَّ أن نضع في بالنا اللغة ُالرمزيَّةُ في القرآنِ الكريمِ ودلالاتها ومراعاتها في التفسيرِ وخاصةً فيما يتعلَّقُ بالجنةِ ونعيمها, حيث يظنُّ الكثيرُ من المسلمينَ بأنَّ الجنةَ دارٌ للمتعِ الحسيَّةِ والجنسيةِ بالاعتمادِ على الفهمِ السطحيِّ للآياتِ القرآنيةِ التي تصفُ الجنةَ وكذلكَ بعضُ الأحاديثِ النبويةِ الشريفةِ, ولكن نسيَ من فسَّرَ القرآنَ على ظاهرِ اللفظِ أنَّهُ خالفَ نهجَ القرآنِ الذي لَجَأَ إلى الرمزيةِ في وصفِ الحياةِ الدنيا, فما بالكَ بالآخرةِ؟ يقولُ اللهُ تعالى في كتابهِ الكريمِ: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً }الكهف45 ,ويقولُ أيضاً واصفاً الحياةَ الدنيا: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }يونس24 , فهل وَصَفَ اللهِ الدنيا بهذهِ الآيةَ حرفياً أم وَصَفَهَا بمعنىً روحيٍّ ورمزيٍّ؟ فإذا كانَ هذا الحالُ مع الدنيا, فكيف بالآخرةِ ونعيمها التي قال النبيُّ صلى الله تعالى عليهِ وسلَّمَ عنها: ما لا عينٌ رأَتْ ولا أُذُنٌ سمعت ولا خطرَ ببالِ أحدٍ منَ البشرِ؟!.
نفسُ الأمرِ حدثَ في وصفِ الجنَّةِ إذْ يقولُ اللهُ تعالى في كتابهِ الكريمِ:
1 – { مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ } الرعد35 2
– { مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ } محمد15
فكما أنَّ اللَه شبَّه الدنيا كماءٍ أنزلهُ من السماءِ فاختلطَ بنباتِ الأرضِ, فإنه شبَّهَ الآخرةَ بأنَّ فيها أنهاراً من خمرٍ ولبنٍ وثمراتٍ وهيَ في الحقيقةِ أمثلةٌ ورموزٌ للنعيمِ الأُخرويِّ الذي لا يمكنُ أن نتصورهُ أبداً, وللأسفِ فإنَّ الكثيرَ من المسلمينَ ظنَّ أنَّ هذا الخمرَ هو ليسَ كخمرِ الدنيا, وأنَّ لبنها ليس كلبنِ الآخرةِ, ولكنَّهم نسوا أنَّ الله تعالى قال: (مَثَلُ الجنةِ), وليس هناك مما يتصورهُ الكثيرُ منَ المسلمينَ من مُتَعٍ حسيةٍ وجنسيةٍ في الجنةِ, فاللهُ تعالى أعدَّ للمتقينَ نعيماً لنْ يستطيعَ أحدٌ منَ البشرِ أنْ يعرفَ كُنْهَهُ, لذا ضربَ لنا أمثلةً للتقريبِ فقط, فنحنُ نستطيعُ أنْ نقتربَ من فهمِ معنى الجنةِ من خلالِ فهمِ الأمثالِ التقريبيَّةِ التي ضربَها اللهُ لنَا, لتبسيطِ الأمرِ نأخذُ مثالاً: فلو أردنا أنْ نَصِفَ العلاقةَ الحميميَّة َبين الرجلِ والمرأةِ لطفلٍ ماذا سنقولُ لهُ؟ سنقولُ لهُ أن طعمَ تلكَ العلاقةِ كالشوكولاته, فالطفلُ سيفهمُ أنَّ العلاقةَ الحميميَّةَ بينَ الرجلِ والمرأةِ علاقةٌ طيِّبةٌ, ولكنْ فَهْمَهُ لنْ يوصلهُ إلى ماهيَّةِ تلكَ العلاقةِ, فنحنُ هكذا مع نعيمِ الجنةِ وعذابِ الآخرةِ, فنحنُ لا نفهمهما أبداً لأنَّها نَشَأتْ بعيدةً كلَّ البعدِ عن فهمِ عقولنا القاصرةِ, لذلك ضربَ اللهُ لنا أمثلةً للتقريبِ, أمَّا إنْ فهمناها حرفياً فسنكونُ مخطئينَ.
يقولُ اللهُ تعالى في كتابهِ الكريمِ واصفاً حالَ المتقينَ في الجنةِ في سورةِ النبأِ ما نصُّهُ : }إنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً{31} حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً{32} وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً{33}{ والغريبُ أنَّ معظمَ المسلمينَ يرونَ أنَّ الكواعبَ الأترابَ هي النساءُ الممتلئاتِ الصدرِ, ولذلكَ فإنَّ هذا المعنى شكَّلَ حجةً لمن يرى أنَّ في الجنةِ متّعاً جنسيَّةً وحسِّيةً, ولكنَّهُ نسيَ أمراً مُهِماً وهو أنَّ الله تعالى قال للمتقينَ, فهل المتقينَ هم الرجال فقط؟ فما بالُ النساءِ وماذا يفعلنَ بالكواعبِ الأترابِ إنْ كانتْ تلكَ الكواعبُ الأترابُ بهذا المعنى الذي يفسِّرُهُ السطحيُّونَ؟ ولكنْ علينا أنْ نفهمَ جيداً أنَّ البيئةَ التي نشأ فيها التفسيرُ هي بيئةٌ صحراويةٌ ذكوريَّةٌ كان العربيُّ يُمَنِّي النفس فيها أنْ يسكنَ في حدائقَ وجناتٍ بدلاً من الصحراءِ التي يقطنُها, والتي تحيطهُ منْ كلِّ جانبٍ, وأنَّ العربيَّ يميلُ إلى المُتَعِ الحسِّيةِ, وهذا التأثيرُ كانَ واضحاً لدى المفسِّرِينَ ما أوقعهم بهذا المأزقِ, وهي صرفُ المتَّقِينَ للرجالِ في حينِ تجاهلَ القرآنُ الكريمُ بحسبِ نظرهم النساءَ, ولكن لو أمعنَّا النظرَ في التفسيرِ اللَّغويِّ لتلكَ الكلمتينِ سنصلُ إلى المغزى الحقيقيَّ لتلكَ الكلمةِ, فتُشيرُ معاجمُ اللغةِ العربيةِ أنَّ الكواعبَ ومفردها كاعبٌ لها عدةُ معانٍ هيَ:
1 كلُّ مفصلٍ للعظامِ.
2 العظمُ البارزُ فوقَ القدمِ.
3 العظمتين البارزتين جنبَ القدمِ.
4 المكعب الذي يُلعبُ بهِ.
5 ما بين الأنبوبين منَ القصبِ.
6 الكتلةُ منَ السمنِ.
7 قَدْرُ صبة منَ اللبنِ.
8 اصطلاحٌ للحسابِ.
9 المجدُ والشرفُ
10 بالضمِّ وتعني الثدي.
وبالتالي من الصعبِ التعرُّفِ على المعنى الذي قصدَهُ القرآنُ الكريمُ بكلمةِ كواعبَ, ولكنَّ الكواعبَ هنا أتت مضافةً إلى كلمةِ أتراباً فلنرى كلمةَ أترابَ علامَ تدلُّ في معاجمِ اللغةِ:
يقولُ معجمُ لسانُ العربِ: (ويقالُ تربُ الرجلُ هو من وُلِدَ معهُ وأكثرُ ما يكونُ ذلك في المؤنَّثِ ويقالُ هي تربها وهما تربانِ والجمعُ أترابٌ), وبذلك لو زاوَجْنَا بينَ معنى الكواعبِ والأترابِ لرأينا أنَّ المعنى الوحيدُ المستقيمُ بينَ الكواعبِ وصفةُ الأترابِ التي لا تكونُ إلّا للعاقلِ هي ذوو الشرفِ المقاربينَ بالعمرِ, لأنَّ كلمةَ أترابٍ كما قلنا لا يُوصفُ بها غيرُ العاقلِ أبداً فلا يصحُّ أنْ نصفَ الكواعبَ بأنَّها ثديينِ, لأنَّ الأترابَ هما المتماثلانِ, وذلك لأن الأترابَ صفةٌ للعاقلِ فقط, وهو ما ألِفَتْهُ العربُ واتفقتْ عليه, وكذلك لا يمكنُ أنْ نصفَ المفصلين أو نتوئي العظمين أو غيرهما بأنهما أترابٌ لأنَّ “أترابٌ” كما قلنا لا تأتي إلا لوصفِ العاقلِ, فالكواعبُ الأترابُ هما ذوو الشرفِ في الجنةِ المتقاربينَ بالعمرِ.
يتبع إن شاء الله تعالى
[email protected]