-1-
الذين ينطلقون من أهوائهم ويخوضون غمار البحث في قضايا الوطن الكبرى وغيرها من القضايا الخطيرة، يَتعبون ويُتعبون ..!!
يَتْعبون لانهم يُشغلون أنفسهم بما هو واضح البطلان .
وانّ أحكامهم المغموسة بالهوى، لن تثير اهتمام احدٍ على الاطلاق .
انها تولد مخنوقةً ،
يخنقها الانحياز ،
ويُحرقها الغلوّ والمكابرة .
-2-
من هنا :
فلن تستطيع (جوقات) من باعة الضمائر والاقلام ،ومهما بَرَعوا في تنميق الكلمات ، وتلميع صور مُستَخدِميهم ، إحراز النجاح ..!!
ذلك أنّ الظلمة ، لا تصبح (نوراً) عند ذوي الأبصار ..!!
-3-
وكان الأجدى بَمَنْ أمسك بزمام السلطة في غفلة من الزمن ، أن يعيد النظر في قراءته لنفسه ،
وأنْ يراجع مواقفه بدّقة ،
وأنْ يعترف بأخطائه، ويعتذر الى الشعب والوطن منها ، بدلاً من الاصرار على الخطأ ،
وأنْ يواصل الجهد لتلطيف الاجواء المشحونة بالسلبية ازاءه .
-4-
اننا لا ندعو المنتفعين منه الى أنْ يتنكروا له، وانما ندعوهم الى تقديم حساب المصالح العليا للدين والشعب والوطن على حساباتهم الخاصة ، ومكاسبهم الذاتية ….
لا نمنع أحداً من أنْ يشكر له أياديه عليه، ولكنّ شكر الجميل لا يعني انكار الدليل على الفشل الفظيع الذي مُنِيَ به صاحبهم في سياسته الداخلية والخارجية .
-5-
ولو كان الأمر قد اقتصر على الدفاع المستميت عن ” الفاشل الاكبر ” فقط لهان الامر ..
ولكنه لم يقف عند ذلك – للاسف الشديد –
إنّ الراصد لا يعدم أنْ يجد المحاولات الخبيثة تتوالى، للتشكيك بالحكومة الحالية، حكومة د. حيدر العبادي بشتى الطرق والأساليب ، وتكثيف العوائق والعقبات أمامها، وهي تكافح من أجل اخراج العراق من عنق الزجاجة ..!!
وهذه المساعي المحمومة تكشف عن التردي في حمأة السقوط الأخلاقي،
فضلاً عن أنها متمردة على ضوابط الدين ، وما تقتضيه القيم والموازين.
-6-
ولن تشهد هذه الزُمر ومَنْ يقف وراءها، الا فصلا جديداً من الفشل ، يُضاف الى الفصول السابقة المرّة،
وهكذا تتواصل الصفحات السوداء…
-7-
إنّ قضية مَنْ جنّدوا أنفسهم للمهمة المزدوجة :
إضفاء المعالم القيادية على صاحبهم الفاشل ،من جانب .
ومواصلة العمل على اضعاف الحكومة والنيل من رئيسها من جانب آخر، تُذكّرنا بما قرأناه في التاريخ عن ( أحمد الغزالي ) الذي تحدّث عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، وانّه كان واعظا مفوّها قدم الى بغداد، وراح يعظ أهلها …
وقال عنه :
( وكان يتعصب لابليس
ويقول :
إنّه سيد الموحدين ،
وقال يوما على المنبر :
مَنْ لم يتعلم التوحيد من ابليس فهو زنديق ، أمر ان يسجد لغير سيدِهِ فأبى ..!!
ولستُ بضارع الاّ إليكم
وأما غَيْرُكمُ حاشا وكلاّ
وماذا تقول لمن جعل ” ابليس ” مثله الأعلى ؟
انهم اذن جنود أبليس ..