18 ديسمبر، 2024 11:23 م

البَعصُ: الإضطراب , وتأتي بمعنى نحافة البدن ودقته.

تبعصص الشيئ: إضطرب

“كأن تحتي حيّةً تتبعصص”

والمباعصة التباعص أي نجعل كل واحد منا مضظرب أو في مضطرب.

ومَن نسميهم ساسة همَّهم التباعص!!

فتراهم منهمكين بدائرة مفرغة لا تنتهي فيها البعصات!!

وينطبق عليهم المثل “إبعصني وابعصك” , والبعص بالعامية تعني شيئا آخر تعرفونه , وكان في إحدى المدن رجل تقدم به العمر وعنده وسواس بالبعص , فلا يترك أحدا تحررت مؤخرته إلا وبعصه بعصةً أطارت لبه واستحضرت غضبه.

والسياسة تبدو وكأنها مباعصة , فكل واحد من أصحاب الكراسي منشغل ببعص الآخر , وتحقيق أعلى درجات الإنفعال والغضب والإضطراب بسلوكه , ويا ليت ذلك الرجل المبعاص على قيد الحياة ليعلمهم مهارات البعص المزاحي الإجتماعي الفكاهي الذي يمنح المكان طيبة التفاعل والإنسجام.

والبعص سلوك مُدان , ولا يجرؤ على البعص العميق إلا أخصائيوا أمراض الشرج والقولون , ويمكنهم أن يحققوا بعصا تاما أو يضعوا نواظير مبعاصية مختلفة الأحجام ,وأطولها الذي يتجول في القولون.

والبعص السياسي يختلف عن البعص الجراحي , فالأول للتسبب بالعلل والمخاصمات والصراعات الدامية , والتناطح على الكراسي , والثاني لغايات علاجية.

وربما تحولت الديمقراطية إلى مبعصة والإنتخابات إلى تباعص , فما يسبقها تداعيات وما يعقبها ويلات , والباعص والمبعوص في مأزق المفعول به المنصوب بفتحة مقدرة على آخره المكشوف.

ومَن لا يبعص ينبعص!!

والجميع في مسيرة إتلاف ذات أسس إنقراضية ومنحدرات إهلاكية , فما عادت الرؤوس صاحبة أدمغة , فالعقول تنافرت , والمؤخرات تظافرت , والبعص على أشده وأقساه , وكل يغني على ليلاه المريضة في عالم بلا قلب , وقد تقطعت شرايينه وانفجر أبهره وخمدت أنفاس إرادته وتشرذمت ذاته , وتعفرت أخلاقه بمنطلقات أمّارة السوء المنفلتة النوايا والنوازع والغايات , وما بقي عنده إلا أن يستسلم للبعص الحضاري الفتاك!!