23 ديسمبر، 2024 3:55 ص

المَعْلَسْقراطية!!

المَعْلَسْقراطية!!

عَلسَ: أكل وشرب , وفي بعض اللهجات المحلية , يُقال , معلوس , إنعلس , علسوه , وتعني تم القضاء عليه.

الديمقراطية تعني حكم الشعب , فهل وجدتم شعبا يحكم نفسه , وأمّارة السوء فاعلة في أبنائه؟!!

المجتمعات التي توهمت الديمقراطية تحولت إلى معلسة , أي أن القِوى المتمكنة في المجتمع أخذت تأكل بعضها كما تأكل النار الحطب.

وأدواتها , الخطف , الإغتيال , والتغييب القسري للمواطنين في جوف التراب.

قبل غزو البلد المنكوب بالكراسي , نُشِرَت العديد من المقالات التي ترسم معالم ما سيحصل من تداعيات , وكيف سيكون مرتعا تتحكم به العصابات الممولة من قوى خارجية , وتحدثت عن المصير المشؤوم للواقع الذي سيلاقيه الشعب , المحسوب بلغة الأرقام , والمكتوب على سبورة الإمحاء السريع , بشتى وسائل التغييب.

القِوى عندما تحتل تمتلك البلد الذي إحتلته , وترهن إرادته , ويكون طوع مصالحها وتطلعاتها , وتبني فيه القواعد التي تنطلق منها نحو أهدافها الخفية والعلنية.

فالدول التي أُحْتلَتْ أو التي تحققت مساعدتها على التحرر من إحتلال قوة أخرى , صارت رهينة للقوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية , فتوزعت بين القوتين المهيمتين آنذاك , ولا تزال العديد من هذه الدول تحت طائلة معاهدات , تجبرها على التبعية والخضوع للقوة التي حررتها أو إحتلتها.

وبعض الدول في المنطقة تعرضت لذات الحالة , وهي في قبضة القوة التي حررتها أو إحتلتها , وبعضها يتصرف بما لا يتوافق وحقيقة الواقع القانوني القائم وتحسب أنها ذات سيادة , والبعض تحت وطأة إحتلالين متكافلين , والحكومات القاعلة فيها حكومات إحتلال , تنفذ أوامر , ولا قدرة لها على التفاعل الوطني الحر , فما تريده القوى المحتلة يكون , وأي حكومة لا تنفذ يتم إقصاؤها , وفقا لتبريرات ومعاذير لا تعد ولا تحصى.

فالبلد المحتل فريسة , وعلى أهله وأنظمة حكمه أن تقر بذلك , وتفعّل طاقات المواطنين بآليات ذات مردودات إيجابية , كما حصل في اليابان وألمانيا , دولتان محتلتان ومهزومتان في الحرب العالمية الثانية , وتمكنتا من إبتكار الآليات التي أوصلتهما إلى مقام إقتداري رفيع , رغم قيود المعاهدات , وأوزار الهزيمة.

فهل لدولنا المحتلة أن تتصرف بواقعية لتكون؟!!