لاشك ان الجميع أصبح الآن عالماً في السياسة بدولة العراق، ويوعز سببه من جاء الينا من خلف الاسوار، فجعل الشعب يترنح بالسياسة ويتجول معها في ازمات متوالية، فالمشهد الآن اكثر حيوية وديناميكية مما كانت عليه فطرة المجتمع سابقاً، وهذا جزء يسير مما حصل وسيحصل .
من يقود ومن يحكم ومن يتحكم، هذه هي الدوامة التي نعيشها بإستمرار، فمن أزمة لاخرى ، وكل هذا ونبحث عن بصيص امل في المستقبل.
من يتوقع ان يكون طلاب السلطة في مواقعهم الآن. فبعد التي والُلتيااصبح البلد اشبه بلعبة السلم والثعبان او بالمصطلح العامي (الحية والدرج) يصعد من يصعد ويهبط من يهبط، كأنه أشبه بسوق الصرف المالي.. يتحكم به المتنفذون وهم اساس كل شيء يحصل.
لعبة الدين انكشفت ولعبة الديمقراطية مكشوفة ايضاً واما لعبة الاستقلالية فهذه افضل اكذوبة جرت في حياة المواطن المسكين. فمن يبحث على ان يكون المسؤول مستقل هم فئة (الجوكر) وهم من يرسمون سياسة الإدارة لهم في بلد الخيرات الذي نتحاكى به دائماً.
فهذه الخيرات اكيد هي حكمة الرب وليس لهم دخل فيها جماعة الحكم، فلو كان الأمر بيدهم لفعلوا اشياء لم نسمع بها من قبل او حتى لم تخطر ببال احد.
السياسة هنا في العراق سياسة (واقع الحال)، فجميع من في السلطة يجري بذيال ركابه وفق الأجواء الموجودة وحسب ما يراق له، واما عن سياسة النجاح فهذه ايضا تدخل فيها المصلحة الشخصية والفئوية، فعمل شيء ايجابي اكيد هو ليس وداً وانما تخوفاً من المقابل واكيد المقابل يتربص (للزلة) الواردة منهم، والأمر الآخر هو كسب ثقة (الصوت الانتخابي) في اي انتخابات تحصل ، وعكس الصورة التي هم فيها دائما.. ولو دققت النظر في الحكم الحالي تراه (متبرجاً) جداً جداً فالمسؤول الذي يعمل مع المصورين و(جماعة الميديا) هدفه ليس الخدمة في الدرجة الأساس وانما عكس صورته وصورة حزبه او من جاء به الى السلطة، ولو لم يكن لهم منافس او متصيد حاذق لكان بودهم الجلوس في كراسيهم طيلة فترة حكمهم والانشغال في (المقاولات والمغريات والفوائد والمكتسبات)، وهي التي جاءوا عليها قطعاً.
اما عن الحديث عن (تعيينات) بآلاف في مؤسسات الدولة الحكومية وجميعها تشوبها المشاكل وتهديم لمجال القطاع الخاص، وايضا هي لشراء الذمم.
فهم اصبحوا اكثر حذراً من السابق..
ماذا يجري (مظاهرات) ماهو طلبهم (التعيين) الجواب (عينوا ووظفوا) الجميع ، ماذا يحصل الآن (اعتصامات) ما مطلبهم كذا وكذا اعملوا لهم ما يرومون، حتى لو كان الأمر مخطئ.
هنا في هذه الحوادث انطباع جيد وعال ولكن ليس بهذه الصورة الطائشة، فلو دققنا ما حصل في بدء تسنم هذه الجهات السياسية الحزبية دفة الحكم، تم تعيين حملة الشهادات العليا جميعهم في دوائر ومؤسسات الدولة وهم في الأصل الأغلب فيهم لديهم (تعيين) في جامعات وكليات وشركات اهلية ، واكيد ايضاً ان هذه الجهات تابعة لهم ولاحزابهم فبالتالي لن يتغير شيء.
فعلى أثر ذلك ماذا حصل، (ترهل) جديد في المؤسسات على حساب نفاذ المال العام في المستقبل.
فهذا البلد هو الوحيد الذي لديه (اكثر موظفين) في العالم العربي وحتى في العالم الغربي.
بطالة مقنعة مفتعلة من قبلهم هدفها ارضاء فئة وشريحة لأجل اتمام عملية الحكم لمدة معينة .
اما حكاية تجوال الرئيس او الوزير او المسؤول ومعهم حاشية من المصورين والاعلاميين هي باب من ابواب (الطشة) ، فتبليط شارع او بناء جسر ليس بمعجزة او الالتقاء بالمواطنين ليس بشيء خارق او استقبال فئات وشرائح ليس بعمل جبار فبالتالي العمل هذا هو واجب وبمقابل مالي هائل، فماذا يعني ان يعمل المسؤول وترافقه عشرات من الهواتف والكاميرات لكي تلتقط له الصور ومقاطع الفيديو.. اكيد الجواب هو فن من فنون عام ٢٠٢٣، ومن جانب آخر نشاهد الجهات التي تحكم حالياً برمتها تتناغم مع المواطنين اكثر مما نراه مع الموظفين حتى اصبح راتب الرعاية الاجتماعية والاعانة والسجناء والشهداء وغيرها من المسميات الأخرى، اكثر من رواتب الموظفين فهذا نهج به فوائد للمواطنين اكيد ولكن فيه اجحاف للموظفين بالطبع ، اتمنى ان لا تكون النهاية (انت مواطن ولك صفحة في الفيس بوك ومواقع التواصل اهلاً بك، انت موظف وتتقاضى راتب، تباً لك) وبالتالي هذا (ميك اب السياسة).. ولنا عودة.