18 ديسمبر، 2024 10:59 م

مونديال بطولة العالم بكرة القدم في قطر (20\11 – 18\12\2022) بدأ بالقرآن وإنتهى بالبشت العربي , وهو من أفضل المونديالات في تأريخ البطولة العالمية لكرة القدم حسب تصريحات الفيفا.
وكلف قطر ما يقارب الربع تريليون (220) بليون , وربما يعادل كلفة المونديلات السابقة وعددها (21)!!
فيقول البعض هل من الإنصاف صرف هذا المبلغ , والعديد من أبناء الأمة يعانون الحرمان من أبسط الحاجات الإنسانية؟!
وإنه سلوك أمة ثرواتها مبددة ومعتقلة في الدول الأجنبية لتأمين إقتصادها ودعم مشاريعها , ولا يحق للأثرياء الإستثمار في بلدانها , لأن ذلك سيتعارض مع مصالح الطامعين بها.
المونديال نجح , وماذا إستفاد منه العرب؟
البعض يراه دليلا على قدرة الإتيان بما يستطيعه غيرهم وبتفوق , والنجاح سيساهم في إعادة الروح الإبداعية , وتأكيد الثقة بالنفس , والتحرر من قبضة الدونية والتبعية , وقرّب العرب , وأبرزهم كمجتمعات تنافس غيرها , كما فعل الفريق المغربي الذي وصل إلى الربع النهائي في خطوة غير مسبوقة , مما حفز الفرق الأخرى ومنحها العزيمة والهمة على التحدي والنجاح في المستقبل.
ويمكن قول الكثير من هذا القبيل , غير أن الفائدة الملموسة والمردودات الواقعية الضرورية لتقدم ورفاهية العرب لم تتحقق , ويصبح بذل الكم الهائل من المال نوعا من التبذير , والإحتكار والتفرد بحقوق المواطنين , فالثروة النفطية مُلك الشعب , وليست لعائلة أو فئة من الناس تفعل بها كما يحلو لها.
ورغم ما يُقال فقطر الدولة الصغيرة (11627)كيلومتر مربع , إستقلت سنة (1971) , وفي مسيرة نصف قرن نهضت من تراب العدم , وغدت قوة ذات قيمة حضارية وتأثيرات عالمية , لوجود رؤية عند قادتها , وصورة واضحة عن المستقبل الذي يسعون إليه , فالدول برؤيتها لا بثروتها وحسب , وكم من دول صغيرة الحجم تمكنت من الدنيا وأسست إمبراطورياتها.
فهل سنتخذ من قطر قدوة للتفاعل مع الحاضر والمستقبل؟
“وما أدري وسوف إخال أدري”!!