سيغضب المسلم من العنوان , وبعضهم سيرى ما يرى فيه , ولا يُعرف متى بدأ الإحتفال بالمولد النبوي!!
تتوارد التهاني والتبريكات , ويتبادل المسلمون الكلمات الطيبة بهذه المناسبة , ويتجاهلون التعبير عن الدين بالعمل الصالح المبين.
المسلمون يفترسون بعضهم , ويكفّرون بعضهم , ويسفكون دماءهم بإسم الدين , فما نفع التهاني المتبادلة؟
هل عبّرنا بسلوكنا عن قيمة نبوية نافعة للناس؟
وماذا قدمنا لأنفسنا ولمجتمعاتنا؟
في السابق كان للإحتفال بالمولد النبوي قيمته الروحية والأخلاقية والثقافية , أما اليوم فكلمات تهاني , وبعدها ننسى وندّعي الإسلام , الذي نجهله ونؤمّر عليه النفوس الأمارة بالرغبات السيئة.
المسلمون يحيون مناسبات أخرى , ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها , وتمر ذكرى المولد , فيتبادلون بطاقات تهنئة , وهي من أضعف الإيمان.
المفروض عندما نحي ذكرى رسول رب العالمين “الحمد لله رب العالمين” , أن ندرك بأنه رب الأنام أجمعين , ونبصر بعيون المؤمنين , أنه ليس ربنا لوحدنا.
والمهم أن نرتقي لسلوك القرآن , ونبتعد عن تقليد وإتباع تجار الدين , الساعين لإستعباد الناس والإستحواذ على حقوقهم , بإدّعاءات من وحي التأويلات والتفسيرات المغرضة , التي يتوهم بها أصحابها العابثين بالدين.
محمد القائد الرسول هو الأصل , وما دونه فروع وفروع , فلا قيمة لأي فرع دون الأصل.
ولابد من إستحضار ما قاله الشاعر القروي في المناسبة: “يولد النبي على ألسنتكم كل عام مرة , ويموت في قلوبكم وعقولكم وأفعالكم كل يوم ألف مرة. ولو ولد في أرواحكم لولدتم معه , ولكان كل واحد منكم محمدا صغيرا….أيها المسلمون..ينسب أعداؤكم إلى دينكم كل فرية , ودينكم من بهتانهم بُراء , ولكنكم أنتم تصدقون الفرية بأعمالكم وتقرونها بإهمالكم…”
وواقعنا المعاصر الدليل والبرهان , فهل أغفلنا النبي والدين والإنسان؟!!
د-صادق السامرائي