22 ديسمبر، 2024 6:35 م

الموقف العقائدي بين الشيعة واسرائيل

الموقف العقائدي بين الشيعة واسرائيل

طلب مني احد الاخوة ان اكتب عن موقف الشيعة تجاه ظاهرة التطبيع وما نتج عنه من حوادث قربت البعيد وبعدت القريب…وحتى اكون منصفا اقول: ان الشيعة يعترفون{بدين اليهودية} ويعتبرون شريعة موسى {ع} من الشرائع السماوية, وان موسى{ع} رسولا من اولي العزم.
هناك عشرات الروايات في تراثنا تذكر العلاقة الانسانية بين النبي محمد {ص} وجيرانه من اليهود والنصارى ونعترف ان الله تعالى جعل لكلّ رسولٍ شريعةً، فجاءت التوراة مُبيّنةً لشريعة موسى{ع} والإنجيل مُبيّناً لشريعة عيسى{ع} وخُتمت الشرائع السماوية بشريعة محمّدٍ {ص} يقول تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ[المائدة 48] كما أراد الله أن تكون كلّ شريعةٍ ناسخةً للشريعة التي قبلها، والإسلام نسخ ما قبله من الأديان السماويّة، وكلّ رسولٍ يأتي يبشّر بالذي بعده.{هذا ما نعتقد به عن اليهودية والاديان السماوية الاخرى}.
{اما الموقف المتشنج الذي يبديه الشيعة اليوم من التطبيع} لا ينصب على دين اليهودية بل بسبب المواقف { الصهيونية} خاصة ان الشيعة لا ينسون الحوادث المهمة كغيرهم ..وسأذكر على عجالة موضوعا خطيرا متعلق في عقلية الشيعة تجاه اليهود في الزمن الحديث. لا يمكن تجاوزه ونسيانه.
في عام 1890، نشر الكاتب اليهودي النمساوي “ناثان بيرنباوم” مقالا في مجلة “الانعتاق الذاتي”، مُستخدِما لفظة جديدة ذلك الوقت، لم تكن مجرد لفظة عابرة، بل خطة لم تمضِ سنوات حتى تحول ذلك اللفظ في بازل بسويسرا عام 1897على يد اليهودي “تيودور هرتزل”، الذي استخدم لفظة “الصهيونية” ليعقد المؤتمر الصهيوني الأول بعد عام من صدور كتابه “الدولة اليهودية”؛ داعيا فيه إلى هجرة اليهود نحو فلسطين وإقامة أرض إسرائيل التي ستكون محمية من الدول الكبرى التي ستغتصب ارض فلسطين.
** اذن الطابع الديني الذي وسمت به الصهيونية حركتها لم ينطلِ على اليهود المتدينين، لأن اشتقاق “الصهيونية” جاء استغلالا لمشاعر اليهود وحنينهم لجبل “صهيون” المقدس لديهم، وهو ما تصادم مع قاعدة يهودية راسخة عندهم وهي أن أرض إسرائيل منحة من الإله لهم على يد {الماشيح المنتظر}، وأن كل محاولة بشرية لإقامة دولة يهودية إنما هي كفر وشذوذ وخيانة لمعنى الوعد.
هذه المعلومات يعرفها الجميع بما فيهم اليهود حديثي الولادة واليهود العرب والمستعربين. ولكنه غاب عن اغلب الحكام العرب الذين تبدلت مواقفهم 180 درجة عما كانوا يعلونه قبل نصف قرن .وراينا كيف تباع الارض والمقدسات. وكيف يكون الحاكم العربي عبدا للمحتل الاجنبي..
هؤلاء الحكام العروبيين لا يمكن مقارنتهم بموقف الشيعة. فلا يمكن ان اقارن موقف السيد السيستاني يوم زاره بابا الفاتيكان وما جرى بينهم من حوار ينتظره العالم كله ..خرج منه وهو يجر اذيال الخيبة للأمر الذي جاء من اجله. ولا اقارن السيد حسن نصر الله مع سعد الحريري الذي تامره السعودية ان يقدم استقالته وهو رئيس وزراء لبنان ..ولا اقارن الشهيد ابو مهدي المهندس مع عبد الله خليفة المري، قائد شرطة دبي.. ولا يمكن ان اقارن الحوثيين في حربهم ضد التحالف الانكلو سعودي مع الاحزاب الكرية العراقية .. او عائلة البارزاني مع السيد الخامنئي..!! وهكذا هلم جرا.
واخيرا احب ان اهمس في اذن السياسي الذي قال : ان التطبيع في العراق سيبدأ من النجف .. انا اقول له : التطبيع سيقبر من النجف . وكل ات قريب.