منْ قبل أن ندوّن عبارة ” بادئ ذي بدءٍ ” التقليدية المتوارثة , فينبغي اجراء تعديلاتٍ على العنوان اعلاه , او تصحيحٍ لبعض مفرداته .! , فالموقف العربي < وبقدر تعلّق الأمر بالحرب في غزّة > فلم يكن متحركاً كيما يتوقّف .! ولم يكن فاعلاً بشكلٍ فعليٍّ بأستثناء الجانب الجزئي او الجزيئي الذي قامتا به مصر وقطر لإجراء هدنةٍ عرجاءٍ ومبتورة وتبادل نفرٍ بين أسرى ورهائن بين اسرائيل وحماس , وذلك لا تأثيرَ ولا وزنَ له على مجريات الحرب ومعدلات اطنان القنابل ” غير المحسوبة ” التي تتساقط على رؤوس العوائل في القطّاع يومياً منذ اكثر من 70 يوماً , وستستمر لشهور وفق آخر التصريحات الأمريكية , وبالتالي لايوجد موقف عربي اصلاً , بل يوجد او توجد مواقف اوربية وأممية عبر التظاهرات والإحتجاجات الجماهيرية العارمة , مع تعديلاتٍ طفيفة النكهة لبعض الزعماء الأوربيين .
وإذ لا يختلف اثنان ولا حتى واحدٌ مع نفسه .! بأنّ الحرب الدائرة في القطاع ليست مع ” حماس ” كلّياً ” اذ عجزت القوات الإسرائيلية بالكامل عن الوصول والتوصّل الى منصّات الصواريخ الفلسطينية التي تدكّ تل ابيب ولا الى قيادات حماس وكتائب القسّام تحت الأرض لحدّ الآن , وبالتالي انّها تقوم بالتعويض عن ذلك بالقتل الجماعي المبرمج والممنهج لكلّ الفلسطينيين في مختلف مدن القطاع ولأسبابٍ مزدوجة او اكثر ” ليس اقلّها الشروع بإغراق غزّة , ودونما استرسالٍ يوميٍ في ذلك .
بالعودةِ الى الموقف العربي الإفتراضي , ومع الفوارق بين مجريات حرب عام 1973بين مصر وسوريا من جهة ومع اسرائيل ولم تكن آنذاك مثل هذه البربرية الدامية من الصهاينة ولا استهداف المدنيين , فكان قطع النفط العربي عن الولايات المتحدة وسواها له اعتبارات وثُقل على الصعيد العالمي والإسرائيلي , بجانب عدم إغفال مشاركة قوات عربية في تلك الحرب وعلى رأسها القوات العراقية , وكذلك الموقف العربي ضدّ مصر جرّاء زيارة الرئيس السادات لإسرائيل وتوقيعه معاهدة كامب ديفيد , ومقاطعة مصر في كافة المجالات السياسية وغير السياسية , وإذ لا يمكن تطبيق هذه المقارنتين الماضيتين كلياً على ما يجري من المجزرة – المحرقة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني سواءً في القطّاع او مدن الضفة الغربية ” بنحوٍ اقل ” , لكّما علامَ وإلامَ هذا التخاذل من الحكّام العرب في اتخاذ أيّة اجراءات ” حتى غير عسكرية ” بالضد من ادارة بايدن وسواها التي تقوم بتغذية ماكنة القتل الإسرائيلية بالأسلحة والذخيرة والقذائف الخاصة والصواريخ .!؟ , لا يمكن تفسير هذا التحريم من الزعماء العرب ” على انفسهم ” من ايّ اجراءاتٍ حتى في الجانب الأدنى ضد الأمريكان ” اقتصادياً ونفطياً ودبلوماسياً ” وحتى عمليات التطبيع والتمييع القيصرية – الجراحية مع تل ابيب .!؟ , لماذا عدم استغلال واستثمار مواقف الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإدخالها كعناصر عسكرية الى داخل المنطقة العربية بغية التأثير لوضع مكابح لماكنة الحرب الأمريكية – الإسرائيلية على الأقل ولو بشكلٍ مؤقت .! , نذهبُ أبعد من ذلك نحو الأحزاب السياسية والجماهير العربية التي كأنها مصابة بالشلل النصفي والصداع غير النصفي لإثبات واستحضار وجودها القومي .! وإلاّ ماذا يُسمّى او تسمية ذلك على الخارطة السياسية العربية .!