23 ديسمبر، 2024 7:02 ص

الموقف العراقي المتشظي إزاء التدخل التركي

الموقف العراقي المتشظي إزاء التدخل التركي

يراهن الإقليم الدولي المحيط بالعراق ، على أتباعه من الكتل والأحزاب السياسية العراقية ، المعارضة للنظام السابق قبل 2003، والماسكة للسلطة بعد ذلك، على تمزيق وحدة العراق ونسيجه الاجتماعي.
التدخل التركي العسكري البري في العراق ، القديم الجديد ، أثير فجأة وبتوقيت واحد، من قبل قوى سياسية عراقية معارضة لأي حضور تركي في العراق، ولحساب ومصلحة أطراف إقليمية ودولية أخرى، وليس لحساب ومصلحة العراق، وبالمقابل هناك قوى سياسية عراقية تؤيد هذا التدخل، وما يمثله إقليميا” ودوليا”، وليس لحساب ومصلحة العراق أيضا”.

وبين هذا وذاك ، فان مصلحة العراق شبه غائبة في الموقفين ، الرافض والمؤيد للتدخل التركي. المفارقة الجديدة في هذه الأزمة ، هو بروز الموقف الكردي بشكل متشظي أيضا”،الحزب الديمقراطي بزعامة السيد مسعود بارزاني ، يؤيد هذا الوجود التركي ، بل يرحب به ويدعمه ويقدم له كل التسهيلات، ويديم علاقاته الدبلوماسية مع تركيا،وفي أوج شدة هذه الأزمة يزور السيد البر زاني تركيا، ويلتقي كبار مسوؤليها.حزب الاتحاد الوطني بزعامة السيد جلال طالباني، مغاير تماما” للديمقراطي، إذ يرفض التدخل التركي وبشدة ، ويصدر بيانات استنكار ، واعتراضات شديدة على لسان نوابه في وسائل الإعلام ، وجلسات مجلس النواب ، والتي تم تخصيص بعضها لمناقشة التدخل التركي الأسبوع الماضي.

التباين في الموقف والذي أبداه التحالف الوطني ( الشيعي ) ، واتحاد القوى ( السني ) ، إزاء التدخل التركي ، يبدو واضح الأسباب ، وأبرزها الطائفية ، أما التباين الجديد في المواقف الكردي وتشظيه، يبدو غير واضح للبعض، وهو متغير جديد في تعاطي الكرد مع الأزمات، وهنا نريد تسليط الضوء على موقف كل منهما إزاء المحيط الإقليمي ، والمحيط السياسي العراقي لهما.

التباين الكردي إزاء المحيط الإقليمي والمحيط السياسي العراقي

العلاقة مع الاتحاد الوطني الكردستاني الديمقراطي الكردستاني

إيران قوية جدا” وتاريخية ضعيفة وحذرة ، وعدائية بعض الأحيان

تركيا ضعيفة ، ورافضة لحضورها في العراق جيدة ومتنامية ، ومؤيدة لحضورها في العراق

حزب

BKK علاقة إيديولوجية مصيرية وإستراتيجية وداعمة له. اعتيادية وضعيفة ،ومحرجة في بعض الأحيان إمام تركيا.

التحالف الوطني (

الشيعي ) قوية ، متناغمة ، ومؤيدة وحميمة . ضعيفة ،ندية ،وعدائية في اغلب الأحيان.

اتحاد القوى (

السني ) اعتيادية ، متقاطعة في بعض المواقف جيدة ، حاضنة لنوابه وفعالياته السياسية ،فضلا”عن معارضي الحكومة العراقية .

إمام هذا التشظي في الموقف الكردي ، والذي برز إلى السطح بشكل جلي ، بعد إحداث تظاهرات أقضية محافظة السليمانية قبل ثلاثة اشهر، وأزمة رئاسة إقليم كردستان وماتبعها من طرد رئيس مجلس نواب إقليم كردستان ونواب كتلته ( التغيير )، فضلا” عن إقالة وزرائها من اربيل، كل هذه الإحداث عمقت الشرخ القديم بين طرفي الصراع التقليدي الكردي، أبان عقد تسعينيات القرن الماضي،وأضافت له طرف جديد هو حركة التغيير، وهي التيار الشعبي الكردي المتنامي ، والرقم الصعب في معادلة السلطة داخل إقليم كردستان.

أقول إن حلم الدولة الكردية أصبح ابعد مما كان عليه قبل عام من الآن،وان العراق إزاء مشكلة التدخل التركي ، وبدل أن يلتأم سياسيوه خلف موقف واحد ، كما هو حال جميع دول العالم ، عندما تتعرض لظروف مشابهة ، تلتئم بمعارضيها ومواليها ، تحت موقف واحد وقوي، إلا نحن في العراق، فمع كل أزمة نزداد تشظيا”وفرقة ، وهذه المرة دخل الأخوة الكرد في خانة التشظي. وكما يقول المثل الشعبي العراقي الدارج ( يأم حسين جنتي بوحدة وصرتي باثنين) .